لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 12:49 م]ـ
هل قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) يندرج ضمن آيات الصفات أم لا؟
وعلى القول الأول فلماذا تأول كبار المفسرين كالطبري وابن كثير اليمين بالقوة؟
وعلى القول الثاني أي أنها ليست من آيات الصفات فما يؤمننا أن باقي ألفاظ اليمين في الآيات والأحاديث من الصفات أو ليست من الصفات؟
هل من ضابط أو قاعدة في التعامل مع مثل هذا اللبس؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:19 ص]ـ
الضابط لغة العرب
فلا نصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر إلى ذهن السامع فإذا كان استعمال العرب للفظ يدل على معنى الصفة حملناه عليها
وإن كان يدل على معنى آخر غير معنى الصفة لم نحمله عليها
فالقرآن نزل بلغة العرب
حتى إن منكري الصفات لم ينكروا أنهم في تأويلهم حملوا اللفظ على غير ظاهره، وادعوا أن ماحملهم لمخالفته للقواعد التي زعموها عقلية تخالف هذا الظاهر.
وهناك أمثلة أخرى
كقوله تعلى: يوم يكشف عن ساق
اختلف المفسرون في معناها المتبادر وما هو الظاهر منها؟
فالخلاف بين أهل السنة هل الظاهر منها أنه تدل على الصفة أو الظاهر أنها لا تدل على الصفة، كخلافهم في تفسير سائر آيات القرآن
وأما المعطلة فهم ينكرونها أصلا سواء كان ظاهرها يدل على الصفة أو لا
فيقولون بموجبها إن كانت لا تدل على الصفة في ظاهرها
ويقولون بتأويلها إن كانت تدل عليها في ظاهرها
والصفات التي يثبتها أهل السنة لها أدلة أخرى صريحة كالوجه واليمين والساق
وليس في ذكر اختلاف الصحابة أو التابعين أو أئمة السنة في هل الآية من آيات الصفات أو لا حجة -بحمد الله- للمعطلة على أهل الإثبات والله أعلم
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:30 ص]ـ
كيف ننزل الضابط المذكور في قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ)
وما حكم تفسير الطبري وابن كثير لها؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 01:28 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خيرا
وقد شرح صدري استفسارك في المشاركتين، وعلمت أنني أطارح طالب علم ذا قريحة،
فشجعني على المضي قدما في الحوار، مع المشقة وذهاب الوقت، لأنني أحرص أن أكتب ما يعين القارئ ويسهل تصوره، ولا أحب القص واللزق.
وقد أسعدني أنك تقف عند محل الإشكال مما يوفر الوقت بارك الله فيك وهداني وإياك للحق.
قوله تعالى: لأخذنا منه باليمين
في لغة العرب تنقسم الألفاظ الكلية إلى أقسام منها ما يسمى بالمتواطئ
وهو اللفظ الدال على أشياء متفقة في المعنى الذي دل عليه اللفظ مع اختلاف أعدادها
كالرجل يطلق على زيد وعمرو لاتفاقهما وتساويهما في معنى الرجولة
وهناك ما يسمى بالمشترك وهو اللفظ الموضوع لحقيقتين مختلفتين في المعنى كالمشتري على الكوكب والمبتاع
وسواء قلنا إن اليمين من الأول: وهو أن لفظ اليمين كما تدلت عليه المعاجم يعني اليمن والبركة والقوة واليد اليمني، ويكون اللفظ العام اليمن وهو ضد الشؤم فيكون معنى مشتركا بالتواطئ المشكك بين هذه الأشياء
أو من الثاني
وهو أن اليمين يطلق على كل من اليد، ويطلق بالاشتراك على القوة، والبركة
وعلى كلا القولين فتفسير الآية باليد اليمنى، أو بالقوة كله سائغ جار على لغة العرب، ولعلك تراجع تهذيب اللغة واللسان وغيرها
فهو بالوضع موضوع للحقيقتين إما بالاشتراك أو بالتواطؤ، وليست مجازا
وآيات الصفات هي من آيات القرآن التي جاءت بلغة العرب وليس لآيات الصفات خصوصية تخرج بها عن قواعد لغة العرب ومن فعل ذلك فقد تحكم وتعسف
فالذين فسروا اليمين بالقوة لم يتأولوا وإنما اختاروا معنى من المعاني المتواطئة أو المشتركة
والذين فسروه بالصفة فعلوا ذات الأمر فلم يتأولوا
والتأويل الذي هو التحريف ليس مذموما في باب الصفات فحسب
بل هو مذموم في كل شيء لأنه تحريف عن المعنى المراد بحجج واهية.
ولذا فكما هي مسوغات الاختلاف سواء كان اختلاف تنوع أو تضاد في بقية معاني القرآن فهي هي مسوغات الاختلاف في آيات الصفات، فمنها ما هو مقبول وهو الجاري على لغة العرب ومنها ما هو مردود وهو الذهاب بالمراد إلى معنى لم تدل عليه لغة العرب، كما قالوا عن استوى استولى ونحوها، والله أعلم
كما أحب أن تعذرني إن جهلت منزلتك لأنني منقطع عن الملتقى ولا أزوره إلا لماما
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 02:10 م]ـ
أحسن الله إلينا وإليك بحسن التفهيم
المشتركان في اللفظ الواحد بحسب تعريف العلماء: هما الحقيقتان المختلفتان وإن اشتركتا في لفظ واحد.
فالسؤال الوارد حينئذ: أي حقيقة أراد الله تعالى من لفظ اليمين في الآية المذكورة: هل هي اليد، أو القدرة والقوة؟
أما إذا كانت حقيقة اليد هي حقيقة القدرة والقوة فلماذا يوصف من فسر اليد واليمين بالقدرة والقوة بأنه جهمي معطل؟؟
وإذا كان المراد باليمين هي اليد ولا شيء غير اليد فلماذا يفسرها الطبري وابن كثير بالقوة والقدرة؟؟
¥