تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أرجو أن تتركوا عنكم هذه التهويلات، وتنظروا في الإلزامات الموجهة إليكم، والتي تتبين للناظر بأدنى نظر. واعلموا أن الأمر ليس بكثرة القائلين بالإعجاز العلمي وأنصاره، وإنما بالحجة والبرهان الذي تقدمونه على صدق دعواكم، والذي لم نَرَ منكم فيه حتى هذه اللحظة، إلا تهويلات ومصادرات لا ينبغي أن تكون ممن يطلب في جداله الحق:

1. نحن - منكري الإعجاز العلمي- نومن بأن القرآن من عند الله، وبأنه أعجز ببلاغته وفصاحته وبيانه العرب، فكان دليلاً على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعواه النبوة، فلا تذهبوا إلى التشكيك والتهويل ...

2. غاية ما في الأمر أنكم يا أرباب الإعجاز العلمي وأنصاره والقائلين به تدعون أن بإمكانكم إقامة الدليل على أن القرآن من عند الله من وجه آخر، هو أنكم تدعون سبق القرآن في الدلالة على أسرار وخفايا في علوم الكون كشف عنها العلم الحديث، وتجعلون من هذا وجهاً من وجوه إعجاز القرآن الكريم، ويدعي أرباب الإعجاز العلمي والداعون له أن هذا الوجه المدعى من إعجاز القرآن بات أقرب إلى أفهام الناس، وأجدر أن يُنبهوا إليه في ظل هذه الانفجار العلمي والمعرفي الذي ظهر في العصور الأخيرة.

3. ونحن نقول لكم إن هذا الوجه المدعى لا أصل له، وليس بإمكانكم أن تقيموا الدليل على أن القرآن كلام الله بواسطة هذا الذي تدعونه من إعجاز علمي. نحن نومن بأن القرآن من عند الله، ونقول لكم إنكم لن تستطيعوا إثبات أن القرآن من عند الله في مدعاكم هذا.

الاعتراض هنا على ما تزعمونه دليلاً، لا على أن القرآن من عند الله. فدعوا عنكم هذه التهويلات التي لا تغني من الحق شيئاً.

4. وأثبتوا لنا هذا الذي تزعمونه وتدعونه وجهاً من وجوه إعجاز القرآن.

5. وقد جيتكم بمثال على بطلان القول بالإعجاز العلمي وتهافته في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء))، وبينا أن القول بالإعجاز العلمي يبطل الغرض البلاغي من التشبيه، وذكرنا من أقوال المفسرين ما يدل على أن العرب فهموها، ثم بينا أنه لا يجوز من حيث فقه اللغة أن يفهم كلام ما في أي عصر من العصور إلا بحسب معهود أهل ذلك العصر في الألفاظ ومعانيها، ولم نجد منكم رداً على هذه النقاط الثلاث.

6. ادعى الأخ عبد الله جلغوم أن آية ((كأنما يصعد في السماء)) لو فهمناها حق الفهم لقادتنا إلى معرفة قانون الجاذبية، وربما قادتنا إلى اختراع الطائرة!!!

وأيد هذا الأخ العليمي ...

ولم أسمع من حجازي الهوى ولا من الأستاذ عبد الجليل ما يعارض به فهم الأخ عبد الله جلغوم.

فجئيناكم ببيتين للمتنبي يمكن أن نفهم منهما ما فهمتم أنتم من الآية.

وحدث نفس الشيء في آية الذباب التي ساقها الأستاذ حسن عبد الجليل زاعماً أنها تدل على الحقيقة العلمية!

جئناه ببيتين للعرب في الذباب يمكن أن نحملها على نظريات علمية، أو يمكن أن نجري دراسة علمية ليتحقق قول الشاعر ...

فلم تنفصلوا عن هذا بجواب ترتضونه أنتم إلا مصادرة على المطلوب.

تقولون هذا كلام الله وليس شعراً!!!

فكيف يستقيم هذا وأنتم لم تثبتوا بعد أنه كلام الله؟!

أفلستم تريدون أن تثبتوا للناس وللملحدين وللغربيين أن القرآن كلام الله بواسطة الإعجاز العلمي؟!

فهذه العرب لم تعجز ...

إذ يمكن لنا أن نحمل أقوال شعرائها وأدبائها على أحدث النظريات العلمية القطعية.

فأين تذهبون ...

نريد أجوبة محققة أيها الإخوة، وإقراراً منكم بوجود المصادرة في كلامكم جميعاً، والتي هي من الضروريات التي لا يسوغ جحدها عند العقلاء ...

فمن منكم يرجع إلى الحق ويعترف بوجود المصادرة؟!

على الأقل: هل تعترف بوجود المصادرة في كلام عبد الله جلغوم والعليمي؟!

لعل أؤلئك الإخوة العليمي وحجازي وجلغوم معذورون في أنهم لا يعرفون شيئاً عن معنى المصادرة؟! أما أنت فلا عذر لك، وقد تبين لنا مبلغ علمك، فإن لم تكن تعلم فأخبرني بارك الله فيك ...

أما الإعجاز البياني في سورة النصر أو الإخلاص أو الكوثر، فليس محله هاهنا ...

فافتح رابطاً آخر ...

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Oct 2009, 11:13 ص]ـ

بكر الجازي:

لقد قطعت في هذا الموضوع بما أراني وصلت إلى الغاية منه، فلم يعد عندي شيء أزيده فيه، وللقراء أن يتبينوا كلامي بدليله، فيأخذون أو يدعون.

لا نراك قد قطعت شيئا، بل واقفا في مكانك، مهووسا بالتكرار والثرثرة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير