وأخرج الخطيب في الفقيه عن عبد الله ابن إسحاق قال كان عبد الله ابن الحسن ابن الحسن ابن على بن أبي طالب قال كان يكثر الجلوس إلى ربيعة فتذاكروا يوما السنن فقال رجل كان في المجلس ليس العمل على هذا يرد السنة بأن العمل ليس عليها فقال عبد الله الهاشمي هذا قال أرأيت إن كثر الجهال حتى يكونوا هم الحكام أفهم الحجة على السنة فقال ربيعة أشهد أن هذا الكلام كلام أبناء الأنبياء.
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى: لا يجوز الأخذ عن الجهال ولو كانوا متعالمين ومعنى قوله ولو كانوا متعالمين أي متصدرين لتدريس الناس إذا كانوا جهالا لا يعلمون دين الله عز وجل هؤلاء إذا هم الجهال والجهال لا يؤخذ منهم العلم مطلقا ولو استفتوا ولا يرجع إليهم.
الصنف الذي يليهم أهل الأهواء والبدع ويدخل فيهم الخوارج والصوفية وكل الجماعات المعاصرة التي خالفت الكتاب والسنة مثل جماعة التبليغ أو جماعة الإخوان المسلمين
ومر معنا حديث عائشة حين قال صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم
وأخرج أحمد في المسند عن عقبة ابن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هلاك أمتي في الكتاب واللبن ـ وهذا حديث حسن إن شاء الله ـ قالوا يا رسول الله ما الكتاب واللبن قال يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل ـ وهذه طريقة أهل الأهواء الذين يتبعون ما تشابه منه ـ ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمع ويبدون ـ أي يكونون مع أهل البادية ـ
وأخرج الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في الفقيه وغيره عن أبي أمية الجمحي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر
قال ابن المبارك:الأصاغر من أهل البدع
ومن أضرار أخذ العلم من أهل البدع:
أولا انغماس الآخذ عنهم في بدعتهم.
ثانيا: تعلق قلب الطالب بالمبتدع ومحبته له والمرء مع من أحب
ثالثا: فيه تكثير لسواد أهل البدع.
رابعا: فيه إغراء للعامة بصحة ما هم عليه.
خامسا: مجالسة المبتدع توجب الإعراض عن الحق.
سادسا: من جالس صاحب بدعة سلبت منه الحكمة.
قال ابن عبد البر: أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه
وقال البغوي في شرح السنة:قد مضى الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم
وفسر بعض أهل العلم الأصاغر بطلاب العلم الصغار وهذا التفسير يصح إذا ترك طلاب العلم العلماء الكبار والتفوا حول طلاب العلم الصغار فإنه يكون من علامات الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر
وكان السلف يحثون طلاب العلن على أخذ العلم من العلماء الكبار وكانوا يتأدبون فلا يدرسون مع وجود علماء كبار إلا أن يأذن لهم العلماء الكبار بالتدريس
يقول مالك:ما درست و لا أفتيت حتى أذن لي سبعون عالما من أهل المدينة بالفتيا والتدريس وتدريس الصغار من طلاب العلم مقبول عند أهل العلم بشروط أو مراعاة الأمور التالية:
الأمر الأول: أن لا يعامل هذا الصغير معاملة العلماء الكبار
يعني بعض الشباب يعني يتلقون العلم من طالب علم صغير ويقدمون أقواله على العلماء الكبار وهذا خطأ، العلماء الكبار لهم منزلتهم وقدرهم وهذا طالب العلم يعامل بقدره وينزل منزلته وأيضا يجب أن يحذر وهذا بناء على ما سبق يجب أن يحذر من التعصب له وأيضا يجب على هذا المدرس من صغار طلاب العلم أن يتأدب بآداب العلماء وأيضا يجب عليه أن يستمر في طلب العلم يعني بعض الناس إذا تصدر للعلم وهو صغير يأنف ويستكبر أن يحضر دروس أهل العلم وهذا خطأ، يقول ابن المبارك وقد قيل له إلى متى تطلب العلم يقول حتى الممات إن شاء الله وقال الإمام أحمد أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر، وأيضا من الأمور التي ينبغي أن يراعيها أن لا يتسرع في الأحكام والفتوى
وأهل الأهواء والبدع لا يؤخذ منهم العلم مطلقا ولا يرجع إليهم.
وممن لا يؤخذ منهم العلم الفساق والمراد بالفساق أصحاب المعاصي وأصحاب الذنوب ولو كان عندهم شيء من العلم ولو كان عندهم كثير من العلم، فإن السلف كانوا يحذرون من الفساق لماذا؟ لماذا لأن الفاسق لا يتورع أن يحل ما حرم الله وهو فتنة بفعله وحاله للناس
¥