تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وخلاصة هذه الأقوال أن نقول في العالم الذي يؤخذ منه العلم أنه من تعلم الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة مجتنبا للبدع وأهلها وللمعاصي وللذنوب هذا الذي يؤخذ منه العلم وتقييده بأنه على فهم سلف الأمة وعلى طريقتهم يدخل فيه الصفات المذكورة سابقا والأقوال المذكورة سابقا كيف نعرف العالم إن كان عاميا فإنه يسأل أهل العلم المعروفين من أمثال الشيخ الفوزان أو اللحيدان أو الشيخ السبيل أو الشيخ ربيع أو غيرهم من أهل العلم يسألهم عندنا رجل متصدر اسمه كذا وكذا هل نأخذ منه العلم أم لا؟ هل يستفاد منه أم لا؟ هذا كان دأب السلف كانوا يسألون عمن يتصدر لإفادتهم، أما إذا كان طالب علم وكان عنده تمييز فإنه ينظر إلى حاله كما سبق، ينظر إلى صلاته وسمته ينظر إلى أقواله ومنهجه، إن كان متابعا للكتاب والسنة وفهم سلف الأمة لزمه وإن كان رجلا مقدما للرأي معظما لأهل الأهواء والبدع يدل على كتبهم يجتنبهم ويجتنب هذا الرجل

وأذكر لكم مثالا رجل متصدر للتدريس سئل في درسه عن تفسير في ضلال القرآن لسيد قطب وانظروا إلى فتواه فإنه قال ملخصا لكلامه: سيد قطب عنده أخطاء وجاهل ولكنه فسر القرآن ووفق فيه توفيقا عجيبا يكاد يتفرد في أسلوبه في هذا العصر وعنده من تحقيق الإيمان وعنده وعنده وأثنى عليه.

طيب إذا كنت تقول أنت ـ وهذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام متخصص في قسم العقيدة فمثله لا يأبه يعرف أهل الأهواء والبدع ـ إذا كنت تقول إنه جاهل وأنه عنده أخطاء في العقيدة فكيف تدل الناس على كتبه وعلى قراءة كتابه؟ وقد مر معنا أن من تكلم في دين الله وهو جاهل أنه آثم أصاب أو أخطأ فكيف يدل الناس على هذا الكتاب؟ فلا شك أنه يجب يعني إذا رأينا مثل هذا الرجل أن نجتنبه وأن نبعد عن طريقه.

ثم الفائدة التالية: وهي من الذين لا يؤخذ منهم العلم، وهذه الفائدة كما يقال مع الفائدة السابقة من الذي يؤخذ منه العلم هي لب هذه الكلمة ولب هذه النصيحة والموعظة، فالذين لا يؤخذ عنهم العلم يتصفون أو يسمون بعدة أسماء فمنهم:

ممن لا يؤخذ منه العلم الجهال أو من لا يعرف بالطلب ويدخل في الجهال ومن لا يعرف بالطلب يدخل فيهم التائبون من المعاصي ويدخل فيهم علماء الطب والجيولوجيا والإعجاز العلمي وغيرها من العلوم الكونية فهؤلاء ليسوا بعلماء لم يتخصصوا في العلم الشرعي فلا يؤخذ عن أمثال هؤلاء العلم ولا يؤخذ عن أمثال هؤلاء تفسير الكتاب ولا شرح السنة

يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: الجهل أصل كل فساد وكل ضرر يلحق العبد في دنياه و أخراه فهو نتيجة الجهل. اهـ

ومن الخطأ ظن بعض الناس أن الجاهل هو ذاك الذي لا يقرأ ولا يكتب فقط ولا شك أن هذا فهم قاصر إذا أن المراد بالجاهل في الأحاديث وفي آثار السلف، المراد بالجاهل كل من تكلم في دين الله بلا علم ولو كان يحسن العبارة ولو كان يدرس ولو كان يؤلف الكتب ولو كان خطيبا مفوها كما أن كلمة الجاهل تشمل أهل الأهواء والبدع هؤلاء هم الجهال الذين لا يؤخذ عنهم العلم كل من تكلم في دين الله بلا علم فهو من الجهال

أخرج أبو داود في السنن وغيره عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا جرح في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم احتلم فأمر بالاغتسال فاغتسل فمات فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم قتلوه قتلهم الله ألم يكن شفاء العي السؤال أي ألم يكن شفاء الجهل السؤال ومر معنا حديث عبد الله ابن عمرو إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا

فالرؤوس الجهال هاهنا ليس المراد بهم من لا يقرأ ولا يكتب بل المراد بهم من تكلم في دين الله بلا علم ولو كان خطيبا مفوها أو مؤلفا أو كاتبا أو ناصحا أو واعظا

يقول مالك: لا تحمل العلم عمن لم يعرف بالطلب ولا بمجالسة أهل العلم

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عون أنه قال: لا يؤخذ هذا العلم إلا ممن شهد له بالطلب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير