فمعرفة الفرق بين الغايات والوسائل يساعدنا على ضبط حركتنا وعدم الاستغراق في الوسيلة على حساب المقصد والغاية.
وعلينا جميعا ًأن نجدد في وسائلنا لتحقيق المقصد الأسمى لنا جميعا ً وهو إقامة الدين .. فالغايات ثابتة والوسائل متعددة ومتغيرة .. وهي تختلف من زمان إلي زمان .. ومن مكان إلي مكان .. بحيث تتلاءم مع كل الأزمان والبلاد .. وتحقق المصالح وتدرأ المفاسد.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نكون ثابتين على ثوابت الإسلام .. ومتغيرين مع متغيراته.
أن نكون ثابتين مع أخلاقه وعقيدته وغاياته الكبرى وأركانه المعروفة .. وأن نكون متطورين ومتغيرين مع الوسائل والآليات لإقامة الدين في دنيا الناس.
وأن نكون مع ثوابت الإسلام في صلابة الحديد .. ومع متغيراته في مرونة الحرير.
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نفرق بين الأصول والفروع .. وبين الثوابت والمتغيرات .. فلا نقيم الدنيا ونقعدها من أجل فروع فقهية اختلف فيها السلف والخلف .. ولم يحسم الرأي الفقهي فيها.
نعاهدك ألا نتعصب ولا نخاصم ولا نشق صف المسلمين من أجل قضية فرعية فقهية لا ضرر من الخلاف فيها .. فالخلاف الفقهي في الفروع هو مصدر ثراء للفقه الإسلامي وتوسعه على المسلمين ورحمة بالناس وحلا ً لمشكلات مجتمعية وإنسانية بل ودولية كثيرة.
فلولا أن هناك خلافا ً فقهيا ً معتبرا ًفي مسائل الحلف بالطلاق لطلقت معظم نساء مصر أو عاشت في الحرام.
ولولا الخلاف الفقهي في جواز قتل المسلم بغير المسلم لاحتلت دول إسلامية إذا نصت في دساتيرها على غير ذلك.
إن الذين يتصارعون ويتخاصمون ويسفه بعضهم بعضا ً من أجل آراء فقهية فرعية لم يفهموا شيئا ً من هدى النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا سنته ولا سيرته ولا حكمته التي أقرت أصحابه جميعا ً الذين اختلفوا في تفسير قوله (صلى الله عليه وسلم)
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة "
فصلى بعضهم العصر في الطريق حملا ً لكلامه (صلى الله عليه وسلم) على أنه لمجرد الحث والإسراع .. وصلى بعضهم العصر بعد وقتها في بني قريظة حملا ً لكلامه على ظاهره.
نعاهدك أن نحول ذكرى مولدك لإقامة سنتك في الأرض .. وأن نحول هذه الذكرى لمحاربة كل ما تكرهه وتبغضه فينا يا سيدي يا رسول الله .. نحارب الرشوة والفساد .. الكبر والحقد والحسد بين الناس .. ونواجه الجريمة والمنكر .. وعقوق الوالدين .. ونتحدى الظلم بكافة أنواعه .. ونعين اليتيم والمسكين والمريض والأرملة والمصاب.
نعاهدك يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أن نعيش لإسلامنا وديننا وأوطاننا ومجتمعاتنا .. وألا نعيش لأنفسنا أو نتمحور حول دنيانا.
ونعدك يا رسول الله أن نكون من أهل توجيهك العظيم
" خير الناس أنفعهم للناس "
فلن نقبض أيدينا عن أحد .. وسنمدها للناس جميعاً .. وسنلبي دعوة السجين والمعتقل لفك أسره .. ونلبي دعوة اليتيم للوقوف إلي جواره .. ونلبي دعوة المحروم كي نعطيه مما أعطانا الله .. فإن لم يكن لنا مال أعطيناه من حبنا ومودتنا ودفء مشاعرنا وصدق إخوتنا.
نعدك يا سيدي يا رسول الله ألا نتخلى عن إخواننا المعتقلين والسجناء وأسرهم ما استطعنا لذلك سبيلا .. وأن نيسر عليهم حياتهم إن لم نستطع تفريج كربهم.
وأن نرحم الناس كل الناس .. عسى الله أن يرحمنا متأسين بقولك العظيم
" الراحمون يرحمهم الرحمن"
نعدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نستبرئ لديننا وأعراضنا ما استطعنا لذلك سبيلا .. فالداعية كالعذراء يشين سمعته أي شيء.
ونعدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون كالشجر المثمر يرميه الناس بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر .. فالشجر العقيم لا يلتفت إليه أحد ولا يرميه أحد بحجر .. لأنه لا خير فيه ولا ثمر ولا نفع فيه.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نسعى لإدخال الناس للدين بحسن دعوتهم وإرشادهم وتبلغيهم رسالتك ودعوتك بالصبر الجميل عليهم والحلم معهم.
فالداعية الصادق وهو الذي يسعى لإدخال الناس للدين وليس إخراجهم منه بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم بأوهى الأسباب ودون حجة.
¥