ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:51 ص]ـ
الحمد لله الذي جعل الشعر ديوان العرب، واختصهم ببدائع المعاني وبديع الأدب، وبرقة الطبع، وجودة الفكر، وبمحاسن الأحاسن التي تضمنها سحر النثر والشعر، فالتقطوا من أبحر المعاني، ما لا يصل إليه فكر المعُاني من درر المَعاني، وقلّبوا الأحداق في زهر سماء المباني وأظهروا إعجاز آيات المثاني، فسبحان القدوس الذي ليس له ثاني، والصلاة والسلام على أفصح العرب العرباء صلى الله عليه وعلى آله، ما اشتاق إلى اللقاء فؤاد المحب الواله، وما سجعت حمائم الأفكار على أفنان البلاغة، واستفرغ المصقع في مدح الرسول بلاغه.
سلام أيها الشيخ الهمام= عليك وقلّ من مثلي السلام
سلام مثل رائحة الخزامى =إذا ما صابها سَحراً غمام
سلام مثل رائحة الغوالي =إذا ما فض من مسك ختام
مقالكم أنيق النواحي، رقيق الحواشي، يتحدر على الأفهام تحدر الزلال على حر الأوام، ويدب في الآذان دبيب الصحة في دنف الأسقام.
والله الذي لا إله غيره أني من ثلاثة أيام عزمت على كتابة رسالة خاصة لكم أطلب من فيها من فضيلتكم الحديث عن مثل هذا الموضوع، ولا أدري ما الذي صرفني عن ذلك، لأنكم من أهل هذا الشأن أمتع الله بكم، وذكرياتكم العبقة العطرة التي أوردتموها في أول المقال نحب أن تكثروا منها، فلسنا مكتفين بالقلادة والسوار وإن أحاطا، ولأنكم لا أخلى الله عينكم من قرة ونفسكم من مسرة، أدخلتم السرور على النفس بهذه الطلعة البهية والكتابة الشهية التي ستكشف لنا فيها عن وجه أبيات رائقة بديعة طالما قد انتقبت. لذا سأهدي لكم جملة من الأبيات تعبر عن ما في النفس تجاهكم وهي مدح يقف على حافة الغزل، وإن كانت من هدايا العمال، لكن لعلها سائغة في مثل هذا الموطن.
حسان مدحك لم يزل يتلو الثنا =عند العشي وفي سنا الإبكار
فاسلم ودم في طيب عيش ما انثنى =في الروض غصن من غناء هزار
إذا ما مدحناكم تضوع بيننا =وبين القوافي من مكارمكم طيب
تمشي البلاغة خلفكم وأمامكم =ويطيب ما تطؤون بالأقدام
وتكاد تعشب أرضكم بكلامكم =لو أن أرضاً أعشبت بكلام
ولا أدري فسح الله تعالى في أيامكم وبارك في سنيكم وأعوامكم، هل هذه الزاوية كلأ مباح لكل زائر، أم هي خاصة بكم، حيث أني رتبت لنفسي قراءة أكثر من سبعين ديوان من دواوين الشعر، وقطعت نصف المشوار فيها وجمعت لي منها نشوراً، فربما يتسنى لي إيراد شيء من ذلك إن وجدت مجالاً، وإن كنت أتمنى أن تقتصر الزاوية على ما توردون، ولا نتقدم بين أيديكم فالأمر لكم من قبل ومن بعد.
فاسلم ودم ما غنت الورقا على =دوح الرياض وجادها الطل الندي
جمع الله تعالى الأرواح المؤتلفة على بساط السرور وأسرة الهنا، وأتاح للنفوس من حسن محاضرتكم قطف المشتهى وهو غض الجنى.
ثم الصلاة وتسليم يقارنها =على الرسول الكريم الخاتم الرسلا
وآله الغر والصحب الكرام ومن =إياهم في سبيل المكرمات تلا
وأسأل الله من أثواب رحمته =ستراً جميلاً على الزلات مشتملا
وأن ييسر لي سعياً أكون به =مستبشراً جذلاً لا باسراً وجلا
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Feb 2010, 09:52 ص]ـ
الله الله يا شيخ عبد الرحمن ما اجمل ما صنعت
سلمت يداك ولا كان من يشناك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:39 م]ـ
والله الذي لا إله غيره أني من ثلاثة أيام عزمت على كتابة رسالة خاصة لكم أطلب من فيها من فضيلتكم الحديث عن مثل هذا الموضوع، ولا أدري ما الذي صرفني عن ذلك، لأنكم من أهل هذا الشأن أمتع الله بكم، وذكرياتكم العبقة العطرة التي أوردتموها في أول المقال نحب أن تكثروا منها، فلسنا مكتفين بالقلادة والسوار وإن أحاطا، ولأنكم لا أخلى الله عينكم من قرة ونفسكم من مسرة، أدخلتم السرور على النفس بهذه الطلعة البهية والكتابة الشهية التي ستكشف لنا فيها عن وجه أبيات رائقة بديعة طالما قد انتقبت.
.......
ولا أدري فسح الله تعالى في أيامكم وبارك في سنيكم وأعوامكم، هل هذه الزاوية كلأ مباح لكل زائر، أم هي خاصة بكم، حيث أني رتبت لنفسي قراءة أكثر من سبعين ديوان من دواوين الشعر، وقطعت نصف المشوار فيها وجمعت لي منها نشوراً، فربما يتسنى لي إيراد شيء من ذلك إن وجدت مجالاً، وإن كنت أتمنى أن تقتصر الزاوية على ما توردون، ولا نتقدم بين أيديكم فالأمر لكم من قبل ومن بعد.
.....
جمع الله تعالى الأرواح المؤتلفة على بساط السرور وأسرة الهنا، وأتاح للنفوس من حسن محاضرتكم قطف المشتهى وهو غض الجنى.
أخي العزيز الأديب الأريب فهد الجريوي حفظه الله.
يعلم الله أنني أحبكم في الله وإن لم ألقكم بعدُ، وأنني أفرح بما تكتبون في هذا الملتقى فرحاً شديداً، وأنتفع به كثيراً، وأحمد الله أن هداني لتلبية رغبتك على غير علمٍ مني بها، وقد كنتُ كتبت سلسلة مطولة من مثل هذه التأملات في موقع آخر، ثم فترتُ، وأنا أجدُ في مثل هذه الكتابة متنفساً من عناء الحياة التي لا تفتأ تلقي علينا بكلكلها كأنَّها ليل امرئ القيس، وأعدك بأن أستمر في هذه الزاوية إن مد الله في الأجل، أكتب ما ييسره الله من كتابات حول أدب العربية، من خلال ما مر بي من أشعاره وكتبه ومواقفه.
وأقترح عليكم أخي العزيز أن تفتتحوا موضوعاً خاصاً باسم (مع الشعر والشعراء) أو (جولة في دواوين الشعر العربي) أو ما شئت من عنوان يدل على المقصود، وسأكون أكثر المتابعين انتفاعاً واستمتاعاً بما تكتبه.
أسأل الله أن يمتعنا بصحبتكم في جنات النعيم، وأن يغفر لنا ما لا تعلمون.
¥