إن الذي ينفي القصد الإلهي عن عدد الآيات والحروف كالذي يقول إنه كان يمكن أن يستغنى عن بعض هذه الآيات والحروف وكالذي يقول إن الله خلق الإنسان بصورة معجزة لكن هناك بعض الخلايا والذرات في جسم الإنسان غير مقصوده.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[24 Nov 2009, 12:37 ص]ـ
أخي (حجازي الهوى)
لا تأخذ كلامي على أنه يعني أن ما يوجد في القرآن من نظم بديع ليس مقصودا .. فذلك يجب أن لا يخطر ببال أحد (!!).
بل ما أقصده هو أن الذي يعلل النظم القرآني وعدد الحروف والكلمات والآيات والسور بالإعجاز العددي، إنما يزعم بفعله هذا أن الله تعالى قد جاء بالقرآن بهذا النظم والمقدار من أجل تلك الاتفاقات والحسابات الرياضية (التي يجدها صاحبنا الإعجازي العددي) ..
ومن أين لهذا أن يثبت ذلك؟
ومثل هذا كمثل من يلوح له تفسير ظني (وجه من التفسير قد يكون مرجوحا وقد يكون خاطئا بالكلية) لآية من القرآن، ثم يعرضه على الملأ ويتحدث بلهجة تنمّ عن أنه اكتشف (مراد الله تعالى) .. !!
وهذا مسلك صعب لا تخفى خطورته ..
وأنا أقول: إنما جاء القرآن الكريم بهذا النظم والمقدار بحسب الرسالة التي أراد الله تعالى أن يبلغها النبي صلى الله عليه وسلم للناس، لا أكثر ولا أقل.
وأما عن قولك عن الاتفاقات (إذا لم تكن مقصودة فماذا تكون؟) .. فأقول: إن تلك الاتفاقات هي مستخرَجة استخراجا مقصودا من قبل الباحث المشتغل بالإعجاز العددي، وكل الناس من كل المشارب والأهواء يجدون في كتاب الله ما يعتبرونه مقصودا بينما هو (مقصودهم) و (حاجة في نفس يعقوب) ..
إن تلك الاتفاقات تستنبَط بالجهد الجهيد من خلال إيجاد علاقات عددية بين الحروف والكلمات والسور وترتيبها، وهذا الاستنباط يقوم على أمور سلبية عدة من الانتقائية والإيهام بالاستقراء وتسامحات كثيرة وتنازلات عن المبدأ الأصلي المتخذ نظريا، و يصل الأمر أحيانا إلى تبريرات وترقيعات من أجل أن يستقيم أمر الاتفاق العددي العجيب .. ويظهر هذا لمن يخوض غمار حساباتهم الكثيفة ويحللها غير واقع في هواها.
وأقول: لولا ما لمدرسة الإعجاز العددي من قيمة دعوية في بعض الأوساط، لما مرّت مزاعمها على الجماهير المسلمة بسلام ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Nov 2009, 12:52 ص]ـ
أنا أقول بأن الإعجاز العددي حقيقة وواقع موجود في المصحف، ولا يقل أهمية عن أي وجه آخرمعترف به، وقد اعطيت كثيرا من الأمثلة على ذلك.
وعلى من ينكر الإعجاز العددي أن يفسر لنا بعض تلك الأمثلة وما فيها من حسن ترتيب وتناسق ونظام وإحكام ..
وبالتالي فالقائلون بالاعجاز العددي ليسوا بحاجة لإثبات وجود ما هو موجود، المطلوب أن يثبت منكرو الإعجاز العددي أنه ليس موجودا.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Nov 2009, 01:48 ص]ـ
الأخوة الكرام؛ السبني، أبو عمرو، محمد منقذ، حفظهم الله
1. جاء في مناهل العرفان للزرقاني حول رسم المصحف:" للعلماء في رسم المصحف آراء ثلاثة: الرأي الأول: أنه توقيفي لا تجوز مخالفته، وذلك مذهب الجمهور .... "انتهى. وعندما ننظر في أدلة الجمهور التي تنقلها كتب علوم القرآن ندرك أنهم لا يقولون فقط بوجوب الالتزام بالرسم، بل يُصرّحون أن ليس للصحابة في رسم المصحف دور. وليس هذا مقام الاستفاضة بتقديم الأدلة، فقد طال الخوض في هذه المسألة في مداخلات كثيرة سابقة.
2. قال سبحانه:" تلك آيات الكتاب وقرآن مبين" فالكتاب من جهة المكتوب، والقرآن من جهة المقروء. وعليه فالقائلين بالإعجاز العددي يقولون إنّ في رسم المصحف إعجازاً. وهذا لا يعني أنه ليس في الملفوظ أيضاً وجوهاً تتعلق باللفظ، ولكن لا نثبت إلا عن دليل.
3. وعليه فضابط ما هو كلمة يتعلق بالرسم: مثال: (وألّو) كلمة، أما (وأن لو) فكلمتان. و (يأيها) كلمة، أما (يا أيها) فكلمتان. (يإبرهيم) كلمة، (يا إبراهيم) .... ألخ. ونقول ببساطة: انظر أخي كيف تكتب ردك في المنتدى لتعلم ما هي الكلمة في الرسم. ثم انظر مثلاً في إحصاء الفيروزبادي في كتاب بصائر ذوي التمييز لتدرك أن الكلمة عندهم وفق الرسم. وإليك ما يقوله الرازي في مختار الصحاح عن (لاجرم) يقول:" قال الفراء: هي كلمة كانت في الأصل بمنزلة لابدّ .. ".
4. كلمة (ءامنا) وفق رسم المصحف خمسة حروف، فإذا أضيفت الفاء أصبحت ستة حروف.
¥