تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رابعا: أن كثيرا من هذه القصص مكذوبة وليست حقيقية، من ذلك القصة المشهورة التي بنوا عليها أفلام وتمثيليات ومسرحيات قصة الرجل الذي دفن وجاء في قبره ثعبان عشان إنه ما يصلي زمان اللي ماتوا في عهد الإسلام دفنوا وما ظهر لهم ثعبان في قبورهم فهذه القصة باطلة عند أهل العلم وغيرها وغيرها من القصص وأيضا من القصص الآن أنه حفروا حفروا فسمعوا أصوات أهل القبور شوف كيف الدجل والكذب والباطل الذي يروجونه بين الناس وأيضا ذكر أهل العلم منهم ابن سيرين: أن من يكثر القصص الذين يكثرون القصص في مواعظهم هذه علامة من علامة من علامات الخوارج يقول ابن سيرين:أول من قص الخوارج وكذا قال غيره من السلف

وكذا المفكرون ليسوا من العلماء، يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى المفكرون ليس عندهم علم بالأحكام الشرعية وإنما عندهم ثقافة عامة لا تفرق بين صحيح وسقيم في العقيدة ولا تفرق بين بدعي وسني إلى آخر الكلام.

أيضا من أخذ عن الكتب ولم يأخذ عن العلماء مطلقا لا يؤخذ منه العلم يقول ابن يريد لا يفتي الناس الصحفيون

أيضا لا يؤخذ العلم من العباد وفي العباد نعلم أحاديث كثيرة من ذلك قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا أفتاه مرة راهب وأفتاه مرة عالم فمن الذي أنجاه بعد الله عز وجل فتوى العالم وأيضا مر معنا حديث قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ جهلوا، وقال صلى الله عليه وسلم إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب

وهنا ينبغي أن نتنبه ليس المراد بالعابد الجاهل المراد بالعابد من كان عنده شيء من العلم وتفرغ للعبادة أما اليوم عبادنا جهال إلا من رحم الله عز وجل عبادنا جهال نسميهم عباد لأننا نحن ما عندنا من العلم حتى نقيس العلم الذي عندهم وأيضا ينبغي أن نتنبه ليس القراء في كونهم حفظة لكتاب الله ليس هذا دليلا على أنهم أهل علم وفتوى يقول صلى الله عليه وسلم سيأتي على أمتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء ويقبض العلم

يقول الشيخ التويجري رحمه الله تعالى: قد ظهر مصداق هذا الحديث في زماننا فقال الفقهاء العارفون بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكثر الفقراء في الكبار والصغار والرجال والنساء بسبب كثرة المدارس وانتشارها والمراد بالقراء والله أعلم الذين يجيدون القراءة ويقرؤون ما يكتب لهم إلى آخر كلامه رحمه الله وهو كلام متين.

والفائدة التي تليها: يستوي في ذلك كله الحضور والقراءة والصحبة وأي نوع من أنواع التلقي

يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى:لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد عليهم ويبين ضلالهم

ويقول الشيخ النجمي حفظه الله تعالى لا ينبغي لأهل السنة أن يحضروا محاضرات الحزبيين ولا دروسهم خوفا من الفتنة عليهم ولا ينبغي أن يقرأ كتب المبتدعة ولا يسمع قصصهم لأنهم يدسون السم في العسل كما يقال ومن لا يكون عنده أهلية كاملة فإنه ربما سمع شيئا لا يعرفه فيقع منهم ما يقع. انتهى كلامه حفظه الله

بعض الشبهات المثارة حول هذا الموضوع:

أورد بعضها

منها قولهم فلان سلفي العقيدة حركي المنهج فنأخذ منه العقيدة ولا نأخذ منه المنهج وهذه شبهة ساقطة لما يلي:

أولا أن القول بأن القول بأن المنهج غير الاعتقاد هذا قول ضعيف والصواب أن المنهج والاعتقاد شيء واحد أيضا لو فرقنا بين العقيدة والمنهج فهما متلازمان لا ينفكان فالمنهج تبع للعقيدة أيضا العقيدة ليست محصورة في أبواب مسائل الأحكام و الأسماء بل شاملة لكل أبواب الدين

أيضا لا فرق بين العقيدة والمنهج

يقول الشيخ الفوزان: الذين يحاولون جمع الناس مع فساد العقيدة واختلاف المنهج يحاولون محالا لأن الجمع بين الضدين من المحال إلى آخره.

وأيضا من الشبهات قول بعضهم الأمة بحاجة إلى دعاة وليست بحاجة إلى علماء نرد هذا بقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الواقع أن أمة الإسلام تحتاج إلى دعاة وتحتاج إلى علماء يغوصون في بحار العلم ويستخرجون كنوزه وجواهره إلى آخره.

وأيضا من الشبهات التي يثيرونها قول بعضهم إن العلماء المتصدرين في الساحة كلهم سلفيون وكلهم يؤخذ منهم الحق وهذه شبهة باطلة نردها من وجوه:

الوجه الأول: أن هذا قول من لا يعرف الواقع بل من لا يعرف التاريخ الإسلامي ولم يخبره، فقد وجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم منافقون وجد في عهد الصحابة الخوارج والقدرية والشيعة.

ثانيا: أن من قال بعض الدعاة إن عندهم أخطاء وبدع وضلالات وأثبت ذلك بالحجة والبرهان وجب قبول قوله وحرم رد الحق لمجرد الهوى

ثالثا: لو كان الدعاة على الحق والسنة فلم هذا الاختلاف ولماذا هذا التفرق والتناحر فهل الحق ينتج عنه هذا التفرق والتناحر؟ وإذا كان الدعاة هؤلاء على الحق فلماذا يحذرون هم وأتباعهم من أهل السنة ويصفونهم بأوصاف تنفيرية خذ على سبيل المثال (علماء حيض ونفاس، عملاء، علماء مناصب، مداهنون، مباحث، مداخلة، جامية).

رابعا:أننا نظرنا فيمن تكلم هي هؤلاء الدعاة إذا هم علماء سنة وعلماء سلفيون وعلماء مأمونون وعلماء مرضيون عند الناس ابن باز، ابن عثيمين، الألباني، الجامي، الشيخ مقبل الوادعي رحمهم الله جميعا والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ الفوزان والنجمي وشيخ ربيع المدخلي وغيرهم حفظهم الله فهل هؤلاء العلماء تكلموا في دعاة السوء من باب الحسد والغيبة والحقد أم أنه من باب التحذير من دعاة الفتنة والضلالة؟ لا شك أنه من باب التحذير من دعاة الفتنة والضلالة.

إذاً خلاصة هذه المحاضرة في كلمتين مجملتين هما (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)

من يؤخذ منه العلم ومن لا يؤخذ منه العلم وفي هذا القدر كفاية وأسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما سمعنا وأن يرزقنا العمل بما قلنا وأن يجعلنا من أتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وأن يصرفنا عن البدع وأهلها وأن يوفقنا لإتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين و صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير