انه استطاع أن يثبت من خلال جزء كامل من هذا الكتاب إعجاز القرآن الكريم وبرهن للدارسين وطلاب الحقيقة، انه من السهل أن يستمر في ضوء منهجه العلمي والعقلي والذوقي الرفيع إلى النهاية، إذن فليكن هذا كافيا، وليتوجه بكليته وبقية حياته العامرة إلى القضية الأساس، وهي إنقاذ إيمان المسلمين في عصر الصراع الإعلامي الرهيب، فأنتج في هذا المجال أيما إنتاج من خلال عشرات الكتب والرسائل التي وجهها إلى النشىء الجديد، لإلحاق الهزيمة العقيدية والفكرية بأعداء الإسلام من الملاحدة وأرباب التغريب.
على إنني اظلم هذا الكتاب إذا ادعيت انه خلا من منهج مواجهة الصراع الجديد، بل ازعم هنا - على قدر ما لي من علم بأفكار النورسى من خلال قراءتي لبعض رسائله في عهده الجديد - انه ما من فكرة شرحها أو بسطها أو مثَّل عليها إلا تجد لها بذوراً موجزة أو مفصلة في هذا الكتاب العلمي الرصين الذي بين يديك، لاسيما في عرض أصول العقائد الإسلامية بأسلوب عصري علمي. غير انه اتجه في كتابه هذا إلى مخاطبة خاصة تلامذته من خلال دمج المصطلحات الكلامية القديمة ببدايات منهجه الجديد الذي استقر عليه فيما بعد في رسائل النور.
ولعل هذا هو سر تسمية رسائل النور بأنها تفسير حقيقي للقرآن الكريم، والحق أن تفسير القرآن ومخاطبة المسلمين بآياته لم يبارح قط فكر النورسى إلى آخر لحظة من لحظات حياته الحافلة بالمحن والأحزان، والعلم والدعوة إلى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
أن نشر هذا الكتاب بثوبه الجديد هذا سيضع نموذجاً تحليلياً بلاغياً رائعاً أمام المهتمين بالدراسات الاعجازية والبلاغية والنقدية المعاصرة. لاسيما في الأوساط العلمية. وسيجد المهتمون بدراسات العقائد الإسلامية من وجهة المنطق العقلاني زادهم فيه من خلال المباحث العقلية والعلمية العميقة التي قدمها الأستاذ تعليقاً على الآيات التي حللها من أوائل سورة البقرة.
لقد أحسن الأستاذ الفاضل إحسان قاسم الصالحي بتحقيقه هذا الكتاب من جديد، حيث أغناه بتدقيقاته المفيدة وشروحه القيمة في الحواشي، وهذا فضل يكمل به أفضاله السابقة على قراء العربية حين قضى سنوات عدة في ترجمة مجموعة متنوعة من رسائل النور التي دبجها يراع الإمام الممتحن سعيد النورسى حجة الإسلام بحق في حياة تركيا الحديثة.
فجزى الله الأستاذ النورسى خير الجزاء ونفع المسلمين بعلمه وحججه الدامغة وكلماته النورانية الصادقة في خدمة كتاب الله تعالى وسنة رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم.
وفي ختام هذه الكلمات أدعو الله تعالى أن يوفق المحقق الكريم إلى تقديم ترجمة كاملة لرسائل النور إلى قراء العربية المجيدة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
د. محسن عبدا لحميد
كلية التربية - جامعة بغداد
2 شعبان 1407هـ
المصدر: كتاب "إشارات الإعجازفي مظان الإيجاز" للنورسي
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 Jun 2010, 01:29 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا سعد الحلو .. بس خطك يا أخي كتير كبييييير http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Jun 2010, 03:20 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا سعد الحلو .. بس خطك يا أخي كتير كبييييير http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
كرمال عيونكون أزغرو أكتر مرات الجايه ولو
صح هيك وإلا مو صح
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 Jun 2010, 09:41 م]ـ
كرمال عيونكون أزغرو أكتر مرات الجايه ولو
صح هيك وإلا مو صح
يسلملي الغامدي لما بيحكي شامي ... شو بيطلع حمصي http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon10.gif http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon10.gif http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon10.gif
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 Jul 2010, 09:24 ص]ـ
و قبل أن أغادركم لأسبوعين ربما , و تكفيراً عن بعض ذنوبي تجاهكم في وعودي ببعض المواضيع , أنقل لكم هذا الكلام الكبير لأستاذ الفلسفة المغربي المعروف د. طه عبدالرحمن:
http://www.tafsir.net/vb/t20319.html
ومن هنا، يظهر جليّا أن البعد الذي يكتسبه إنتاج بديع الزمان لا ينحصر في تركيا حيث آثار الفلسفة "الكانطية" قد فعلت فعلها وبدَّلت قِيَم أهلها تبديلا،
ولا هو ينحصر في الأمة الإسلامية التي تفككت أوصالها وفقدت وِجهتها،
وإنما يتعدى ذلك إلى العالم بأسْره لِيُنقذ الإنسان، خاصِيَّه وعامِيَّه،
من سلطان فكر فلسفي أضرَّ بوجوده في هذا العالم؛
ومن كان هذا عمله،
فما أجدر به أن يُعدَّ في
حكماء العالم
الذين رفعوا همة الإنسان إلى الاضطلاع بأمور روحه كاضطلاعه بأمور جسمه، ومهّدوا الطريق إلى تجديده،
فاستوى إنسانا آخر في عالم آخر.