ولعل التعريف الأيسر والأخصر والذي ينبغي أن يكون عليه الحال. أن يقال عنه بأنه (تفسير القرآن الكريم بحقائق العلم التجريبي).
لكن ربما أراد المعرفون الآخرون له تعريفه على ما هو عليه لا تعريفه بما ينبغي أن يكون عليه.
مذاهب الناس في هذا النوع من التفسير:
تنوعت مذاهب العلماء والدارسين في هذا النوع من التفسير واختلفت مواقفهم منه بين مؤيدين ومعارضين على وجه الإِطلاق أو التقييد، حتى إِنه ليكاد يكون لكل واحد رأيه الخاص به بما يضيفه من شروط ويذكره من قيود.
وقد قسمت الدكتورة هند شلبي مواقف العلماء تجاه هذا الموضوع إِلى أربعة أصناف:
1 - المعارضون مطلقًا مع عدم التحيز إِلى العلم.
2 - المعارضون مطلقًا مع التحيز إِلى العلم.
3 - المؤيدون مطلقًا.
4 - المؤيدون المحترزون [12]
وبعيدًا عن كثرة التشعيب والتقسيم سوف أعرض لآراء العلماء مقسمًا لها إِلى نوعين: المعارضين لهذا التوجه، والمؤيدين له: -
1 - المعارضون:
المعارضون لهذا التوجه في التفسير كثيرون قدماء ومحدثين منهم:
1 - أبو حيان الأندلسي (ت 745 هـ) في البحر المحيط.
2 - أبو إِسحاق: إِبراهيم بن موسى الشاطبي (ت 790 هـ) في الموافقات.
3 - محمود شلتوت في: تفسير القرآن الكريم، ومجلة الرسالة.
4 - أمين الخولي. في: التفسير نشأته، تدرجه، تطوره، وفي دائرة المعارف الإِسلامية.
5 - محمد حسين الذهبي. في: التفسير والمفسرون.
6 - محمد عزة دروزة. في: التفسير الحديث.
7 - شوقي ضيف. في: تفسير سورة الرحمن وسور قصار.
8 - محمد رشيد رضا [13] في: تفسير المنار.
9 - عباس محمود العقاد. في: الفلسفة القرآنية.
10 - عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ).في: القرآن وقضايا الإِنسان.
11 - محمد كامل حسين. في: الذكر الحكيم.
12 - صبحي الصالح. في: معالم الشريعة الإِسلامية.
13 - أحمد محمد جمال. في كتابه: على مائدة القرآن مع المفسرين والكتاب.
14 - عبد المجيد المحتسب. في: اتجاهات التفسير في العصر الراهن.
15 - أحمد الشرباصي. في: قصة التفسير.
16 - إِسماعيل مظهر. في: عدة مقالات له في جريدة الأخبار [14]
17 - سيد قطب. في: ظلال القرآن [15]
وهؤلاء المعارضون تختلف عباراتهم في قسوة انتقادها لهذا التوجه بين متشدد ومعتدل. ويجمعها كلها الرفض له. والاعتراض عليه وعدم القبول به.
فقد عد أبو حيان - في معرض نقده للفخر الرازي - توسع العلماء في مباحث العلوم الأخرى عند تفسير القرآن الكريم، فضولا في العلم. وقسا فجعله: "من التخليط والتخبيط في أقصى الدرجة " [16]
وأعلن أمين الخولي معارضته لهذا التوجه في رسالته الصغيرة عن التفسير بمبحث عَنْوَنَهُ بـ " إِنكار التفسير العلمي " نبه فيه على قدم هذا الاتجاه، وقدم معارضته والاعتراض عليه.
ومثله فعل الشيخ محمد حسين الذهبي [17]
وعد الأستاذ عباس محمود العقاد مؤيدي هذا الصنف من التفسير: "من الصديق الجاهل لأنهم يسيئون من حيث يقدرون الإِحسان، ويحملون على عقيدة إِسلامية وزر أنفسهم وهم لا يشعرون" [18]
وقالت الدكتورة عائشة عبد الرحمن بأن هذا المسلك ضحك على العقول ببدع من التأويلات تقدم للناس من القرآن كل علوم الدنيا وعصريات التكنولوجيا [19]
ويقول د. شوقي ضيف: "وقد تلت الشيخ الإِمام [محمد عبده] تفاسير كثيرة منها ما اهتدى بهديه ومنها ما خاض في مباحث علمية كنت ولا أزال أراها تجنح عن الجادة إِذ القرآن فوق كل علم. ومن الخطأ أن يتخذ ذريعة لإِثبات نظريات علمية في الطبيعة والعلوم الكونية والفلكية وهو لم ينزل لبيان قواعد العلوم ولا لتفسير ظواهر الكون وما ذكر فيه من خلق السماوات والأرض والأفلاك والكواكب إِنما يراد به بيان حكمة الله وأن للوجود خالقًا أعلى يدبره وينظم قوانينه ولا ريب في أن القرآن يدعو أتباعه دعوة عامة إِلى العلم والتعلم للعلوم الرياضية والطبيعية والكونية. ولكن هذا شيء والتحول بالقرآن إِلى كتاب تستنبط منه النظريات العلمية شيء آخر لا يتصل برسالته ولا بدعوته. إِنه دين لهداية البشرية يزخر بما لا يحصى من قيم روحية واجتماعية وإِنسانية وحسب المفسر أن يعنى ببيان ما فيه من هذه القيم ومن أصول الدين الحنيف وتعاليمه التي أضاءت المشارق والمغارب أضواء غامرة " [20]
¥