تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعض الأئمة عند تسوية الصفوف يقول (استووا فإن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج)، وهذا لا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ويكفي أن تقول: استووا، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول (لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم).

(من قال حين يسمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدا رسول الله، ثم ينفث في ظفري إبهاميه ويمسح بهما عينيه ثم يقول: مرحبا بحبيبي وقرة عيني. قال: فمن قالها فإنه لا يرمد) الحديث ذكره الشوكاني في «الفوائد المجموعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة».

(أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن يرد المدينة فليأت الباب). فيه عبدالسلام بن صالح أبوالصلت الهروي وهو متروك.

والصحيح كاف. يكفي ما صح عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويكفي كتاب الله، فإن نبينا محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). هذا مروي عن علي بن أبي طالب، وعن المغيرة بن شعبة، وعن الزبير بن العوام وعن قدر ستين صحابيا.

ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- (من حدث عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).

قول العلامة الوادعي في قول (إن من أهل العلم من أجاز أن يحدث بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال)

نعم، أجازه عبدالرحمن بن مهدي، والإمام أحمد، والإمام البيهقي، وجمع من العلماء لكنهم يعنون الحسن، بدليل أنهم مثلوا بمحمد بن عمرو بن علقمة وأمثاله، وجعلوا حديثه ضعيفا، والمتأخرون يحسنون حديثه. فهم يريدون الحسن.

ومن أجاز التحديث بالحديث الضعيف، فإنما يجيزه بثلاثة شروط

الشرط الأول: أن لا يشتد ضعفه.

الشرط الثاني: أن يكون مندرجا تحت أصل من الأصول.

الشرط الثالث: أن لا يشتهر العمل به، وأن لا يعتقد ثبوته.

أما الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- فإنه يقول في كتابه «الفوائد المجموعة»: وهو شرع ومن ادعى التفصيل فعليه البرهان.

قد يقول قائل أو يظن ظان أن المشتغل بتصحيح حديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يشغله عن الدعوة، لا، بل يقويك على الدعوة، وتصبح حاكما، تستطيع أن تحكم على الخطيب، وعلى الصحفي، وعلى المؤلف، فكم من حديث ضعيف يختلف الناس فيه، وهو حديث ضعيف. منهم من يقول به، ومنهم من لا يقول به.

ومن الأمثلة على هذا: حديث أن جماعة من الصحابة ضحكوا في الصلاة، ثم أمرهم النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يعيدوا الصلاة، وأن يعيدوا الوضوء.

هذا حديث من طريق أبي العالية الرياحي، وقد قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-: حديث أبي العالية رياح. يعني لا يثبت هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

ومن الأمثلة على هذا أي على الأحاديث الضعيفة والموضوعة: ما جاء في «فيض القدير» وفي «المجموع» المنسوب لزيد بن علي: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رأى رجلا يعبث بلحيته، وهو في الصلاة، فقال: «لو خشع قلب هذا لسكنت جوارحه». هذا الحديث يحدث به كثير من الناس، مع أنه لا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

ومن الأمثلة على هذا: «صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي: العلماء والأمراء». الحديث معناه صحيح، لكن لا يجوز لك أن تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لأنه ما كل ما يصح معناه يجوز لك أن تضيفه إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

فالأحاديث الضعيفة كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في كتابه «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» سبب من أسباب الفرقة، تجد الرجل قد استدل بحديث، فيأتي آخر ويضعفه، وليس معنى هذا أنه لا سبيل إلى أن تعرف الحقيقة.

«رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»

من أهل الخير، ومن الناس الطيبين من يحب علم الحديث، ويحب أهل الحديث، لكنه يرى أن الأئمة قد اختلفوا في التجريح والتعديل، واختلفوا في التصحيح والتضعيف، فيظن أنه لا سبيل إلى ذلك، لأن الأئمة رضوان الله عليهم وضعوا قواعد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير