المهم أن الشيعة وجدوا ـ بطريقة مدرسة الإعجاز العددي نفسها ـ اتفاقات رياضية بين كلمات وآيات قرآنية [مثل قوله تعالى (إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) وقوله (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم ركعون)] وعدد أئمتهم وإمامتهم وما إلى ذلك .. ولك أن تقول إنها اتفاقات غير مقصودة، ولك كل الحق في ذلك، ولكن النقطة المهمة هي أن الأسلوب هو أسلوب مدرسة الإعجاز العددي نفسه، مما يعني أن هذه الاتفاقات لا وجود لها بل يتم إيجادها، وكلٌّ يريد منها إثبات شيء يهمّه هو. الأسلوب هو الأسلوب نفسه، ولكن تختلف زوايا النظر والغايات فقط.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[02 Dec 2009, 10:23 م]ـ
وأكرر هنا القول: نعم يتعامل أصحاب الإعجاز العددي مع ما هو مكتوب.
---
ولماذا تصر أخي على فرض تصورك للكلمة الملفوظة ونحن نتكلم عن الكلمة المكتوبة، ومن هنا نتكلم عن توقيف الرسم الذي هو مذهب الجمهور.
يقضي منطق مدرسة الإعجاز العددي هذا بأن الحروف الزوائد والنواقص في رسم المصحف والأساليب الكتابية الخاصة بالمصحف هي بتوجيه وتوقيف إلهي، وأن الله ـ سبحانه ـ أراد أن يكون رسم المصحف على ذلك النحو لأنه أودع في كلمات القرآن نظاما عدديا.
طيب!
أسألكم:
أليس الله بقادر على إيداع نظام عددي مماثل في نظم القرآن بدون فرض هذه الأساليب الغريبة في الكتابة؟!!!
هل كان الله سبحانه محتاجا ـ والعياذ به ـ إلى أن يرتكب كتبة الوحي بعضا من مخالفات الرسم الإملائي وأساليبَ غريبة في الكتابة حتى يتسنّى له أن ينشئ نظامه العددي في القرآن؟!!
تعالى وتنزّه عما يصفون ..
أريد إجابة صريحة من دُعاة الإعجاز العددي على ذلك ..
وأريد أن ينتدب أخ لنا متمرس في الرياضيات، ليجد لنا اتفاقات رياضية في القرآن بالرسم الإملائي الحديث، وما أسهل ذلك!
وأقترح على باحثي الإعجاز العددي أن يجربوا ذلك بأنفسهم، من باب المغامرة البحثية، ليروا ما هي النتيجة .. !
وأسأل دُعاة الإعجاز العددي سؤالا آخر:
حين تحسبون حروف القرآن بحسب الرسم العثماني وتمرّون على ألف غير مرسومة رسما ولكنها مضبوطة ضبطا ولا تحسبونها، ألا ترون أنكم تسقطون حرفا من القرآن من حسابكم؟ كيف تسمحون لأنفسكم بذلك؟
فعدم رسم الحرف في الرسم العثماني لا يدلّ على أنه ليس من القرآن ..
والقرآن هو اللفظ المتواتر، والرسم مجرد دليل عليه ..
وهل للرسم المجرد معنى بدون لفظ وضبط مبني على اللفظ حتى تقولوا إن الإعجاز العددي يعتمد على الرسم؟
وتوجد في الأبجدية العربية حروف متشابهة رسما وتتميز بالضبط الذي يعتمد على اللفظ، مثل كرسي أحرف الياء والباء والنون والتاء والثاء في البدايات والأواسط، وشكل أحرف الباء والتاء والثاء في النهايات، وشكل أحرف الحاء والخاء والجيم، وشكل حرفي الراء والزاي، وشكل حرفي الفاء والقاف في الأواسط والبدايات، وشكل حرفي الدال والذال، وشكل حرفي السين والشين، وشكل حرفي الصاد والضاد، وشكل حرفي الطاء والظاء، وشكل حرفي العين والغين، وشكل حرفي الهاء في النهايات والتاء المدورة (إضافة إلى شكل الألف اللينة والألف المهموزة، وشكل الواو الممدودة والواو المهموزة، وشكل الياء الممدودة والياء المهموزة، وشكل الياء في النهاية والألف المقصورة)، فكيف تُحسَب هذه الحروف بالاعتماد المجرد على الرسم ودون الاعتماد على اللفظ والضبط؟