تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Oct 2009, 08:57 ص]ـ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)

جاء في التفسير الميسر: ((الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.)

التعليق: الأولى أن يفسر "الحمد" بأنه الإخبار عن المحمود بصفات الجلال والكمال مع حبه وتعظيمه، والحمد في الفاتحة غير الثناء، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَىَّ عَبْدِي -، فَإِذَا قَالَ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَالْحَمْدُ هُوَ الْإِخْبَارُ بِمَحَاسِنِ الْمَحْمُودِ مَعَ الْمَحَبَّةِ لَهُ).

وجاء في الوابل الصيب لابن القيم رحمه الله: (الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته، نحو قولك: الله عز وجل يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم، ولا تخفى عليه خافية من أعمالهم، وهو أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم، وهو على كل شيء قدير، وهو أفرح بتوبة عبده من الفاقد راحلته، ونحو ذلك.

وأفضل هذا النوع الثناء عليه بما أثنى به على نفسه وبما أثنى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل.

وهذا النوع أيضا ثلاثة أنواع: حمد وثناء ومجد، فالحمد لله: الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبته والرضاء به؛ فلا يكون المحب الساكت حامداً، ولا المثني بلا محبة حامداً حتى تجتمع له المحبة والثناء، فإن كرر المحامد شيئاً بعد الشيء كانت ثناء، فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك كان مجداً. وقد جمع الله تعالى لعبده الأنواع الثلاثة في أول الفاتحة، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال: مجدني عبدي.) انتهى.

وعليه فالأولى أن تفسر الآية بالتفسير التالي: (? الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ? أي: جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هي له وحده دون من سواه؛ إذ هو رب كل شىء وخالقه ومدبره. و"العالمون" جمعُ "عالَم" وهم كل ما سوى الله تعالى.)

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Oct 2009, 02:14 م]ـ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)

جاء في التفسير الميسر: ((الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.)

التعليق: الأولى أن يفسر "الحمد" بأنه الإخبار عن المحمود بصفات الجلال والكمال مع حبه وتعظيمه .....

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَالْحَمْدُ هُوَ الْإِخْبَارُ بِمَحَاسِنِ الْمَحْمُودِ مَعَ الْمَحَبَّةِ لَهُ).

وعليه فالأولى أن تفسر الآية بالتفسير التالي: (? الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ? أي: جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هي له وحده دون من سواه؛ إذ هو رب كل شىء وخالقه ومدبره. و"العالمون" جمعُ "عالَم" وهم كل ما سوى الله تعالى.)

أخي الكريم

تفسيرك الثاني يخالف التفسير الأول، فالأول وهو نفس معنى كلام شيخ الإسلام وهو نفس كلام التفسير الميسر، والأدق أن يكون تفسيرا للثناء على الله. وتفسيرك الثاني هو الأدق في تفسير معنى " الحمد لله".

وأقول:

الحمد: الاتصاف بالكمال المطلق، وهذا لا يكون إلا لله ولهذا اختص تعالى بالحمد المطلق والملك المطلق، كما في الحديث " له الملك وله الحمد".

وحمد الله تعالى هو أن تقول: " الحمد لله رب العالمين" كما في الحديث: "فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي".

ولهذا يمكن القول: إن قول العبد " الحمد لله" هو إقراره بالكمال المطلق لله على وجه الإجمال كما علمه الله، ولهذا جعلها الله ذكرا مستقلا كما في الحديث: " وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ".

والثناء على الله: هو تعداد محامده، كما في الحديث: وَإِذَا قَالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِي.

وقد جاء في الحديث التفريق بين الحمد والثناء كثيرا:

"فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ" وهذه الجملة وردت في أحاديث كثيرة وكلها صحيحة.

وأيضاً:

"فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير