ب ـ الشيخ محمد صديق المنشاوي.
ج ـ الشيخ يوسف كامل البهتيمي.
ولكن في أثناء التسجيل جاء المنع من شيخ الأزهر الشيخ محمود شتوت خوفاً من اختلاف المسلمين حول أي القراءات أولى.
ولكن الأستاذ لبيب بادر بمقابلة الشيخ رحمه الله وأقنعه بالفكرة وأثرها.
وتم الانتهاء من تسجيل هذه الراوية في سبتمبر سنة 1963م.
= الفرح بنجاح المشروع:
كانت فرحة الأستاذ لبيب غامرة بإنجاز هذا المشروع، يقول:
(وقد ازددتُ إدراكاً لفضل الله عليَّ، وعلى الناس، إذ قدَّرَ لهذا المشروع النجاح، حين كنت خارج مصر، في بلاد بعيدة، أستمع إلى المصحف المرتل، من الإذاعة، أو أستمع إليه، في دور السفارات، والقنصليات العربية ... لقد كان ينسلخ عني وقتئذ ـ شأني شأن كل مستمع مسلم عربي ـ الشعور بغربة اللسان أو غربة المكان، وقد حكى لي غير واحد ممن سمعوا المصحف المرتل في ديار الغربة أنهم لم يكونوا يملكون حبس دموعهم تأثراً وفرحاً) (9).
= أمانيُّ باقية:
كانت أماني الأستاذ لبيب بتنفيذ المشروع على الوجه المخطط له بتسجيل جميع روايات القرآن الكريم، يقول:
(فليت أن المشروع يتم عاجلاً، وفق التخطيطات المرسومة له! وليت أن الله صاحبَ الفضل والمنة ينفع بهذا المشروع كما نحب، وخيراً مما نحب! وليت أنه ـ سبحانه ـ يجعل هذا المشروع ـ دائماً ـ عملاً خالصاً تماماً لوجهه الكريم!) (10).
ثانياً: قصة الجمع الصوتي في المدينة النبوية:
ذكر الدكتور عبد العزيز القارئ قصة هذا الجمع في المدينة النبوية بأسلوبه المتميز في لقاء شبكة التفسير وأنا أنقل جملاً من كلامه وفقه الله (11):
= بداية الفكرة:
يقول الدكتور عبد العزيز القارئ: (أهم أمنية علمية قرآنية كنت حريصاً على تحقيقها هي " الجمع الصوتي للقراآت المتواترة " وهذا الهدف الخطير الكبير فكرت فيه أيام تقلدي لعمادة كلية القرآن الكريم بالمدينة النبوية؛ لأنني نظرت فإذا حولي بالكلية أعلام كبار من علماء القراآت: الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله، ثم جاء بعده إلى المدينة الشيخ عامر بن السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية رحمه الله، ثم جاء الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات رحمه الله، وعُين بمجمع المصحف، وكان يدرس بكلية القرآن ..
وأهل العلم يعرفون إمامة هؤلاء الثلاثة في مجال القراآت، وكان بالكلية أيضاً الشيخ عبد الفتاح المرصفِي رحمه الله، والشيخ الدكتور محمود سيبويه البدوي رحمه الله، والشيخ محمود جادو رحمه الله، والشيخ عبد الرافع رضوان حفظه الله وبارك في عمره، وغيرهم؛ وكان كل هؤلاء علماءَ في القراآت بمرتبة الحجية، أي كل واحد منهم حجة في هذا الفن؛ وهم يُعدُّون من أهل الطبقة الأولى في هذا العصر، وبقي من أهل هذه الطبقة الأولى بمصر الشيخ إبراهيم شحاته السَّمَنُّودِي بارك الله في عمره وأمدَّه بالصحة والعافية، فإنه من طبقة الشيخ عامر والشيخ الزيات، وفي الشام عددٌ من أئمة القراآت الكبار من أهل هذه الطبقة ..
فلما رأيت اجتماع أولئك الأئمة في القراآت في مكان واحدٍ هو المدينة النبوية؛ وأكثرهم عندي في كلية القرآن أدركت أنها فرصة لا تفوَّت لتحقيق هذا الهدف الكبير وهو "الجمع الصوتي للقراآت المتواترة"؛ وهو لو تحقق فإنه يُعدُّ بحق الجمع الرابع للقرآن؛ فإن القرآن جُمِعَ قبلَ ذلك ثلاث مرات ...
لكنْ لم يُفكِّر أحدٌ أنه يمكن تسجيل القرآن صوتياً؛ لأن هذا ارتبط بالتقدم "التكنولوجي" في العصر الحديث حيث تطورت أجهزة الصوتيات بشكل لم يَسْبِقْ له نظيرٌ وأصبح ممكناً تسجيل القراآت كلها صوتياً؛ وفي تسجيلِ القراآت تسجيلٌ للغات العرب ولهجاتها، فهو موضوع كبير من جميع جوانبه).
= عوامل نجاح المشروع:
يقول الدكتور عبد العزيز وفقه الله: (لكنَّ مثلَ هذا المشروع الجليل الخطير يتطلب ثلاثة أمور بدونها لا يصبح ذا قيمة علمية تُذكر:
1 - توافر الإشراف العلمي الراقي: بوجود مراجع بمرتبة الحجية في القراآت كما مثلت سابقاً، يشرفون على التسجيل ويراقبونه؛ لأن القراآت أكثرها أمور صوتية دقيقة قد تخفى حتى على بعض الخواصِّ.
¥