تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلا بد أن تسأل العلماء، وأن ترحل إلى العلماء، كما كان العلماء السابقون يرحلون. فربما رحلوا من أجل حديث واحد، ونحن الآن معشر المسلمين يتغرب أحدنا عشر سنين، أو خمس سنين، أو سنتين من أجل الدنيا، أولئكم كانوا يتغربون، وكانوا يرحلون من أجل العلم، لعلمهم أنه لا قوام للأمة الإسلامية إلا بالعلم، لاسيما وبلدنا معشر اليمنيين فقيرة من العلم نحن محتاجون إلى شباب يدرسون كتاب الله ويحفظون كتاب الله، وإلى شباب يحفظون سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

والأمر سهل جدا لو تغرب طالب العلم مدة يسيرة استطاع أن يحفظ القرآن ومدة يسيرة يستطيع أن يعرف كيف يستفيد من الكتب العلمية يستطيع أن يستفيد في مدة يسيرة. يسر الله ذلك إنه على كل شيء قدير

أسئلة في المصطلح

س/ في كتب المصطلح ذكروا أن الرجل المشهور بالطلب ولم يثبت فيه جرح ولا تعديل، نص بعضهم مثل المزي، والذهبي، وابن القطان، وابن حجر، وغيرهم على قبول روايته، حتى يثبت جرح فيه، وأن أمره محمول على العدالة، وكان هذا منهم مصيرا على مذهب ابن عبدالبر، في الحديث الذي ذكروه، واعترضه ابن الصلاح.

بعضهم قال إن هذا متعين في زمننا، وهذا الذي عليه العمل. فنريد أن نعرف أن الرجل إذا لم يثبت فيه جرح ولا تعديل لكنه معروف عند أهل العلم، هل حديثه محمول على الاحتجاج به، أم ماذا؟

ج/ الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد

فالسؤال عن الرجل المحدث المشهور بالطلب، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل، ذكر صاحب «فتح المغيث» أن الرجل إذا كان مشهورا بالطلب، ولم يأت فيه جرح ولا تعديل أنهم يقبلونه، وهكذا الإمام الذهبي -رحمه الله تعالى- لكن صاحب «فتح المغيث» مثل بالإمام مالك -رحمه الله تعالى-، فالإمام مالك مشهور بالطلب وقد وثق، فإذا حصل من هذا النوع وكان مشهورا بالطلب وتتلمذ له معاصروه.

مثل يحيى بن سعيد القطان، أو يحيى بن معين، أو الأئمة من أمثالهما فيقبل، وإن لم يأت فيه جرح ولا تعديل، لأنه لو كان ضعيفا لضعف، والأصل في المسلمين هو العدالة، ولكنه يضاف إلى العدالة الحفظ -لا بد من معرفة الحفظ- إلا أنه لو كان مخلطا لصاحوا به، فهذا مستقيم إن شاء الله تعالى، ولا يقدح فيه أنهم يشترطون العدالة ويشترطون الضبط، لو لم يكن عدلا لما تتلمذ له، لا أقول إنه لو لم يكن عدلا لما تتلمذ له مثل يحيى وغيره، فإنهم قد تتلمذوا للعدل ولغيره، فقد قال بعضهم إننا نسمع الحديث للفائدة ونسمعه للنظر في حال صاحبه.

لكن أقول لو كان مخلطا أو كان ليس بثقة لصاح به مثل يحيى بن معين، ومثل يحيى بن سعيد القطان، وهكذا الإمام أحمد والبخاري، والله أعلم.

س/ بارك الله فيك، المسألة على طرف آخر، فإن ابن الصلاح وغيره من الأئمة الذين تكلموا في المصطلح ذكروا أن العدالة تثبت إما بالشهرة مثل الذين ذكرتهم -يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهم- وإما بالتنصيص على ذلك من واحد من العدول، لكن مسألتنا في جانب آخر رجل لم يكن مشهورا عند أئمة الجرح بالتوثيق، لأن مثل الإمام مالك -رحمه الله تعالى- أمره مستفيض وأمره مشهور بالعدالة، فشهرة هؤلاء أقوى من أن يعدلهم أحد الناس لكن مسألتنا مثل ما قالوا هنا في غير هؤلاء المشاهير، رجل قالوا إنه (معروف). أو على سبيل المثال قالوا إنه (حافظ) أو (ضابط).

ج/ هذا أمر آخر قالوا (معروف) لا تكفي، (حافظ) أو (ضابط) أو كذا يقبل منهم لأنه مثل أئمة الجرح والتعديل إذا أطلقوا مثل هذه العبارات على المحدث، فلو كان به جرح لصاحوا به مثل أبي حاتم الرازي، ومثل أبي زرعة، ومن تقدم ذكرهم، لو سمعوا عنه ووجدوه مجروحا، لا يتركونه. فتتلمذهم له، وشهرته، ولا بد أن يكون مشهورا بالطلب، وتتلمذ له أئمة من أئمة الجرح والتعديل، فلو كان ضعيفا لصاحوا به.

س/ رجل وصف بأنه (عابد) أو (مقل)، ليس في وصفه إلا هكذا، فهل يعتبر بحديثه، ويستشهد به؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير