تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم دخل رجل في زي الكتاب، له هيئة، فأقعده إلى جانبي، وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا قال: هذا علامة أهل البصرة، أبو عبيدة؛ احضرناه لنستفيد من علمه. فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا، وقال لي: والله إني كنت مشتاقاً إليك؛ وقد سئلت عن مسألةٍ، أفتأذن أن أعرفك إياها؟ قلت: هات. قال: قال الله عز وجل: " طلعها كأنه رؤوس الشياطين "؛ وإنما يقع الوعد وإلا يعاد بما عرف مثله، وهذا لم يعرف!.

فقلت: إنما كلمهم الله تعالى بما يعرفون، وعلى كلام العرب؛ أما سمعت قول امرئ القيس:

أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال

وهم لم يروا الغول، ولكن لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به. فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل، فاعتقدت منذ ذلك الوقت أن أضع كتاباً لمثل هذا وأشباهه.

فلما رجعت إلى البصرة علمت كتابي الذي سميته كتاب المجاز.

جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع أحمد الهاشمي - (1/ 187)

في تقسيم طرفي التشبيه إلى حسِّي، وعقلي

طرفا التشبيه «المشبه، والمشبه به»

(1) إمَّا حسيَّان (1)


(1) اعلم أن من الحسي: ما لا تدركه الحواس الخمس التي هي (البصر والسمع والشم والذوق واللمس) ولكن تدرك مادته فقط ويسمى هذا التشبيه (بالخيالي) الذي ركبته المخيلة من أمور موجودة، كل واحد منها يدرك بالحس - كقوله
كأن الحباب المستدير برأسها كواكب در في سما عقيق
فان كواكب در، وسماه عقيق، لا يدركها الحس، لأنها غير موجودة - ولكن يدرك مادتها التي هي الدر والعقيق، على انفراد - والمراد بالحباب ما يعلو الماء من الفقاقيع والضمير للخمر - ومنه أيضا قول الآخر.
وكان محمر الشقيـ ... ... ق إذا تصوب أو تصعد
أعلام ياقوت نشر ... ... ن على رماح من زبرجد
فان الأعلام والياقوت والزبرجد والرماح موجودة - لكن المشبه الذي مادته هذه، ليس موجوداً ولا محسوساً، والمراد بالعقلي ما لا يدرك هو ولا مادته باحدى الحواس الظاهرة - بل إدراكه عقلا، فيدخل فيه الوهمي وهو مالا يدرك هو ولا مادته باحدى الحواس، لكن لو وجد في الخارج لكان مدركا بها -
ويسمى هذا التشبيه (بالوهمي) الذي لا وجود له ولا لأجزائه كلها أو بعضها في الخارج، ولو وجد لكان مدركا باحدى الحواس كقوله تعالى (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) - وكقوله
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال
فان أنياب الأغوال لم توجد هي ولا مادتها، وانما اخترعها الوهم، لكن لو وجدت لأدركت بالحواس، والمشرفي السيف، والمسنونة السهام، والأغوال يزعمون أنها وحوش هائلة المنظر، ولا أصل لها، والوجدانيات كالجوع والعطش ونحوهما ملحقة بالعقلي ثم التضاد بين الطرفين قد ينزل منزلة التناسب، ويجعل وجه الشبه على وجه الظرافة أو الاستهزاء كما في تشبيه شخص ألكن (بقس بن ساعدة) - أو رجل بخيل (بحاتم) - والفرق بين الظرافة والاستهزاء يعرف بالقرائن، فان كان الغرض مجرد الظرافة فظرافة - وإلا فاستهزاء

وأخيرا لا يعني فهم أهل العلم لهذه الآية الكريمة بأوجه العلوم المحققة في هذا العصر وبيان الإعجاز العلمي فيها من عدّة أوجه أن ذلك ينافي الإعجاز البياني وبلاغة القرآن الكريم التي لم يدرك شأوها مخلوق.
فلم يقل الله تعالى يصعد بل يصّعّد ??? فهل هناك فرق؟؟؟ ولماذا يلبس الطيارون العسكريون هذه البدلات والخوذ التي تكلف الواحدة منها آلاف الدولارات، وما الذي تحتويه كل بدلة وخوذة.
أخي الحبيب إسأل عن تفجر شعيرات الدماغ عند الطيارين العسكريين، وإن عرفت أحدهم فلا تتأخر بسؤاله.
فليس التصعّد مقصورا على قلّة الأكسجين فقط
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو من وراء القصد

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 Sep 2009, 10:37 ص]ـ
الإخوة الكرام:

بارك الله فيكم جميعاً وأحسن إليكم ...

سأضيف إن شاء الله الجزء الثالث والأخير من هذا المبحث ...

ولعلنا إن شاء الله نتدارس هذه الآية وغيرها من الجوانب المتعلقة بالإعجاز العلمي ...

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 Sep 2009, 10:40 ص]ـ
(3)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير