- أولا أعتذر عن عدم توضيح سؤالي وذكري كلمة (التوقيف) لكن لثقتي فيمن أخاطب ولعلمي بأنهم يعلمون جيدا موطن الخلاف وأنهم يفترض أنهم درسوا هذا الأمر جيدا وأصّلوه وفهموا كلام العلماء الذي يبدوا أنهم لم يدققوا فيه لأنه لا (إعجاز عددي) فيه لم أتوقع أن لا يفهم طلبي واستفساري.
- من العيب والخلل العلمي الكبير في أن يؤخذ مصطلح معين بمعنى مخصوص من عالم ما ويستعمل هذا المصطلح بمعنى آخر من قبل باحث آخر. وهذا بالضبط ما حصل في كلمة التوقيف. فالعلماء استعملوا كلمة التوقيف بمعنى عدم جواز التغيير وليس بمعنى أنه وحي من عند الله كما يفهمها القائلين بالإعجاز العددي. وهذا الفهم لا يحتاج إلى عبقرية فائقة لاستخلاصه. لذلك يذكر العلماء عادة توقيفي لا يجوز تغييره. فهم يذكرون التوقيف في مقابل جواز كتابة القرآن بما استحدث من الهجاء. وانظر إلى ما جاء في كتاب دليل الحيران على مورد الظمآن في فني الرسم و الضبط للشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي: الرسم قسمان: قياسي و توقيفي. و يسمى القسم الثاني بالاصطلاحي نسبة لاصطلاح الصحابة رضي الله عنهم ...
و الرسم التوقيفي عِلْمٌ تُعرف به مخالفات خط المصاحف العثمانية لأصول الرسم القياسي، و هو المؤلف فيه هذا الرجز و أصوله المتقدمة و غيرها.و المراد بأصول الرسم القياسي قواعده المقررة فيه ...
و موضوع الرسم التوقيفي حروف المصاحف العثمانية من حيث الحذف و الزيادة و الإبدال و الفصل ...
لذلك مراعاة الاصطلاحات أمر مهم للغاية ولا يقبل من متخصص أن يُهرع إلى النقل دون دراية وفهم.
حتى ابن البناء الذي اعتمد الكثير على كلامه وبحثه في عجائب الرسم قال في كتابه عنوان الدليل: لما كان خط المصحف الذي هو الإمام الذي يعتمده القاريء في الوقف والتمام ولا يعدو رسومه قد خالف خط الأنام في كثير من الحروف الأعلام ولم يكن ذلك منهم (أي الصحابة) كيف اتفق بل على أمر عندهم تحقق بحثت عن وجوه ذلك منهم بمقتضى الميزان وأوفى الرجحان ووقفت منه على عجائب ورأيت منه غرائب جمعت منها في هذا الجزء ما تيسر عبرة لمن يتذكر ...
فإنه قد صرح بكل وضوح أن الرسم وما فيه من عجائب هو من صنع الصحابة رضوان الله عليهم.
وغيرهم من العلماء الفقهاء الأربعة وغيرهم أفتوا بعدم جواز تغيير الرسم العثماني. ولم يقل أحد منهم أنه وحي من عند الله وأنه معجز، ولو كانت القضية كذلك لما أهملوا ذكرها في الجواب ولحسمت المسألة وما جاز السؤال عنها. والغريب أنك يا أخ عليمي تنسخ وتلصق الأدلة وليس فيها شيء مما تقول وقد ذكرت لكم في سؤالي من قبل أن اتباع الرسم أمر غير الحكم بأنه وحي ومعجز، والحمد لله قد قرأت هذه الأدلة وأعرفها جيدا وأود أن يفهمها غيري أيضا. نعم لو كان الرسم وحيا ومعجزا لكان الجواب كقول الدباغ الذي نقله الزرقاني وغيره: (ما للصحابه ولا غيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة وإنما هو توقيف من النبي .. لأسرار لا تهتدي لها العقول وهو سر من الأسرار ... فكما أن نظم القرآن معجز فرسمه معجز أيضا .. ) وتأملوا في كلامه أسرار ولا تهتدي اليها العقول وإن قال بعد ذلك: (وإنما خفيت على الناس لأنها أسرار باطنية لا تدرك إلا بالفتح الرباني).
لذلك أين القائلين بالتوقيف على المعنى الذي تريدون؟ وأيّ اتهام للجمهور وتلبيس (غير مقصود) في البحث هذا الذي تفعلون. ولو أكملتم كلام الزرقاني وأبي شهبة لتبين لكم الأمر أوضح، لكن يبدو أنكم اكتفيتم بالعنوان. وأؤكد لكم أنه لم يقل بما تقولون به (من أن الرسم وحي معجز) من أهل العلم إلا نفر قليل ليس فيهم أحد من المتقدمين، فلا ترفعوا شعار الجمهور إن كنتم باحثين محققين للحق طالبين. وليس أسهل من أن تردّوا كلامي هذا بالبرهان والدليل إن وجد عندكم.
وهذا ما أشرت إليه من قبل من أن أساس أبحاثكم العددية هو قول ضعيف غريب شاذ، وليس له شأن برأي الجمهور. وواضحٌ ضحالة البحث في هذه الأسس والأصول من قبل المتخصصين وهذا ما يؤسف.
- مسألة القراءات وعدد الآي يا أخ عليمي وثيقة الارتباط بأبحاثكم وأنتم أهل الدقة والإحصاء لا شك أنكم تعلمون أن حرفا واحد قد يخل بمعادلاتكم كلها، وإذا جزمتم بمراد الله في موطن فلا تغفلوا مراده سبحانه في المواطن الأخرى حتى يكتمل الإعجاز ولا يصبح مقصورا على جانب واحد. ولكن شأنكم إن أردتم أن تستثنوا فهو أهون عليكم بلا شك.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
وأشكر الجميع على مشاركاتهم وحوارهم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Oct 2009, 01:06 ص]ـ
- أولا أعتذر عن عدم توضيح سؤالي وذكري كلمة (التوقيف) لكن لثقتي فيمن أخاطب ولعلمي بأنهم يعلمون جيدا موطن الخلاف وأنهم يفترض أنهم درسوا هذا الأمر جيدا وأصّلوه وفهموا كلام العلماء الذي يبدوا أنهم لم يدققوا فيه لأنه لا (إعجاز عددي) فيه لم أتوقع أن لا يفهم طلبي واستفساري.
- من العيب والخلل العلمي الكبير في أن يؤخذ مصطلح معين بمعنى مخصوص من عالم ما ويستعمل هذا المصطلح بمعنى آخر من قبل باحث آخر. وهذا بالضبط ما حصل في كلمة التوقيف. فالعلماء استعملوا كلمة التوقيف بمعنى عدم جواز التغيير وليس بمعنى أنه وحي من عند الله كما يفهمها القائلين بالإعجاز العددي ..... وانظر إلى ما جاء في كتاب دليل الحيران على مورد الظمآن في فني الرسم و الضبط للشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي: الرسم قسمان: قياسي و توقيفي. و يسمى القسم الثاني بالاصطلاحي نسبة لاصطلاح الصحابة رضي الله عنهم ...
...
لذلك مراعاة الاصطلاحات أمر مهم للغاية ولا يقبل من متخصص أن يُهرع إلى النقل دون دراية وفهم.
من الخير ألا أعلق على هذا الكلام حتى لا اؤذى مشاعرك
ولا أريد أن أقول أكثر من هذا يا أخى الكريم
وأرجو أن تكتفى بهذا القدر من الحوار حتى لا تضطرنى آسفا الى قول ما لا أحب، ولن تحبه
ومن باب النصح والأخوة فى الله أوصيك بأن تعرف جيدا ماذا يعنى اصطلاح (توقيفى) عند السادة المشايخ والعلماء الراسخين فى العلم
غفر الله لنا ولكم، والسلام عليكم
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا اله الا أنت، نستغفرك ونتوب اليك
¥