تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أقوال بعض المفسري في قوله: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم .. )]

ـ[محبة القرآن]ــــــــ[10 Sep 2009, 07:06 ص]ـ

قال الطبري-رحمه الله- في تفسيره:القول في تأويل قوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد (53)) [ص: 493]

يقول - تعالى ذكره -: سنري هؤلاء المكذبين، ما أنزلنا على محمد عبدنا من الذكر، آياتنا في الآفاق.

واختلف أهل التأويل في معنى الآيات التي وعد الله هؤلاء القوم أن يريهم، فقال بعضهم: عنى بالآيات في الآفاق وقائع النبي - صلى الله عليه وسلم - بنواحي بلد المشركين من أهل مكة وأطرافها، وبقوله: (وفي أنفسهم) فتح مكة.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبوكريب قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أبي قيس، عن المنهال، في قوله: (سنريهم آياتنا في الآفاق) قال: ظهور محمد - صلى الله عليه وسلم - على الناس.

حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط، عن السدي (سنريهم آياتنا في الآفاق) يقول: ما نفتح لك يا محمد من الآفاق (وفي أنفسهم) في أهل مكة، يقول: نفتح لك مكة.

وقال آخرون: عنى بذلك أنه يريهم نجوم الليل وقمره، وشمس النهار، وذلك ما وعدهم أنه يريهم في الآفاق. وقالوا: عنى بالآفاق: آفاق السماء، وبقوله: (وفي أنفسهم) سبيل الغائط والبول.

ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، في قوله: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) قال: آفاق السموات: نجومها وشمسها وقمرها اللاتي يجرين، وآيات فى أنفسهم أيضا.

وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الأول، وهو ما قاله السدي، وذلك أن الله عز وجل وعد نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يري هؤلاء المشركين الذين كانوا به مكذبين آيات في الآفاق، وغير معقول أن يكون تهددهم بأن [ص: 494] يريهم ما هم رأوه، بل الواجب أن يكون ذلك وعدا منه لهم أن يريهم ما لم يكونوا رأوه قبل من ظهور نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على أطراف بلدهم وعلى بلدهم، فأما النجوم والشمس والقمر، فقد كانوا يرونها كثيرا قبل وبعد ولا وجه لتهددهم بأنه يريهم ذلك.

وقوله: (حتى يتبين لهم أنه الحق) يقول - جل ثناؤه -: أري هؤلاء المشركين وقائعنا بأطرافهم وبهم حتى يعلموا حقيقة ما أنزلنا إلى محمد، وأوحينا إليه من الوعد له بأنا مظهرو ما بعثناه به من الدين على الأديان كلها، ولو كره المشركون.


وقال البغوي-رحمه الله- في تفسيره: سنريهم آياتنا في الآفاق) قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: يعني منازل الأمم الخالية. (وفي أنفسهم) بالبلاء والأمراض.

وقال قتادة: في الآفاق يعني: وقائع الله في الأمم، وفي أنفسهم يوم بدر.

وقال مجاهد، والحسن، والسدي: " في الآفاق ": ما يفتح من القرى على محمد - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، " وفي أنفسهم ": فتح مكة. (حتى يتبين لهم أنه الحق) يعني: دين الإسلام. وقيل: القرآن يتبين لهم أنه من عند الله. وقيل: محمد - صلى الله عليه وسلم - يتبين لهم أنه مؤيد من قبل الله تعالى.

وقال عطاء وابن زيد: " في الآفاق " يعني: أقطار السماء والأرض من الشمس والقمر والنجوم والنبات والأشجار والأنهار. " وفي أنفسهم " من لطيف الصنعة وبديع الحكمة، حتى يتبين لهم أنه الحق.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير