تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أبحاث الإعجاز والتفسير العلمي في القرآن الكريم ذات طابع جماعي]

ـ[مرهف]ــــــــ[04 Oct 2009, 06:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[أبحاث الإعجاز والتفسير العلمي في القرآن الكريم ذات طابع جماعي]

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

إن علم الإعجاز العلمي ومثله التفسير العلمي في القرآن الكريم ليس تخصصاً شرعياً فقط، وإنما هو مجموعة تخصصات تشترك مع بعضها، ذلك لأن الإعجاز والتفسير العلمي يتعلق بمختلف العلوم: كالطب والفيزياء والفلك والجيولوجيا و .. الخ، ولكن العلم الذي لا يجوز تخطيه والذي يعتبر الأساس بين هذه العلوم كلها هو العلم الشرعي وبالأخص منه تخصص التفسير وأصول الاستنباط، بل هو ركن علم الإعجاز العلمي والتفسير العلمي للقرآن الكريم، لأن هذه العلوم يستدل لها وعليها من القرآن.

أي: إن أبحاث الإعجاز العلمي علم ذو تخصصات مختلفة مشتركة تتعلق هذه التخصصات كلها في دلالات القرآن الكريم، فعلى الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن إن كان من تخصص علم الفلك مثلاً أن يعود في بحثه إلى أهل التفسير وعلوم القرآن، لأنهم أدرى بأصول الاستنباط ومدارك الفهم لأساليب القرآن الكريم وتصريف المعاني، كما أن من الواجب على المختص بالعلوم الشرعية – ومنها التفسير وعلوم القرآن - أن يعود إلى أهل التخصص في العلم الذي يكتب فيه ليتحقق من مصداقية المعلومات التي يستدل بها في بحثه، وأن يفهمها فهماً يساعده على صحة التعامل معها في كتابة بحث في الإعجاز العلمي والتفسير العلمي للقرآن الكريم.

ولذلك لا أبالغ في الحكم إن قلت: إنه لا يجوز لكاتب في الإعجاز العلمي أن يصدر بحثاً أو كتاباً إلا أن يتوفر في هذا الكتاب شرطين أساسيين حتميين:

- أحدهما: أن يكون الباحث متخصصاً في العلم الذي يتكلم به، بل ومن المتمكنين بتخصصه، وأن يكون بحثه قد مر على لجنة علمية مختصة بعلم التفسير وأصول الاستنباط.

- والثاني: أن يكون الباحث من أهل التفسير وأصول الاستنباط، وقد مر بحثه على متخصصين متمكن في العلم الذي يكتب فيه، وأن يكون قد تأكد من صحة المعلومات المستخدمة في بحثه.

أي: إن أبحاث التفسير والإعجاز العلمي ليست أبحاثاً فردية وإنما هي أبحاث جماعية؛ تتضافر فيها جهود علماء الأمة في خدمة كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا يأتي أهمية دور اللجان العلمية التي تشكلها مؤسسات وهيئات الإعجاز العلمي في العالم الإسلامي إذ ينبغي عليها أن تراعي هذا الأمر في تشكيلها للجانها العلمية، إذ ينبغي أن تضم كل لجنة متخصصة في علم ما متخصصين في التفسير وعلوم القرآن وأن يكون هؤلاء المتخصصين على درجة من العلم وممارسة للتفسير العلمي، أو أن تمر أبحاث اللجان العلمية المختلفة على لجنة كبيرة من المتخصصين في علم التفسير وأصول الاستنباط.

ويجد ربي من هذا الباب أن أقول: إن كتابة الأبحاث في التفسير والإعجاز العلمي غالباً ما تكون على طريقتين:

ـ أن يخطر للباحث المختص بالعلوم الشرعية وبالأخص التفسير وعلوم القرآن سؤالات يثيرها النظم القرآني حول قضايا كونية، ففي هذه الحالة من الواجب عليه أن يرجع لأهل التخصص في العلم الذي يريد البجث فيه وأن يتابع معه أحدث ما قيل في هذا العلم.

ـ أن يكون الباحث مختصاً في علم من العلوم الكونية الأخرى، وقد عرض له أثناء تدبره لكتاب الله تعالى قضايا تعلمها من سابق أو مسائل علمية يتحدث بها المختصون في علمه وقد وجد ملامح ودلالات ذلك في القرآن الكريم، ففي هذه الحالة عليه تسجيل ملاحظاته، ومواطن الاستنتاج الذي خرج به، ثم يعرض ذلك على أهل التخصص الشرعي في التفسير وأصول الاستنباط، والله أعلم.

ويجد ربي أن أنبه على قضية مهمة في ختام البحث وهي أن امتلاك الباحث لثقافة عامة في تخصص ما فإن هذا لا يعني أن تؤهله هذه الثقافة ليتكلم في العلم الذي تثقف فيه، بل يجب أن يدقق التظر والبحث وأن يمتثل لقوله تعالى:

((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)).

د. مرهف عبد الجبار سقا

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Oct 2009, 02:45 ص]ـ

وفقك الله أخي الفاضل مرهف ..

وأشكرك على هذا الطرح الجميل والرصين ..

وعلى جميع ما تطرحه في هذا الشأن الذي أنت من فرسانه.

وأقول: قد يجمع الله تعالى لأحد علماء التفسير بين طول الباع في العلوم الشرعية، مع معرفة جيدة بجملة من العلوم الطبيعية أو التاريخية وغيرها، فيوظف معرفته لخدمة كتاب الله تعالى.

وممن عُرِفَت عنه هذه المعرفة الواسعة العلامة ابن عاشور -رحمه الله تعالى- حيث سخر هذه المعرفة في تفسيره، إذ يشبع الآية تفسيرا وتوضيحا وبحثا في دلالاتها وما يمكن أن تدل عليه من علوم، مستخدما معرفته الواسعة أولا بلغة العرب وكلامها وأساليبها ومعهود خطابها، ومستفيدا مما ذكره المفسرون في الآية بالاختيار والتوجيه والتفنيد لو لزم، ومضيفا لذلك ما يخدم في بيان الآية الكريمة من حقائق علمية وتاريخية وغيرها.

وحق لمن يقرأ هذا السفر العظيم أن يقول: كم ترك الأول للآخر!

ولكن أين من هو مثل هذا العالم المتبحر؟

لذا نحن حقا بحاجة إلى العمل الجماعي الذي نكمل به نقصنا ونتجنب به الزلل والقصور.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير