تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإعجاز اللغوي عند الشعراوي رحمه الله]

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[10 Nov 2009, 12:19 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

وبعد:

فقد كنت أستمع قديما للشيخ الشعرواي رحمه الله في تفسير سورة طه في قوله تعالى (وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربي لترضى)

فذكر في تفسيرها بعضا من الإعجاز اللغوي يقول رحمه الله:

إن موسى عليه السلام قال: (أولاء) ولم يقل (هؤلاء) لأن الهاء للتنبيه وربنا الخالق البارئ المصور ليس بغافل فينبّه سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم هو الحي القيوم .. ) أو كما قال رحمه ربي وعفا عنه

ففتح الله عليّ بقول الشعراوي هذا قولا لم أسبق إليه فيما أعلم ..

وذلك في مسألة نداء لفظ الجلالة (الله):

حيث اختلف البصريون والكوفيون في نداء الاسم الشريف (الله) بـ (يا) النداء ?

فقلتُ أنا العبد الفقير إلى ربي:

لم ينادى لفظ الجلالة بـ (يا أيها الله) إلا لعلة عقدية فيما أزعم لأن الهاء للتنبيه وربنا الله سبحانه وتعالى ليس بغافل فينبّه!!!

فأصبحت مرمى لسهام الأحباب حتى رأيت ابن الحاجب أحد النحاة مصادفة يقول:

(فصل: ولا ينادى ما فيه الألف واللام إلا الله وحده

قال الشيخ: علل بعلتين كل واحدة منهما جزء، وإحداهما: لزومها الكلمة، والأخرى: كونها بدلا من المحذوف إذ أصلها إلإله ....

ويُعَلَّلُ أيضا بأنه لو قيل: (يا أيها الله) أو (يا هذا) لأطلق لفظ لم يؤذن شرعا فيه، أو لم يستقم لهم في المعنى أن يشيروا إلى ما يستحيل عليه الإشارة في التحقيق، ولو قيل: يا لاه أو يا إله لغيروا الاسم ولأوالوا ما قُصد به التعظيم)

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 08:09 ص]ـ

حق لكم أن تعملوا أذهانكم في البحث العلمي والاستنباط والمحاولة، وهذا شأن طالب العلم النبيه الحريص وفقك الله ونفع بك.

لكنَّ قول الشعراوي الذي نقلتموه عنه يمكن الاستدراك عليه بأمثلة في القرآن ورد فيها الخطاب لله سبحانه وتعالى مع هاء التنبيه في اسم الإشارة. مثل:

(وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) [الزخرف]

فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) [الدخان]

(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) [الفرقان]

ولو تتبع الآيات من هو أدق مني لأتى بأمثلة أخرى ربما.

وحرف النداء الأصلي وهو الياء ينادى به لفظ الجلالة وغيره، فهو لا يدل على عدم الغفلة إذن.

والنحويون - وأنت أحدهم - يرون أنَّ اسم الإشارة (أولاء) يشار به للبعيد كما في الآية التي ذكرها الشعرواي رحمه الله، بخلاف (هؤلاء) فهي للإشارة للقريب.

ومسألة نداء الله بالياء مباشرة دون واسطة (أيُّها) فيها كلام طويل لا يخفى عليك، والمحققون من أهل النحو يرون أن الألف واللام في لفظ الجلالة أصلية فيه كما أن الميم في (محمد) أصلية فيه، فساغ نداؤه بالياء دون واسطة، إضافة إلى أنه لم يسمع في كلام النبي صلى الله عليه وسلم (يا أيها الله).

وكلام النحويين في كون (أيها) فيها من الإبهام ما يحتاج إلى رفع لا يخفى عليكم.

وأعلم أنك سقت المسألة فرحاً بما تظنه موافقة من ابن الحاجب لرأيك واجتهادك، ولا شك أن طالب العلم يفرح بموافقة مثله فإن التفرد موحش.

زادك الله علماً، ونفع بك أخي العزيز.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 08:22 ص]ـ

أظن العنوان بـ (الإعجاز اللغوي عند الشعراوي رحمه الله) غير دال على مضمون المشاركة، ولو تم تعديله إلى (رأي في سبب عدم نداء لفظ الجلالة بـ (يا أيها) لكان أدل على المقصود.

فما رأيك أخي أحمد؟

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Nov 2009, 11:10 ص]ـ

هل يصح أن يقال أن لفظ "الله"اسم علم دل على الباري تبارك وتعالى، ونداء الأعلام لا يصح أن يدخل عليها "أيها"، وإنما تدخل على النداء بالصفة ليتميز المنادى عن غيره؟

ثم إن النداء بـ "يا أيها" في الغالب يشعر بأن المنادى أقل شأناً من المنادي ما لم يشعر المقام بإرادة التعظيم، وعليه فلا يصح أن ينادى الخالق بهذه الصيغة.

أما كون "أولاء" يشار بها للبعيد هنا ففيه نظر، فقد قال تعالى:

"هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ"

واعتقد ـ والله أعلم ـ أن حذف الهاء من باب تهوين الأمر وإمكان تجاوزه.

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Nov 2009, 03:47 م]ـ

والمحققون من أهل النحو يرون أن الألف واللام في لفظ الجلالة أصلية فيه كما أن الميم في (محمد) أصلية فيه، فساغ نداؤه بالياء دون واسطة.

هذا صحيح

فاذا أضفنا الى ذلك أن لفظ الجلالة (الله) هو اسم علم له عز وجل لأنحل الاشكال، لأن أسماء الأعلام لا تدخل عليها (أيها)، فلا يقال مثلا: يأيها محمد أوما يماثله

والله أعلى وأعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير