ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[10 Sep 2009, 11:59 ص]ـ
لقد تابعت ما قاله الشيخ الفاضل مساعد الطيار بخصوص هذه الآية الكريمة
والذي أراه حقا أن هذه الآية عامة كما ذكر الشيخ الددو، وأن الذي خصصها بأهل مكة مطالب بدليل التخصيص، والسياق على حد علمي ليس من أدلة التخصيص التي قررها العلماء في أصول الفقه، وقول ابن عطاء وابن زيد يدل على عمومها، وهو ما ذهب إليه ابن كثير أيضا وجملة من كبار المفسرين. والله أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Sep 2009, 01:25 م]ـ
أشكر محبة القرآن على متابعاتها الجيدة التي تثري بها الملتقى.
الأخ علي، حفظه الله، أرجو أن تتأمل العموم والخصوص في هذه الآيات:
1 ـ (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم)، فالناس في الموضعين من العام الذي أريد به الخصوص، فلماذا كان كذلك؟
2 ـ (قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا)، فالناس هنا عام وليس من العام الذي أريد به الخصوص ولا من العام الذي دخله التخصيص.
3 ـ (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ... )، هل وقع هذا لجميع الكفار بعد محمد صلى الله عليه وسلم، هل وقع ـ مثلاً ـ لمن بالصين منذ أن جاءت دعوة محمد صلى الله عليه وسلم إلى اليوم، هل وقع أنهم (كلهم) أرُوا الآيات حتى تبين لهم أنه الحق؟
وقس على ذلك غيرهم من أمم الكفر في أفريقا وأوربا ووآسيا.
فإذا كان لم يقع، فالعقل يدل على أن الآية من قبيل الآية الآولى (أي العام المراد به الخصوص)، وأن الذين تحقق فيهم الخطاب (وهو وعيد لهم) فقط هم أهل مكة، فرأوا أنه الحق، ولذا وقع الإيمان منهم، فلم يتوف النبي صلى الله عليه وسلم إلا وأهل مكة كلهم قد عرفوا الحق وآمنوا به، فتحقق وعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا لم يتحقق في غيرهم من الأمم الكافرة بعدهم، وهذا سبب قولي بأنه من العام الذي أريد به الخصوص.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[10 Sep 2009, 02:10 م]ـ
شكرا على توجيه وجهة نظركم.
إذا مشينا على أن آية سورة آل عمران نزلت في غزوة بدر الصغرى فدليل إرادة الخصوص هو ما روي مما دار بين أبي سفيان ونعيم الأشجعي، فتكون اللام في (الناس) الأولى عهدية أريد بها نُعيم كما نقل عن مجاهد وعكرمة، ولا يخلو ذلك من المجاز، و (الناس) الثانية أريد بها أبا سفيان وأصحابه. فدليل إرادة الخصوص واضح على هذا القول.
وإذا مشينا على أنه لا عبرة بخصوص السبب وإنما بعموم اللفظ فلا يمتنع إجراء هذه الآية في ما يستقبل من حروب المسلمين مع الكافرين، وهذا من إعجاز القرآن وبلاغته، ولهذا عبر بلفظ الناس بلا تعيين.
أما آية سورة فصلت، فلقائل أن يقول: المراد بالإراءة: التوقيف على دلائل وآيات التوحيد وصدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوى النبوة ودلائل حقية القرآن العظيم وكونه من عند الله، وهذا وقع من قبل وواقع في يومنا هذا وسيستمر وقوعه إلى يوم القيامة.
وعليه يكون تفسير عطاء وابن زيد هو الراجح، والآية باقية على عمومها لفظا ومعنى، وليست تلك الإراءة مخصوصة بأهل مكة، ولا شك أن من بالصين اليوم قد وقف على الدلائل والآيات التي توصل إلى العلم بحقية الرسول وحقية القرآن والتوحيد، ولا يلزم من إراءة الآيات في الآفاق والأنفس وتبيين الحق حصول الإيمان؛ على حد قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) فهم يرون الآيات ويتبين لهم منها أنه الحق لكنهم يعرضون ولا يذعنون، ويكفي أن تكون تلك الإراءة سببا لهداية من أراد الله هدايته، وإقامة للحجة على من ضل وغوى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Sep 2009, 05:21 م]ـ
إذا مشينا على أن آية سورة آل عمران نزلت في غزوة بدر الصغرى فدليل إرادة الخصوص هو ما روي مما دار بين أبي سفيان ونعيم الأشجعي، فتكون اللام في (الناس) الأولى عهدية أريد بها نُعيم كما نقل عن مجاهد وعكرمة، ولا يخلو ذلك من المجاز، و (الناس) الثانية أريد بها أبا سفيان وأصحابه. فدليل إرادة الخصوص واضح على هذا القول.
وإذا مشينا على أنه لا عبرة بخصوص السبب وإنما بعموم اللفظ فلا يمتنع إجراء هذه الآية في ما يستقبل من حروب المسلمين مع الكافرين، وهذا من إعجاز القرآن وبلاغته، ولهذا عبر بلفظ الناس بلا تعيين ..
الأخ الفاضل علي
الصحيح أن الآيات نزلت في غزوة حمراء الأسد وليس بدر الصغرى.
أما السياق فهو يدل على الخصوص وعموم الألفاظ في الآيات لا يلغي دلالة السياق القوية على الخصوص، فالأفعال في الآيات تدل على حدث مضى وانتهى:
(الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (174)
وتنزيلها على غيرهم من الناس لا يصح لأن الراجح أن الآيات نزلت في شهداء أحد وهم الذين يستبشرون بمن لم يلحق بهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهدوا معه أحدا ثم شهدوا معه حمراء الأسد فكان هذا الثناء عليهم من الله تعالى حيث استجابوا لله والرسول على ما بهم من الجراح البليغة.
صحيح أن المؤمنين مطالبون بالتأسي بهم في التضحية والصبر والتوكل على الله في المواقف المشابهة ويرجى لهم أن ينالوا من الأجر ما نال أولئك.
أما القول إنها عامة في كل فئة مؤمنة تتعرض لموقف مشابه فهذا لا يصح.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد