تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[28 Nov 2009, 06:59 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على قرّة أعيننا وحبيب قلوبنا ونور بصائرنا وحياة أرواحنا محمد عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:

إخوتي الأحبّة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

وبعد:

فإنني أشكر أخي أبو الأشبال على طرحة لهذا الموضوع الدقيق، وأشكر جهود الإخوة الأكارم في كل ما كتبوه.

وأزيد على ما تفضلوا به قليلا فأقول سائلا الله السداد والتوفيق:

من أمعنّ النظر فيما نقله أهل اللغة في معنى المغفرة، وأبصر دلائل الآيات الكريمة سيجد المعنى واضحا ولا يحتاج إلى كبير جهد فهاهو الأزهري يقول:” أصل الغفر: الستر والتغطية، وغفر الله ذنوبه: أي سترها ولم يفضحه بها على رؤوس الملأ. وكل شيء سترته فقد غفرته“

الأزهري. تهذيب اللغة ج3ص73، وينظر الرازي. مختار الصحاح ج1 ص199، الجوهري. الصحاح في اللغة ج2ص21، الزبيدي. تاج العروس ج1ص 3304، إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط ج2ص223

فالمغفرة كما هو جلي إما أن تكون لذنب، أو تكون مطلقة لا لذنب وهذا معنى (التغطية والستر)

وعلى هذا يكون معنى المغفرة للمذنب؛ ستر ذنوبه وعدم فضحه على الخلائق.

ومعنى المغفرة لغير المرتكب ذنبا؛ خلعة جود ورفعة وكرم من الله سبحانه وتعالى للعبد يستر فيها كل ما يحيط بالإنسان من نقص ليتفضل عليه سبحانه بأن يكمّله بما شاء. وكأن العبد يقول يارب إنّ النقص فيّ كائن لا محالة فكمّل نقصي بفضلك وجودك ,وأظهر كرمك وفضلك علي.

على نحو ما نجده في قول الله تعالى:

(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (لأعراف:26)

فالتقوى خلعة من خلع الله على العبد المؤمن، ومن لم يتحلّى بها لم ينل البصيرة في كتاب الله تعالى، ولم ينل رحمته، قال سبحانه:? (قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ) (لأعراف:156)

وتأملوا إخوتي الأحبّة دقَّّة دلالة الآيات الكريمة من سورة يونس:

(إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (يونس:6)

فالآيات هي الدلائل والبراهين، وقول الله تعالى: وما خلق في السماوات. أمر عظيم، لأن الإنسان مهما أوتي من علم دنيوي لا يستطيع أن يطّلع على ما خلق في السماء الدنيا، قال تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (فصلت:12) (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) (الملك:5) فإذا كانت المصابيح في السماء الدنيا فما بالكم بباقي السموات.

ولماذا خصّت بأنها آيات للمتقين دون غيرهم فمن هم هؤلاء؟؟ والإجابة من القرآن الكريم:

(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس:62 - 63)

والحديث في هذا الباب دقيق، أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في تيسير الأمر وحسن الطرح، وأسأله سبحانه العصمة من الزلل والضلال.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Nov 2009, 06:01 ص]ـ

المشايخ الفضلاء، حجازي - أبو عمرو - أبو مجاهد - حسن، الله يعلم كم استفدت من مشاركاتكم القيمة، جزاكم الله الخير كله وأبعد عنكم الشر.

واليوم كنت أستمع لأحد المفتين، وهو يذكر أن من عليه أضحية و أخذ من شعره وأظافره، فعليه أن يستغفر كما ذكر أهل العلم، والأضحية على مكانها، فهذا التقصير كما ذكر أهل العلم يجبر بالاستغفار، فهذه فائدة أيضا كما يظهر لي والله أعلم.

ـ[أحمد النقيب]ــــــــ[29 Nov 2009, 09:43 ص]ـ

وما الحكمة من استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم سبعين مرة وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ...

لو لم يكن في الاستغفار عقب عمل الطاعات إلا أن يكون سدا منيعا من أن يصاب المرء بالعجب والغرور لكفى.

وأذكر أنني سمعت من الشيخ العلامة محمد المختار الشنقيطي حفظه الله في أحد دروسه بالمسجد النبوي كلمة أوصى فيها طلبة العلم بأمرين: كثرة الحمد مع كثرة الاستغفار؛ لأن العبد إذا أكثر منهما أمن من فتنة العجب، فإذا عمل العمل علم أن ذلك بفضل من الله فحمده وأثنى عليه، وإذا تأمل في عمله استحيا من تقصيره فيه فاستغر ربه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير