تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شأن يغنيه.

وقد كتبت رسالة بعنوان: ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها))، طبعت هذا العام 1430هـ، ذكرت فيها الأدلة على وجوب الحجاب ومنع الاختلاط، ونقلت فيها نقولاً في ذم الاختلاط ومنعه عن الإمام ابن القيم والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وعن الملك عبد العزيز والملك فهد رحمهم الله جميعاً، وأكتفي هنا بنقل كلام الإمام ابن القيم وكلام الملك فهد في تعميمه بمنع الاختلاط، قال ابن القيم رحمه الله في الطرق الحكمية (ص: 281): ((ومن ذلك أن ولي الأمر يجب عليه أن يمنع من اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق والفُرَج ومجامع الرجال))، وقال (ص:281): ((ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة) وقال: ((فمن أعظم أسباب الموت العام كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال والمشي بينهم متبرجات متجملات، ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية ــ قبل الدين ــ لكانوا أشد شيء منعاً لذلك) وقال الملك فهد رحمه الله في تعميمه على الدوائر الحكومية رقم 2966/م بتاريخ 19/ 9/1404هـ: ((نشير إلى الأمر التعميمي رقم 11651 في 16/ 5/1403هـ المتضمن أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سواء في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن، سواء كانت سعودية أو غير سعودية، لأن ذلك محرم شرعاً، ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد، وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال، فهذا خطأ يجب تلافيه، وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه ... )) من (مجلة البحوث الإسلامية العدد 15 ص 274)، وأكد ذلك بتعميمه رقم 759/ 8 بتاريخ 5/ 10/1421هـ، وقد ذكرت نصه في المقال المنشور بتاريخ 18/ 2/1430هـ بعنوان: ((دعاة تغريب المرأة ومتبعو الأهواء والشهوات هم الذين وراء بدء انفلات النساء أخيراً في بلاد الحرمين)).

وإن من المؤسف قيام وزارة التربية والتعليم في عهدها الجديد بالإذن لمدارس أهلية للبنات بقبول البنين في الصفوف الأولية الأول والثاني والثالث من المرحلة الابتدائية يتولى تدريسهم نساء على أن يكون تدريسهم في صفوف خاصة بهم في تلك المدارس، وهذه بداية سيئة وأمر منكر، وهؤلاء الأبناء وإن درسوا في فصول خاصة بهم فإنهم يختلطون مع البنات من جميع الفصول الستة قبل ابتداء كل درس وبعده من بدء اليوم الدراسي إلى نهايته، وهو أيضاً ذريعة إلى امتداد ذلك إلى الصفوف الأخيرة الابتدائية وما بعدها من مراحل الدراسة، وبدءُ هذا الحدث في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله إساءة إليه وإلى سمعته، والمأمول منه حفظه الله القضاء عليه في مهده بالتوجيه لوزارة التربية والتعليم بإيقافه ومنعه، وقد كتبت كلمة بعنوان: ((لا يجمع بين البنين والبنات في الصفوف الأولية الابتدائية)) نشرت بتاريخ 13/ 9/1430هـ، وقد بعثت نسخة من هذه الكلمة برفق رسالة إلى سمو وزير التربية والتعليم في تاريخ 20/ 9/1430هـ، مما جاء فيها: ((وقد تردد أخيراً ذكر التفكير بجعل الصفوف الأولية في المدارس الابتدائية للبنين ملحقة بمدارس البنات يتولى التدريس فيها نساء، فإن كان ذلك صحيحاً فهو تفكير في تجديد غير سديد، والواجب بقاء التدريس في الصفوف الأولية وغيرها منفصلا على ما كان عليه منذ تأسيس تعليم البنات، وقد كتبت كلمة بعنوان: ((لا يُجمع بين البنين والبنات في الصفوف الابتدائية الأولية))، تجدون برفقه نسخة منها، ومن الخير لسموكم ألا يحدث في فترة ولايتكم هذه الوزارة أي إجراء يكون فيه الإساءة لسمعتكم وسمعة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لكونه أحدث منكم في عهده، مع ما يترتب على ذلك من آثام في الحياة وبعد الممات.)).

وأسأل الله عز وجل أن يحفظ على بلاد الحرمين أمنها وإيمانها وسلامتها وإسلامها وحشمة نسائها، وأن يوفق خادم الحرمين الملك عبد الله لأن يكون عهده عهد صلاح وإصلاح سالماً من أن يقع فيه ما لا يرضاه الله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

الجمعة 18/ 11/1430هـ

منقول بتصرف يسير

المصدر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير