ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نحب أصحابك الكرام الأطهار ونذب عنهم وننشر سيرتهم العطرة ونوالي من يواليهم ونعادي من يعاديهم .. ونخاصم من يخاصمهم أو يقدح فيهم أو يرميهم بالسوء.
وخاصة وزيريك يا سيدي يا رسول الله" أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب" رضي الله عنهما .. فقد أسديا للإسلام أعظم الخدمات .. وبلغا رسالتك أعظم البلاغ .. وحكما في الناس بالعدل والقسط.
وسندافع عن زوجتك البتول الطاهرة الفقهية حبيبتك السيدة/ عائشة رضي الله عنها .. والتي حملت على عاتقها إبلاغ معظم فقه النساء والأسرة إلى الأمة كلها بأمانه وصدق وعلم وتجرد.
فمن أحب أصحابك فقد أحبك .. ومن رغب عن أصحابك فقد رغب عنك .. ومن سبهم فقد طعن فيك وفي رسالتك بطريق غير مباشر.
وسنعيش دوماً ذاكرين قولك العظيم
" الله .. الله .. في أصحابي فلو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نعمل بالمعادلة الجميلة التي ذكرها بعض السلف الصالح ملخصاً فيها الإسلام في كلمتين وهي
" الإسلام هو تعظيم الحق "سبحانه" والرفق بالخلق".
فمن حاز الأمرين سينجح في دعوته ورسالته .. ولن يكون هناك تعظيم حقيقي للخالق سبحانه إلا مع الرحمة بالخلق.
فيا أحبتي عظموا الحق " سبحانه " وارحموا الخلق .. وراقبوا الحق وتلطفوا بالخلق.
وقد كنت يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أعظم الناس في مراقبتك للحق "سبحانه " وتلطفك ورفقك ورحمتك بالخلق .. فجمعت الحسنين معا ً.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن نسعى دوماً لحقن دماء المسلمين ووقف نزيف دمائهم .. ووقف الصدام المستعر بين الحركات الإسلامية وحكوماتها دونما مبرر أو مصلحة .. ووقف شحن أبناء الحركات الإسلامية إلى السجون والمعتقلات .. ليعيشوا هناك بقية حياتهم وكأنها كتبت عليهم وحدهم .. وذلك دون أن نتخلى عن ثوابت ديننا أو أن نفرط في شريعتنا أو أن نقصر في أمر ربنا.
فإن فعلنا ذلك ثم حدث لنا مكروه فليس أمامنا سوى الصبر الجميل .. والصبر ليس خياراً سلبياً أو اختيارا للضعفاء كما يتصور البعض .. بل هو خيار أولي العزم من الرسل
" فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نتبع هديك ما استطعنا في أن " نعفو عمن ظلمنا .. ونعطى من حرمنا .. ونصل من قطعنا".
فالصبر الجميل .. والحلم الجميل .. والصفح الجميل .. من أعظم الأدوات التي أمرك بها ربك .. ونحن سنلتزم بها ما حيينا.
يا سيدي يا رسول الله سنعيش اليوم بقلوبنا وأرواحنا مع
" فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ "
" فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ "
" فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً "
قد نقصر يا سيدي يا رسول الله في إنفاذ هذا العهد في بعض الأوقات أو تغلبنا أنفسنا الأمارة بالسوء في لحظات .. أو يوسوس لنا الشيطان للتقصير أو التفريط .. ولكننا سنحاول مرات ومرات .. وسنعزم مرات ومرات .. لإنفاذ عهدك والقيام بهذه المسئولية الجسيمة مهما كانت الصعوبات والعقبات فهذا قدرنا ولا مفر لنا منه.
والمهم أننا عازمون على ذلك .. وعلى الله التوكل .. ومنه الحول والقوة.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25159
يا للهول أن نضع ترابا على تبر
يا للهول أن نمزج دردي الزيت المغلي بالقطران ثم نسكبه على صفاء اللبن والشهد المذكور فيما نقله الدكتور.
يا قومنا هل البرمجة الألكترونية منعتنا من أن نتفهم ما جاء في هذه المعاهدة.
إنه شخص يتكلم ويخاطب نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما خاطب به هذا العربي الأول الذي يعي عن اللغة ومخاطباتها ما نجهله من خلال ما أورده ابن كثير وغيره من قصة الأعرابي الذي ارتشف لبان العربية الخالصة أكثر منا جميعا من خلال تفسير قوله تعالى
{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} وقد قال الأعرابي مخاطبا نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خيرَ من دُفنَت بالقاع أعظُمُه ******* فطاب منْ طيبهنّ القاعُ والأكَمُ ...
نَفْسي الفداءُ لقبرٍ أنت ساكنُه ******* فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ ...
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عُتْبى، الحقْ الأعرابيّ فبشره أن الله قد غفر له.
ولعل سكان المدينة المنورة أو من زار الروضة الشريفة يجد هذه الأبيات محفورة على باب الحجرة الشريفة التى تضم القبر الشريف.
فبدلا من الوقوف على محتوى هذه المعاهدة النفيسة التي نقلها الدكتور المكرم ولو بكلمة واحدة تحمل الإنصاف انقلب الكل " بدعة " "بدعة " بدعة.
أي بدعة في هذا الكلام يا قومنا؟ أي ثعبان أقرع قد تفلت عليكم يا من تفضلتم بالتعليق؟!
أي خطأ وقع يا أهلنا؟
أي فوبيا تصيبنا عندما تلقى كلمة بعنوان الميلاد الشريف؟؟؟
إننا نبدِّع ما يحدث باسم النبي صلى الله عليه وسلم من مخالفات شرعية تستحق التبديع أما مجرد إلقاء كلمة تحمل نصحا وأدبا ونبلا في مناسبة مولده صلى الله عليه وسلم فمن بدعها فهو مبّدع لمجالس الذكر ومن يفعل هذا ليس شيئا مذكورا بل أقل من أن يوضع في مرتبة المخاطب.
¥