تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وخلاصة القول: أن موضوعات علوم القرآن بناء على هذا التعريف وحسب ما هو موجود في أمهات كتب علوم القرآن والتفسير منحصرة فقط في تلك التي تخدم القرآن، إما في الحفاظ عليه وسلامته من التحريف الفظي سواء في النطق أو الكتابة وضبط نصوصه وترتيب سوره وآياته أو بيان تاريخه, ومنازل أحوال نزوله وإعجازه ودفع الشبهات عنه, وتاريخ تفسيره ومناهج المفسرين واتجاهاته. أو تلك التي تعين على فهم نصوص القرآن فهما سليما خاليا عن التعسف والتكلف والتحريف المعنوي, واستنباط الأحكام والحكم منه، وفق ضوابط وأصول محكمة متقنة تحافظ على قدسية النص القرآني وتمنع عبث العابثين ويكشف تحريف الغالين وإبطال المبطلين، ليبقى كما أراد الله تبارك وتعالى له محفوظا صافيا نقيا يرشد الناس إلى الصراط المستقيم والنور المبين إلى يوم القيامة ?لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه?.

وبهذا الشرح للتعريف ينضبط دائرة موضوعات علوم القرآن ويسد باب الإفراط والتفريط في التوسيع والتضييق بإذن الله تعالى.

سبب تسمية هذا العلم بصيغة الجمع (علوم القرآن):

ولعل القارئ يتساءل: لماذا جاءت تسمية هذا العلم بصيغة الجمع (علوم) فقيل: (علوم القرآن)، ولم تأت بصيغة الإفراد (علم) كعلم الفقة, وعلم النحو وعلم البلاغة؟ ويجاب على هذا التساؤل بأن قبل تدوين هذه العلم بمعناه الاصطلاحي الذي استقر عليه الأمر كان العلماء رحمهم الله يؤلف كل منهم في موضوع من الموضوعات المتصلة بالقرآن الكريم، فيكتب بعضهم في الناسخ والمنسوخ و يكتب آخر في إعجاز القرآن والثالث في أسباب النزول والرابع في القراءات وهكذا. ثم اختصرت هذه الموضوعات وضم بعضها إلى بعض في كتب مستقلة فسميت" علوم القرآن".

وقال الشيخ الزرقانى: "وإنما سمي هذا العلم (علوم القرآن) بالجمع دون الإفراد للإشارة إلى أنه خلاصة علوم متنوعة, باعتبار أن مباحثه المدونة يتصل اتصالا وثيقا بالعلوم الدينية والعلوم الشرعية ... " قلت: ولا غرابة في هذه التسمية فثمة علوم أخرى سميت بصيغة الجمع، مثل علوم الحديث, وعلوم الاتصالات وعلوم الإدارة وغيرها.

موضوع علوم القرآن:

هو القرآن الكريم من أية ناحية من النواحي المذكورة قي التعريف.

ثمرة علوم القرآن:

1)) تيسير تفسير القرآن الكريم؛ لأن طائفة من علوم القرآن مفتاح باب التفسير، ولا يصح لأحد الخوض في تفسير القرآن المجيد قبل تعلم هذه الطائفة من علوم القرآن.

2)) المحافظة على القرآن الكريم من التحريف في اللفظ و المعنى, وتيسير نقله من جيل إلى جيل, وتسهيل تعلمه وتلاوته بصورة صحيحة سليمة.

3)) بيان إعجاز القرآن الكريم والكشف عن مكامن أسرار هذا الكتاب الجليل، لرفع الطاقة البشرية في كل عصر.

4)) معرفة جهود الأمة الإسلامية سلفا وخلفا في دراسة القرآن الكريم وخدمته و العناية بعلومه.

5)) "التسلح بمجموعة من المعارف القيمة التي يمكن من الدفاع عن هذا الكتاب العزيز ضد من يتعرض له من أعداء الإسلام ويبث الشكوك والشبهات في عقائده وأحكامه وتعاليمه".

6)) اكتشاف آفاق جديدة للبحث العلمي في أنواع العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن الكريم، وهذا يشمل كل فرع للعلم والمعرفة يخدم كتاب الله سبحانه وتعالى أو يستند إليه.

7)) إثراء الثقافة القرآنية والمعارف الشرعية بشكل عام.

أبرز وأهم مباحث علم علوم القرآن:

لا نريد من سرد موضوعات علم علوم القرآن هنا الحصر و الاستقصاء، إنما المراد هو ذكر أبرز وأهم مباحث هذا العلم الشريف حسب التعريف المذكور لعلوم القرآن، و الذي يشمل العلوم الخادمة للقرآن الكريم والمعينة على فهمه على حد سواء.

وقد دأب كثير من الذين كتبوا في علوم القرآن ذكر مباحث هذا العلم بصورة مبعثرة ودون ترتيب وتنظيم، ولتفادى هذا النقص سنحاول تصنيف موضوعات علوم القرآن تحت عناوين رئيسية تندرج تحت كل منها مباحث متصلة وقريبة ببعضها بحيث يجمعها جامع أو رابط. وعلى أمل أن يساعد هذا الترتيب والتصنيف في تقريب الموضوعات إلى الدارسين وفهمهم لطبيعة علوم القرآن.

أولا: علم نزول القرآن، وينضوي تحت هذا العلم المباحث التالية:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير