تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا هو الأستاذ الشيخ أمين الخولى يتناول هذا الموضوع في كتابه "التفسير: معالم حياته. منهجه اليوم"، وفيه يرد على أنصار هذا المذهب في التفسير بحجج قوية واضحة، استفدنا منها كثيراً في تأييد ما اخترنا من المذهبين.

وهذا هو المرحوم السيد محمد رشيد رضانجده في مقدمة تفسيره ينعى على مَن تأثروا في تفسيرهم بنزعاتهم العلمية، فشغلوا تفاسيرهم بمباحث النحو، والفقه، ونكت المعانى، والبيان، والإسرائيليات ... وغير ذلك، ويعد هذا صارفاً يصرف الناس عن القرآن وهَدْيه، ثم ينعى على الفخر الرازي ما أورده في تفسيره من العلوم الحادثة في المِلَّة، ويعد هذا صارفاً يصرف الإنسان عن القرآن وهَدْيه، كما يتوجه بمثل هذا اللوم على مَن قلَّد الفخر الرازي في مسلكه من المعاصرين، وأظنه أراد صاحب الجواهر، وذلك حيث يقول: " .. وقد زاد الفخر الرازي صارفاً آخر عن القرآن، هو ما يورده في تفسيره من العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها، وقلَّده بعض المعاصرين بإيراد مثل هذا من علوم هذا العصر وفنونه الكثيرة الواسعة، فهو يذكر فيما يسميه تفسير الآية فصولاً طويلة - بمناسبة كلمة مفردة كالسماء والأرض -، من علوم الفلك والنبات والحيوان، تصد قارئها عما أنزل الله لأجله القرآن".

وأخيراً .. فهذا هو شيخنا العلامة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغى - رحمه الله رحمة واسعة - نجده في تقريظه لكتاب "الإسلام والطب الحديث" لا يرضى عن هذا المسلك في التفسير، رغم أنه مدح الكتاب وأشاد بمجهود مؤلفه، وذلك حيث يقول: "لست أريد من هذا - يعنى ثناءه على الكتاب ومؤلفه - أن أقول: إن الكتاب الكريم اشتمل على جميع العلوم جملة وتفصيلاً بالأسلوب التعليميالمعروف، وإنما أريد أن أقول إنه أتى بأُصول عامة لكل ما يهم الإنسان معرفته به، ليبلغ درجة الكمال جسداً وروحاً، وترك الباب مفتوحاً لأهل الذِكر من المشتغلين بالعلوم المختلفة، ليبينوا للناس جزئياتها بقدر ما أُوتوا منها في الزمان الذي هم عائشون فيه".

وفى موضع آخر يقول: "يجب أن لا نجر الآية إلى العلوم كي نُفسِّرها، ولا العلوم إلى الآية، ولكن إن اتفق ظاهر الآية مع حقيقة علمية ثابتة فسرناها بها".

ومن هذا كله يتبين أن التفسير العلمي في العصر الحديث إن كان قد لقى قبولاً ورواجاً عند بعض العلماء، فإنه لم يلق مثل هذا القبول والرواج عند كثير منهم، وقدعلمتَ فيما سبق أي الرأيين أقرب إلى الحق وأحرى بالقبول". (25)


(16) عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين (ج/ 2صـ 15).
(17) يوسف المرعشلي، نثر الدرر والجواهر في علماء القرن الرابع عشر (ج1/ صـ 551).
(18) http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=3268
(19) انظر أخي الكريم إلى أدب العلامة السعدي في النقد قال ـ رحمه الله ـ: "رأيت تفسيرًا طبع أخيرًا منسوبًا للطنطاوي" أرأيت قال منسوب ولم يقل للطنطاوي لثقته به ولأنه لا يثق بالأمر إلا إذا تبين لله دره ودر أهل نجد فلقد كان يحبهم الشيخ رشيد ويفسح لهم في مجلته المجال لنقدها وكان يثق بهم غاية الثقة رحمهم الله وغفر لهم وألحقنا بهم.
(20) مجلة المنار (ج29، صـ 143)
(21) مجلة المنار (ج30،صـ 511)
(22) عادل نويهض، معجم المفسرين (ج1، صـ242).
(23) مجموعة من الباحثين (الزبيري ـ القيسي1 ـ القيسي2 ـ البغدادي ـ الحبيب)، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (صـ 1801: 1082).
(24) مجموعة من الباحثين (الزبيري ـ القيسي1 ـ القيسي2 ـ البغدادي ـ الحبيب)، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (صـ1085: 1087).
(25) محمد حسين الذهبي، التفسير والمفسرون (ج2، صـ 371ـ381).

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:08 م]ـ
أخي أبا الفداء
جزاك الله عنا خيراً بنقل هذه النقول المفيدة والتي قد لا يتمكن من الوصول إليها كلُّ أحد.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير