المُتَكَلِّمين والفُقَهاءِ والمُحَدِّثين والمُفَسِّرين وأهلِ العربيَّةِ هم أعلى النَّاسِ مَنْزِلةً بما استُحفِظوا من كتابِ اللهِ، وأَخَصُّ العُلماءِ في هذا الفُقَهاءُ.
هذان أمران تمسُّ إليهما الحاجة، في مبحثنا هذا، لندرك مكمن الخلل في كثير من اعتراضات القائلين بالإعجاز العلمي وأنصاره، ونكونَ منها على بينة، وهما إن شاء الله مما يلزم في تأصيل المسألة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2009, 09:30 م]ـ
الأخ الكريم:
الذين ينكرون الإعجاز العلمي لا يرفضون العلم الحديث، ولا ما كشف عنه من حقائق الكون، وإنما ينكرون دلالة القرآن على النظريات والحقائق التي كشف عنها العلم الحديث.
فنحن لا ننكر ما كشف عنه العلم الحديث من أسرار هذا الكون وحقائقه، واستخرج من أسرارها وخفاياها ما شئت، وليستخرج الغرب ما شاء، أما أن تزعم أن القرآن كشف عنها قبل 1400 سنة، فهذا ما ننازع فيه.
.
سبحان الله! منطق لا نجد له تفسيرا.
هل بين القرآن وحقائق العلم تصادم؟
لماذا تنكر دلالة القرآن على الحقائق العلمية إذا كان القرآن يدل عليها؟
إليك هذا المثال:
قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) سورة الذاريات (47)
وإذا تأملنا أقوال المفسرين:
وإنا لموسعون قال ابن عباس: لقادرون. وقيل: أي وإنا لذو سعة، وبخلقها وخلق غيرها لا يضيق علينا شيء نريده. وقيل: أي وإنا لموسعون الرزق على خلقنا. عن ابن عباس أيضا. الحسن: وإنا لمطيقون. وعنه أيضا: وإنا لموسعون الرزق بالمطر. وقال الضحاك: أغنيناكم ; دليله: على الموسع قدره. وقال القتبي: ذو سعة على خلقنا. والمعنى متقارب. وقيل: جعلنا بينهما وبين الأرض سعة. الجوهري: وأوسع الرجل أي صار ذا سعة وغنى، ومنه قوله تعالى: والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون أي أغنياء قادرون. فشمل جميع الأقوال.
فأي هذه الأقوال الصحيح أوقل أيها الأصح؟
وإذا أظهرت الكشوف العلمية أن الكون يتمدد ويتسع فهل هناك من مانع أن نقول:
إن القرآن قد دل على هذه الحقيقة؟
إذا قبلت دلالة اللفظ "موسعون" على أن الكون يتمدد ويتسع فهذا نوع من الإعجاز العلمي وهنا لا إشكال.
وإذا لم تقبل فقل لي لماذا قبلت الأقوال السابقة ولم تقبل هذا القول مع وضوحه؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Sep 2009, 09:31 م]ـ
نقولُ إنَّ وجودَ الحقائقِ العِلْمِيَّةِ شيءٌ، وادعاءَ أنَّ القرآنَ دل عليها وأشارَ إليها بتفصيلِها - على وجهٍ لم يكنْ معهوداً للعربِ ولا معروفاً لهم حتَّى جاءِ العِلمُ الحديثُ فَكَشَفَ عنها وعن المعنى المقصودِ بها، أي أنَّ آيات ِالقرآنِ بهذا تُفسِّرُ هذه الظواهرَ العِلميَّةَ وتذكرُ الأسبابَ الكامنةَ وراءَها- شيءٌ آخرُ. ونزاعُنا معَ أربابِ الإعجازِ العِلميِّ ليس في أصلِ الحقائقِ العِلميَّةِ، ولا في ثبوتِها، بل في زعمِهم ودعواهُم أنَّ القُرآنَ دلَّ عليها وأشارَ إليها على وجهٍ تفصيليٍّ لم يكن معروفاً للعربِ، ولا معهوداً لهم، وأنَّ معاني الآياتِ لم تكن مفهومةً لهم حقَّ الفهمِ، أو كانت من المُتشابِهِ الذي لا يُعرفُ معناهُ، حتَّى جاءَ العِلمُ الحديثُ فكشفَ عنها، أو أنَّ هذه الآياتِ بمفرداتها وتراكيبِها كانت لها معانٍ معيَّنَةٌ عند العربِ آنذاك بحسبِ معهودِهم في الكلامِ وتصرُّفِهم فيه، ثمَّ لمّا جاءَ العلمُ الحديثُ أضافَ إليها معاني أخرى جديدةً لم تكن معروفةً لدى العربِ الأوَّلين، ويجعلون من هذا التفسيرِ العِلميِّ، ومن سبقِ القرآنِ في الإشارةِ إلى هذه الحقائقِ العلميَّةِ والطبيعيَّةِ وجهاً جديداً من وجوهِ الإعجازِ القرآنيِّ!!! هذا ما ننازعُ فيهِ، ونُشَدِّدُ النَّكيرَ على القائلِ به.
!!!!
كم مرة اقترن ذكر القرآن فى هذا الكلام بالعرب الأولين؟!!!
فهل نفهم من هذا أن القرآن انما أنزل الى العرب الأولين خاصة؟!!
فماذا عنا نحن؟!
ماذا عن العرب الآخرين؟
هل خرجوا من التاريخ؟!!
هل هم كم مهمل ساقط عن الاعتبار؟
ألا يعبأ بهم رب القرآن جل وعلا؟!!
ألا يقيم لهم وزنا على الاطلاق؟!
أليسوا عباده كذلك؟
لو كان هذا القرآن منزلا الى العرب الأولين خاصة، أفلا يسوغ هذا للمتأخرين أن يقولوا:
لا شأن لنا بهذا القرآن، فانه لم ينزل الينا!!!
سبحانك ربنا!!
¥