تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

السادس أن آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكللة 4 النساء 176 وهي خاتمة سورة النساء وأن آخر سورة نزلت سورة براءة

واستند صاحب هذا الرأي إلى ما يرويه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب أنه قال آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة

وآخر سورة نزلت براءة

ويمكن نقض هذا الإستدلال بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي

السابع أن آخر ما نزل سورة المائدة

واحتج صاحب هذا القول برواية للترمذي والحاكم في ذلك عن عائشة رضي الله عنها

ويمكن رده بأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام

وعليه فهي آخر مقيد كذلك

الثامن أن آخر ما نزل هو خاتمة سورة براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم 9 التوبة 128 إلى آخر السورة

رواه الحاكم وابن مردويه عن أبي بن كعب

ويمكن نقضه بأنها آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة

ولعل قوله سبحانه فإن تولوا فقل حسبي الله 9 التوبة 129 الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولي الأعداء وإعراضهم

التاسع أن آخر ما نزل هو آخر سورة الكهف فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صلحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا 18 الكهف 110 أخرجه ابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان قال ابن كثير هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة ا ه

وهو يفيد أنها آخر مقيد لا مطلق

العاشر أن آخر ما نزل هو سورة إذا جاء نصر الله والفتح 110 النصر 1 رواه مسلم عن ابن عباس

ولكنك تستطيع أن تحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت نعيت إلي نفسي وكذلك فهم بعض كبار الصحابة كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال الكمال دليل الزوال ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس آخر سورة نزلت من القرآن جميعا إذا جاء نصر الله والفتح 110 النصر1

تلك أقوال عشرة عرفتها وعرفت توجيهها ورأيت أن الذي تستريح إليه النفس منها هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة وأتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 2 البقرة 281 وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة بما علمت لكن القاضي أبا بكر في الانتصار يذهب مذهبا آخر إذ يقول هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ا ه وكأنه يشير إلى الجمع بين تلك الأقوال المتشعبة بأنها أواخر مقيدة بما سمع كل منهم من النبي وهي طريقة مريحة غير أنها لا تلقي ضوءا على ما عسى أن يكون قد اختتم الله به كتابه الكريم

مناهل العرفان في علوم القرآن الزرقاني م/2 دار الفكر - (1/ 69 - 72)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير