ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 Sep 2009, 12:20 م]ـ
شكر الله لك أخي المفيد عدنان ..
ولا حُرمناك مفيداً إخوانَكَ ..
للزيادة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1120213#post1120213
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[24 Sep 2009, 05:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا، يا خليل الفائدة، ولا حرمكم الله من جميل العائدة.
وتتميما لما ذكرتم، أتبع نقل ما قيل في باب "استفعل"، ولكن ليس من جهة المعاني المستفادة منه. وإنما من جهة البنية المقتضية لهذه المعاني. وهي صيغة استفعل. فقد وقفت على توجيه مفيد ورائع. للعلامة ابن جني رحمه الله في الخصائص ذكره في باب عقده للحديث عن "إِمساس الألفاظ أشبَاَهَ المعاني" ومدار هذا الباب. في ذكر العلاقة الوطيدة بين دلالة الأصوات، وبنية الكلمات، وبين المعاني المدلول عليها. وكيف تهدى العرب بلطيف الطبع ودقيق الفطنة، إلى توخي هذه المناسبة بين الألفاظ والمعاني. في أكثر من موضع من كلامها.
قال ابن جني وهو في معرض التمثيل لهذا الباب:
" ومن ذلك - وهو أصنع منه - أنهم جعلوا (استفعل) في أكثر الأمر للطلب نحو استسقى واستطعم واستوهب واستمنح واستقدم عمرا واستصرخ جعفرا.
فرتّبت في هذا الباب الحروفُ على ترتيب الأفعال. وتفسير ذلك أن الأفعال المحدّث عنها أنها وقعت عن غير طلب إنما تفجأ حروفُها الأصولُ أو ما ضارع بالصنعة الأصول.
فالأصول نحو قولهم: طعِم ووهب ودخل وخرج وصعِد ونزل. فهذا إخبار بأصول فاجأت عن أفعالٍ وقعت ولم يكن معها دلالة تدلّ على طلب لها ولا إعمال فيها. وكذلك ما تقدّمت الزيادة فيِه على سَمْتِ الأصل نحو أحسن وأكرم وأعطى وأولى. فهذا من طريق الصنعة بوزن الأصل في نحو دحرج وَسَرْهف وقَوْقَى وزَوْزَى.
وذلك أنهم جعلوا هذا الكلام عبارات عن هذه المعاني فكلما ازدادت العبارة شَبَها بالمعنى كانت أدلّ عليهِ وأشهد بالغرض فيهِ
فلمّا كانت إذا فأجأت الأفعال فاجأت أصول المُثُل الدالة عليها أو ما جرى مجرى أصولها نحو وهب ومنح وأكرم وأحسن
كذلك إذا أخبرت بأنك سعيت فيها وتسببّت لها وجب أن تقدّم أمام حروفها الأصول في مُثُلها الدالّة عليها أحرفا زائدة على تلك الأصول تكون كالمقدّمة لها والمُؤِّدية إليها
وذلك نحو استفعل فجاءت الهمزة والسين والتاء زوائد ثم وردت بعدها الأصول الفاء والعين واللام. فهذا من اللفظ وَفْق المعنى الموجود هناك.
وذلك أن الطلب للفعل والتماسَه والسعي فيه والتأتي لوقوعه تقدّمه ثم وقعت الإجابة إليه فتبع الفعلُ السؤالَ فيهِ والتسّبب لوقوعه. فكما تبِعت أفعال الإجابة أفعالَ الطلب كذلك تبعت حروفُ الأصل الحروفَ الزائدة التي وضعت للالتماس والمسئلة.
وذلك نحو استخرج واستقدم واستوهب واستمنح واستعطى واستدنى. فهذا على سَمْتِ الصنعة التي تقدّمت في رأى الخليل وسيبويه إلا أن هذه أغمض من تلك. غير أنها وإن كانت كذلك فإنها منقولة عنها ومعقودة عليها. ومن وجد مقالا قال به وإن لم يسبق إليهِ غيره. فكيف به إذا تبع العلماء فيهِ وتلاهم على تمثيل معانيه" اهـ انظر ج 2 ص 152
وإنما نقلت كلامه بطوله للفائدة فيه، ولما فيه من لطيف النظر ودقيق التأمل، وأيضا فإن مثل هذا النظر إذا وظف في مفردات القرآن الكريم، عاد بكثير من الفوائد في التفسير.
ودمتم بخير.