تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حفظ الله سبحانهُ وتعالى العلم بالعلماء

والعلم قيض الله له علماء حفظوا لنا هذا الدين، حفظوا كتاب الله، وتلقاه الآخر عن الأول، وحفظوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ونفوا عنها الكذب والأباطيل، نفوا ووقفوا في وجوه الكذابين، ونخلوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نخلا، لأنهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم.

يقول الإمام الشافعي (من روى عن البياضي بيض الله عيونه). يدعو على من روى عن البياضي لأن البياضي مجروح.

ويقول الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- (الرواية عن حرام بن عثمان حرام). فهذا قول الإمام الشافعي في هذين المحدثين.

ولقد كان العلماء رحمهم الله تعالى ينخلون السنة نخلاً، حتى إنه قدم زنديق لتضرب عنقه في عصر الرشيد فقال: كيف تقتلونني وقد وضعت في دينكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحل فيها الحرام.

فقال له الرشيد: يا خبيث، إن أبا إسحاق الفزاري وعبدالله ابن المبارك سينخلانها نخلا.

وكانت لديهم غيرة على سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتى إن يحيى بن معين -رحمه الله تعالى- عند أن حدث سويد بن سعيد (من عشق فعف فمات مات شهيدًا). قال يحيى بن معين: لو أن لي فرسًا ورمحًا لغزوت سويدًا، لأنه تجرأ في رواية الأحاديث الضعيفة.

ورئي شعبة بن الحجاج -رحمه الله تعالى- ذات يوم متقنعا في نصف النهار، فقيل له: إلى أين يا أبا بسطام؟

قال: أريد أن أعتدي على جعفر بن الزبير، فإنه يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

ومن لم يكن من المحدثين فلا بد أن يتخبط في عبادته، وفي وعظه، وفي معاملته، وفي جميع شئونه. لأنه لا يؤمن أن يحدث بحديث ضعيف.

أحاديث مكذوبة وضعيفة تُروى على لسان

النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

(حب الوطن من الإيمان) هذا الحديث لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

(اختلاف أمتي رحمة) حديث لا يوجد له سند، ولا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

(الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)، هذا حديث معناه صحيح. لكنه بهذا اللفظ ضعيف، لأنه من طريق أبي بكر بن أبي مريم، وقد اختلط بسبب حلي سرقت عليه.

قصة يحدث بها في الحرمين ويحدث بها في الإذاعات، قصة ثعلبة، التي فيها أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يسأل الله أن يرزقه مالا، وأنه قيل له (يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه)، وذكرت في «الجلالين»، وقل أن تجد تفسيرا إلا وقد ذكرت فيه.

هذه القصة استفدنا تضعيفها في أول الأمر من أبي محمد بن حزم -رحمه الله تعالى-، قال: إن في سندها معان بن رفاعة، وعلي بن يزيد الألهاني، والقاسم بن عبدالرحمن، وثلاثتهم ضعفاء.

ثم روجع «مجمع الزوائد» فإذا هو يقول في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.

ثم روجع «تخريج الكشاف» للحافظ ابن حجر فإذا هو يقول: في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو واه، ثم روجع «تخريج الإحياء» فإذا الحافظ العراقي يقول: إن في سندها ضعفا. وناهيك بالسيوطي تساهلا فإنه ذكرها في «لباب النقول من أسباب النزول».

هذه القصة كان بعض علماء الحرم يحدث بها فقيل له: يا شيخإنها ضعيفة. قال: نريد أن نرقق بها قلوب العامة.

يا سبحان الله!! أما في كتاب الله، ولا في صحيح حديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ما يرقق قلوب العامة

?فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ?.

(لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) وما أكثر ما قد حدثنا بهذا الحديث! يقول الحافظ ابن رجب في كتابه «جامع العلوم والحكم»: إنه من طريق نعيم بن حماد، وهو ضعيف. هذه علة.

والعلة الثانية: أنه اختلف على نعيم في شيخه. والعلة الثالثة: أنه لا يدرى أسمع عقبة بن أوس من عبدالله بن عمرو أم لم يسمع.

(من تعلم لغة قوم أمن مكرهم) هذا الحديث بحث عنه الباحثون فلم يجدوا له أصلا، وإن كان معناه صحيحا، لكن لا يجوز لنا أن نضيف إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلا ما ثبت عنه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير