تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إلى أن قال.: إلا أن وقوع ذلك مما لا يخرق عادة ولا يقلب عينا , مثل أن يكرم الله عبدا بإجابة دعوة في الحين , ونحو ذلك مما يظهر فيه فضل الفاضل وكرامة الولي , ومن ذلك حماية الله تعالى عاصما لئلا ينتهك عدوه حرمته انتهى. والحاصل أن ابن بطال توسط بين من يثبت الكرامة ومن ينفيها فجعل الذي يثبت ما قد تجري به العادة لآحاد الناس أحيانا , والممتنع ما يقلب الأعيان مثلا ,

والمشهور عن أهل السنة إثبات الكرامات مطلقا ,

لكن استثنى بعض المحققين منهم كأبي القاسم القشيري ما وقع به التحدي لبعض الأنبياء فقال: ولا يصلون إلى مثل إيجاد ولد من غير أب ونحو ذلك , وهذا أعدل المذاهب في ذلك , فإن إجابة الدعوة في الحال وتكثير الطعام والماء والمكاشفة بما يغيب عن العين والإخبار بما سيأتي ونحو ذلك قد كثر جدا حتى صار وقوع ذلك ممن ينسب إلى الصلاح كالعادة , فانحصر الخارق الآن فيما قاله القشيري , وتعين تقييد قول من أطلق أن كل معجزة وجدت لنبي يجوز أن تقع كرامة لولي , ووراء ذلك كله أن الذي استقر عند العامة أن خرق العادة يدل على أن من وقع له ذلك من أولياء الله تعالى , وهو غلط ممن يقوله , فإن الخارق قد يظهر على يد المبطل من ساحر وكاهن وراهب , فيحتاج من يستدل بذلك على ولاية أولياء الله تعالى إلى فارق , وأولى ما ذكروه أن يختبر حال من وقع له ذلك فإن كان متمسكا بالأوامر الشرعية والنواهي كان ذلك علامة ولايته ومن لا فلا وبالله التوفيق.

" عن http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59860 "

و يشرح الشيخ البراك معنى الجملة الموهمة و التي رفضها البعض شرحاً طيباً بقوله:

بين كرامات الأولياء ومعجزات الأنبياء

السؤال

هناك قول نسمعه وهو ما صح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي، من قائل هذا الكلام؟ وما معناه؟ وهل هذا يعني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد شق له القمر وعرج به إلى السماء، وأن الولي الصالح يمكن أن يكون له هذه الكرامة أيضاً؟. أفيدونا بارك الله بكم.

الجواب

الحمد لله، معجزات الأنبياء وهي الآيات والبينات والبراهين على صدقهم، وكرامات الأولياء كلها من خوارق العادات، وكل الخوارق يرجع إلى نوع القدرة والتأثير، أو العلم، أو الغنى.

فالخوارق تتنوع بحسب هذه المعاني، فمعجزات الأنبياء منها ما يكون علمياً، ومنها ما يكون من قبيل القدرة، ومنها ما يكون من قبيل الغنى، وهكذا كرامات الأولياء.

وقول القائل: (ما صح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون خارقاً لولي)، معناه:

أن ما كان معجزة للنبي إن حصل مثله للولي فهو كرامة، وليس المقصود أن كل معجزة من معجزات الأنبياء يكون مثلها للأولياء، لكن إن حصل للولي من الخوارق ما يشبه بعض معجزات النبي فهو في حقه كرامة، وما كان كرامة لولي فإنه معجزة للنبي الذي يتبعه هذا الولي؛ لأنه إنما حصل له هذا الخارق بسبب اتباعه، فتكون الكرامة حجة على صحة الدين الذي هو عليه، وبهذا يعلم أنه لا يلزم أن كل خارق حصل لنبي يكون مثله لأحد من الأولياء، فانشقاق القمر وعروج النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يحصل لغيره ولن يحصل.

وقد ذكر شيخ الإسلام بن تيمية أن خوارق الأنبياء لا يقدر على مثلها أحد من البشر، فلا بد أن تتميز خوارق الأنبياء على كرامات الأولياء.

وأما صاحب هذه المقولة فأنا لا أعرفه، ويمكن الرجوع لمعرفته إلى الكتب المعنية بالمعجزات والكرامات مثل كتاب النبوات لابن تيمية. والله أعلم.

"عن http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=1328 "

و يقول خلوصي الضعيف:

الأفضل إحكام القواعد مع ترك الباب لأفراد الأمثلة التي قد تخرق تلك القواعد مفتوحاً لئلا نضرب الوقائع بالقواعد!؟!

فإن الأمر لم يرد فيه نص .. و ما يسطّر فيه اجتهاد قد لا يبلغ بصاحبه الإحاطة و لا القدرة الكاملة على التحقيق في الحد الذي نستطيع إيصال الكرامة فيه إلى المعجزة النبوية .. هذا على وجه الإجمال!

و نقصد بالوقائع ما ثبت بالدليل القطعي من الخبر كأن يقول لنا مثلا الشيخ ابن باز - و نحن نعلم صدقه - رحمه الله أنه رأى شيخه يحيي ميتاً أمام أهل بلدته جميعاً!؟!

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Feb 2010, 03:13 م]ـ

أخي الكريم: خلوصي.

أولا: أهل السنة متفقون على أن لأولياء الله تعالى كرامات يتفضل بها الله تعالى عليهم.

ثانيا: الأولياء عند أهل السنة لا يعرفون بالكرامات، ولا يقدح فيهم عدم حصولهم على كرامات.

ثالثا: الأولياء عند أهل السنة علامتهم: الإيمان والتقوى كما أوضح ذلك رب العالمين فقال: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون"

رابعا: حدود الكرامة مختلف فيها كما تفضلت؛ وأرجح الأقوال فيها أنها لا تصل إلى حد معجزة من المعجزات التي تكرم بها الله تعالى أنبيائه.

خامسا: من أعظم الكرامات تحصيل العلم النافع والعمل به؛ ففي كل لحظة - إن شاء الله تعالى - يجد أهل العلم من الحسنات ما لا يعلمه إلا الله تعالى؛ بفضل علومهم التي خلفوا، والتي يستفيد منها طلبة العلم آناء الله وأطراف النهار.

وفقك الله لمزيد من المواضيع المفيدة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير