وأنا واثق أن بإمكان الشيخ بسام أو غيره ممن يقولون بالإعجاز العددي أن يجدوا مئات الملاحظات العددية في شعر العرب ودواوينها ومعلقاتها لو أنهم أعطوها حقها من التأمل والبحث، ولم يضربوا عنها صفحاً ...
فإن شيتم أن تهملوا هذه الملاحظات التي تجدونها في القرآن، فلا تضيعوا وقتكم، فافعلوا ...
وإلا، فأقترح عليكم أن توسعوا دراستكم لتشمل شعر العرب فتستدركوا ما فاتكم في هذا الباب.
8. لابد من التفريق بين الأبحاث الجادة والأبحاث المتكلفة، وهذا مطلوب في كل وجه من وجوه الإعجاز. فكم من باحث في الإعجاز البياني لا يُبين.
واصدقك إذ أقول: إنني لا أجد في دعاوى الإعجاز العلمي والعددي إلا التكلف ...
وإذا كان الباحثون في الإعجاز البياني لا يبينون، فهل كشف لنا أرباب الإعجاز العلمي والعددي عن شيء يستحق النظر؟!
9. الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وواضح أنك تحكم على علم ترى أنه تضييع للوقت، ومن هنا لا أتصور أنك كلّفتَ نفسك عناء أن تبحث فيه. والفرق بيني وبينك أنني تابعتُ أبحاث شيخي ناقداً لها، فكانت من أكبر المفاجآت، بل والمتع الفكرية والروحية. وكم حلّقت بي في آفاق السرور والنشوة، لما أجده من آفاق إعجازية يسهل أن تميّز بينها وبين ما يمكن أن يتكلفه البشر من بناء.
بارك الله فيك ...
أنا لم أحكم ببطلان الإعجاز العددي إلا بعد أن تصورته، وتحققته، ثم تبينت مواطن الخلل فيه.
ولو أنني لم أكلف نفسي عناء البحث كما تدعي، لما تمكنت من إثبات توافق عددي في شعر العرب على مثال التوافق العددي في القرآن.
ثم اعلم أن بعض أهل الباطل كالنصارى والبوذيين وغيرهم يحلقون في خيالات وأوهام يحسبونها حقيقة، ويحصل لهم من السرور والنشوة ما تجده في نفسك، فليس حصول النشوة من حيث هو دليلاً على صحة المدعى.
وختاماً:
فكن على ثقةً أنه لم يكن من غرضي الاستهزاء، فأنا أحرص كل الحرص على أن يستمر حوارنا هادئاً، وإنما أهدف إلى بيان فساد ما ذهبتَ إليه بطريق الإلزام والمقابلة.
بيت الشعر الذي أوردته:
نحن قوم تذيبنا الأعين النجـ .... ـل على أننا نذيب الحديدا
يحفل بالتوافقات العددية التي أوردتها، ولم أجد عندك في الرد إلا عين المصادرات التي رأيتها من الأخوة سابقاً، وما كان ينبغي لك أن تقع فيها.
ثم ادعيت أنك لم تنظر فيما أوردته من توافقات لأنني لستُ جاداً!!
فما لك ولجديتي؟!
لقد أوردت هذا لإلزامك، فكان ينبغي أن تأتي بجواب تنفصل به عن هذه الإلزامات!
إلا أنك لم تفعل ...
لذلك أعيد عليك السؤال:
ما الفرق بين ما تزعمونه من توافق عددي في القرآن، وبين ما أوردناه من توافق عددي في شعر العرب؟!
سؤال لم تجب عنه يا أبا عمرو؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Oct 2009, 10:36 ص]ـ
[ QUOTE= بكر الجازي;88866]
3. أما قولك بأن هذا بحث في كلام البشر، فهذه مصادرة لم يكن لك أن تقع فيها! على غرار المصادرة التي وقع فيها المدافعون عن الإعجاز العلمي، وبيانها كالتالي:
أ. أنتم تزعمون أن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله وليس كلام بشر، ودليلكم على ذلك إما اشتمال القرآن على أسرار في العلوم التجريبية، وإما اشتمال القرآن على أسرار عددية في ترتيبه أو في إشارة هذه الأعداد إلى أسرار علمية!!
ب. فجيناكم بشيء من كلام العرب ندعي فيه اشتماله على أسرار في العلوم التجريبية، أو أسرار عددية تشير إلى %
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Oct 2009, 10:50 ص]ـ
3. أما قولك بأن هذا بحث في كلام البشر، فهذه مصادرة لم يكن لك أن تقع فيها! على غرار المصادرة التي وقع فيها المدافعون عن الإعجاز العلمي، وبيانها كالتالي:
أ. أنتم تزعمون أن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله وليس كلام بشر، ودليلكم على ذلك إما اشتمال القرآن على أسرار في العلوم التجريبية، وإما اشتمال القرآن على أسرار عددية في ترتيبه أو في إشارة هذه الأعداد إلى أسرار علمية!!
ب. فجيناكم بشيء من كلام العرب ندعي فيه اشتماله على أسرار في العلوم التجريبية، أو أسرار عددية تشير إلى حقائق وأسرار علمية!
ت. فماذا كان الجوب؟! تقولون: لا ينبغي أن نزن كلام الله بكلام البشر!
ث. فكيف وأنتم بعد لم تثبتوا أنه كلام الله من حيث وجود الإعجاز العلمي أو العددي فيه؟!
ج. فاعتراضك بأنني أبحث في كلام البشر مردود، وهو حجة عليك لا لك.
يا بكر الجازي أما آن لك أن تدرك أن الموا زنة بين كلام الله المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلا من حكيم حميد، وبين الشعر موازنة ساقطة لا تليق بطالب علم.
ثم إنك تقع في مغالطة بنيت عليها حجتك التي هي أوهى من بيت العنكبوت.
والمغالطة هو أنك تدعي علينا دعوى كاذبة لم نقلها وهي إن دليلنا على أن القرآن كلام الله هو ما اشتمل عليه القرآن من أسرار في العلوم التجريبية، وهذا كذب منك وزور وبهتان.
نحن دليلنا على أن القرآن كلام الله هو دليل كل من آمن بهذا القرآن من أهل اللسان العربي وهو أنه كلام معجز في مبناه ومعناه وليس في مقدور بشر أن يتكلم بمثله ووجوه الإعجاز فيه متعددة ومنها:
الإعجاز اللفظي والإعجاز التشريعي والإعجاز الغيبي والإعجاز التأثيري .....
وعليه فقد استقر في عقيدتنا أن هذا كلام الله وعليه نؤمن أن كل كلمة فيه تدل على حقائق لا على أوهام وتخرصات.
أما كلام الشعراء فأكثره كذب وأباطيل ولم يدع أحد من الشعراء العصمة لشعره وإذا صادف أن في كلام الشاعر ما يشير إلى حقيقة علمية أو سر من أسرار الكون فنعلم يقينا أنه لم يقصد إلى ذلك لأنه بشر ليس في مقدوره أن يطلع على مثل تلك الحقائق والأسرار بخلاف كلام الله الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين.
نحن لا نحجر عليك أن تستشكل بعض ما قيل في الإعجاز العلمي أو العددي ولكن الذي لا نقبله هو هذه الموازنة الساقطة المتهافتة بين كلام الله وبين كلام الشعراء الذين وصفهم الله وأتباعهم بالغواية والهيام.
إذا لم تقتنع بأن ما تفعله موازنة ساقطة فاسأل من تثق به من أهل العلم لعل الله أن ينير بصيرتك وتكف عن هذا الهذيان.
¥