تقول حفظك الله:" فدائما تأتي تبين بمصاحبة الإنزال أو الوحي أو الذكر ولم تأت مرة واحدة مختصة بالرسول بانفراد"، لم أفهم قولك هذا، ألم تقرأ أخي الآيات التي استشهدتُ بها في مداخلتي السابقة؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Dec 2009, 03:50 م]ـ
لنرى اذن من هو الذي فهمه للايات غير صحيح!!
اذا كنت تقصد ان " النسخ " بمعنى الالغاء والهجر والترك والمحو فاين تجد اية في كتاب الله تامر بنسخ التوراة والانجيل!!!؟؟ أي ان الله امر بالغاء التوراة والانجيل بالقرءان، وبالعكس نجد ان كتاب الله امر بالاتيان بالتوراة والانجيل وتلاوتهما!!!! فقال:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} المائدة68
وقال:
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} آل عمران93
فات باية تؤيد زعمك ان لم تكن من الواهمين؟
ومن الظاهر انك لاتقصد ان النسخ بمعنى التثبيت والكتابة كما في الاية:
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} الأعراف154
والاية:
{هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الجاثية29
ام للنسخ مفهوم غير ذلك؟ او عدة مفاهيم متناقضة؟
لا شك أن الله تعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين للناس ما اختلفوا فيه ومنهم أهل الكتاب:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)) سورة المائدة
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة الشورى (52)
وهنا نلاحظ أن الله تعالى نسب التبيين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووصف الكتاب بأنه نور وبأنه مبين فقصر البيان على الكتاب دون الرسول صلى الله عليه وسلم إلغاء لبعض مدلول الآية.
ونلاحظ أيضاً أن الله نسب الهداية إلى الكتاب ونسبها إلى النبي صلى الله وقصر الهداية على الكتاب دون الرسول إلغاء لبعض مدلول الآية.
ولعل قائلاً يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين بالقرآن ويهدي بالقرآن، ونقول هذا إلغاء لدور الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أثبته الله له في أكثر من آية من كتابه كقوله تعالى:
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة الجمعة (2)
فالتعليم والتزكية هي ممارسة قولية وعملية لأوامر الكتاب ونواهيه وبيان له في نفس الوقت.
وكقوله تعالى:
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) سورة المائدة (92)
وإذا كنا متفقين على أن طاعة الله هي العمل بمقتضى الكتاب فماذا نفهم من قول الله تعالى: وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ؟
هل نفهم منه أطيعوا القرآن؟ اقرؤوا القرآن؟ أم أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم أمر زائد على ذلك؟
وكقوله تعالى:
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة النور (56)
¥