تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما وقد ثبت لدينا بأدلة العقل أن الأرض هي التي تدور حول محورنا، فإننا نحمل كلام الله الوارد في الآية على حركة الشمس الظاهرية، وليس يلزم من هذا أن تكون متحركة على الحقيقة ..

هذا أمر خطير لأن كلام الله سبحانه وتعالى هو الحق والفيصل وهو الحجّة الدامغة، أما ما يراه البعض اختلافا فهو من سؤ فهم النص القرآني، ولا ينبغي أن نقول إنه لثبوت أدلّة العقل نحمل كلام الله ...

بل نقول إن كلام الله حق، وفي آيات الوجود دلالة وشهود على مصداقية القرآن الكريم.

ولذلك عجبتُ من قولك أخي الكريم إنك لم تفهم منها إلا معنى واحداً هو دوران الأرض حول محورها فيتعاقب الليل والنهار! وكان سؤالي لك:

أين تجد هذا في الآية؟.

أخي الحبيب لا يخفى عليك أن تفسير القرآن الكريم لا يؤخذ منفصلا، بل لا بد من تتبع الأمر الذي نبغ أن نفسّره في آيات الكتاب الكريم، لذلك حين فهمت من الآية الكريمة هذا الفهم، لم يكن فهمي لها بمعزل عن فهمي لباقي آيات الكتاب الكريم التي تتحدث في هذا الجانب.

1. إسناد الطلوع والغروب إلى الشمس في الآية يفيده ظاهره أن الشمس هي التي تتحرك.

2. تعاقب الليل والنهار يمكن أن يحصل إما بدوران الأرض حول محورها، وإما بدوران الشمس حول الأرض. (هذا نظرياً).

3. الترجيح بأن تعاقب الليل والنهار سببه دوران الأرض حول محورها، وليس دوران الشمس حول الأرض لا يمكن أن يفهم من الآية، ومن ادعى أنه مفهوم من الآية فقد حمل الآية ما لا تحتمل.

4. نحن عرفنا أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول محورها، لا بسبب دوران الشمس حول الأرض بأدلة العقل، وليس من الآية ..

أولا: هذا الآية تدل صراحة على ما يراه المخاطب فقال سبحانه:? (وَتَرَى الشَّمْسَ)

ثانيا: النقطة الثانية لا تقوم على أساس علمي صحيح إذ لو دارت الشمس حول الأرض لاستغرقها هذا الدوران سنة كاملة أي لكان اليوم والليلة يعادلان 365يوما. فهذا إحتمال لا يُسَلّم لك.

ثالثا: الترجيح لا يؤخذ من آية دون فهم باقي آيات الكتاب الكريم.

رابعا: لا يمكن أن يحدث خلاف بين القرآن الكريم والعقل السليم، فإن ظهر لأحد خلاف فهو لسقم استدلاله العقلي وليس مرجعه للقرآن الكريم الذي: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)

بل نفهم منها ما فهم العرب الأولون من أن الذباب لو سلبهم شيئاً مما يعلق به لم يستطيعوا أن يستنقذوه منه، وهذا من باب ضرب المثل حتى يكون أقرب لأفهام العرب الأولين، ولا يعنينا بعد ذلك إن كان للذباب معدة أم لا ...

للعلماء المحدثين أن يكتشفوا ما استطاعوا من أسرار الذباب والعنكبوت والبعوض والنحل وغيرها ...

أما أن يقولوا إن الآيات دالة على هذه الحقائق فهذا ما لا نزال نطالبهم به ...

هذا يا أخي تكلف في تحميل الآية ما لا تحتمل ..

وهل فهمنا مخالف للفهم الأول، أم نبقى كما خرجنا من بطون أمهاتنا؟

ولي أن أقول - على سبيل المعارضة- إن في قول الشاعر:

فدع الوعيد فما وعيدك ضائري ... أطنين أجنحة الذباب يضير

أشارة إلى دور الأصوات في إرهاب الخصم، وأن الصوت العالي مما يدخل الرعب في قلب الخصوم، ثم ندخل في دراسة لعلوم الصوتيات، ونزعم أن كل ما توصل إليه العلم الحديث في باب الصوتيات مختصر في هذا البيت من الشعر، ثم نبين مقدار مستوى صوت الطنين في أجنحة الذباب ( DECIBEL)، ونبين أنه خافت جداً بحيث لا يكاد يسمع فكيف يخيف؟

هذه الحقائق – طبعاً – لم تكن معروفة للناس عندما سمعوا البيت ... فيكون هذا إعجازاً علمياً!!! ..

أنت فهمت قول الشاعر على غير مراده، فهو يشير إلى أن صوت أجنحة الذباب لا يضير، لكن ما تتحدث به بأن الصوت له أثر في فزع الناس وإلقاء الرعب في قلوبهم فهو موجود في القرآن الكريم أيضا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير