تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الاشتباك المطلق.

فهذا الخاتم يختص بمن لايمنعه فعلٌ عن فعل، ولايغيب عنه شئ، ولايثقل عليه شئ.

ـ[خلوصي]ــــــــ[23 Apr 2010, 08:13 ص]ـ

.........

كانت تلك قطعة للتذوّق فقط .. و البداية من هنا:

الرسالة الاولى

لمعات

من شمس التوحيد

[النص العربي للكلمة "الثانية والعشرين"]


بسم الله الرحمن الرحيم
سبحانك يامن تُسبِّحُ بحمدك هذه الكائناتُ السيالة .....
...........
في بيان جواهر من خزائن هذه الآيات:

(الله خَالِقُ كُلِّ شيء وهوَ على كُلِّ شَيء وَكِيلٌ _ لَهُ مَقاليدُ السَّمواتِ والأرضِ)
(فَسُبحَانَ الَّذي بيدهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شئٍ)
(وإنْ من شئٍ إلاّ عِندَنا خَزائِنهُ)
(مَا من دآبةٍ إلاّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها)

يا أيها الغافل المنغمس في الأسباب!

إنّ الأسباب حجابُ تصرّف القدرة؛ إذ العزةُ والعظمة تقتضيان الحجابَ، لكنَّ المتصرف الفعال هو القدرة الصمدانية؛
إذ التوحيد والجلال هكذا يقتضيان ..
إذ سلطان الأزل له مأمورون، لكن ليسوا وسائط الإجراء حتى يكونوا شركاء سلطنة الربوبية، بل هم من الدلالين الذين يُعلنون إجرآت الربوبية، ومن النُظَّار الذين يشاهدون ويشهدون، ويكتسبون - في الانقياد للأوامر التكوينية - عباداتٍ تُناسبُ استعداداتهم. فهذه الوسائط لإظهار عزةِ القدرة وحشمة 1الربوبية.
وأمّا السلطان الإنسانيّ، فلعجزه واحتياجه يحتاج إلى وسائط ومأمورين يشتركون في سلطنته .. فلا مناسبة بين المأمور الإلهي والإنساني.
نعم، إن نظر أكثر الغافلين لايدرك حُسنَ الحادثات ولايعرف حِكمَتَها، فيشتكي بلاحقٍ، ويعترض جهلاً. فُوضِعَتِ الأسبابُ لتتوجه الشكاوى إليها.
وإذا وُفِّقَ أحدٌ لدَرك الحكمة والحقّ ارتَفعَت الأسبابُ عن نظره.
.............

تنبيه:
إنّ التوحيد توحيدان:
الأول: توحيد عامي يقول: "لاشريك له، ليس هذه الكائنات لغيره" فيمكن تداخل الغفلات بل الضلالات في أفكار صاحبه.
والثاني: توحيد حقيقي يقول: "هو الله وحدَه له الملك، وله الكون، له كل شئ" فيرى سكتّه على كل شئ ويقرأ خاتمه على كل شئ، فيثبته له إثباتاً حضورياً. لايمكن تداخل الضلالة والاوهام في هذا التوحيد.
فنحن نُسمِعُكَ لمعاتٍ من هذا التوحيد , استفدناها من القرآن الحكيم:
ـــــــــــ
1 عظمتها وهيبتها.

ـ[خلوصي]ــــــــ[01 May 2010, 11:54 م]ـ
اللمعة الأولى:
إنَّ للصانع جلَّ جلاله على كلِّ مصنوعٍ من مصنوعاته سَكَّةً خاصّةً بمن هو خالق كل شيء .. وعلى كل مخلوق من مخلوقاته خاتماً خاصاً بمن هو صانع كل شيء .. وعلى كل منشور من مكتوبات قدرته طغراء غرّاء لاتُقلّد , خاصةً بسلطان الأزل والابد.
مثلاً: انظر مما لا يعد من سَكّاته، إلى هذه السكة التي وضعها على " الحياة " ..
انظر إلى الحياة كيف يصير فيها شيءٌ كلَّ شيءٍ. وكذا يصير كلُّ شيءٍ شيئاً ..
نعم! يصير الماء المشروب - بإذن الله - مالايعد من أعضاءٍ وجهازاتٍ حيوانية، فصار شيءٌ بامر الله كلَّ شئ .. وكذا يصيرُ جميعُ الأطعمة المختلفة الاجناس - بإذن الله - جسماً خاصاً وجلداً مخصوصاً وجهازاً بسيطاً، فيصير كلُ شيءٍ شيئاً لأمر الله. فمَن كان له عقل وشعور قلب يفهم:
أنّ جعلَ شيءٍ كلَّ شيءٍ وجعل كلِّ شيءٍ شيئاً سكةٌ خاصةٌ بصانع كل شئ وخالق كلّ شئ جلّ جلاله.

ـ[خلوصي]ــــــــ[10 May 2010, 01:25 م]ـ
اللمعة الثانية:
انظر إلى خاتمٍ واحدٍ من الخواتمِ الغيرِ المعدودةِ الموضوعةِ على " ذوي الحياة " وهو:
أنَّ الحيَّ بجامعيّته كأنّه مثالٌ مصغّرٌ للكائنات،
وثَمرٌ مُزْهِرٌ لشجرةِ العالم،
ونَواةٌ منوّرةٌ لمجموعِ الكون،
أدرج الفاطرُ فيه أُنموذجَ أكثرِ أنواعِ العالمِ،
فكأنَّ الحيَّ قطرةٌ محلُوبةٌ من مجموع الكون بنظاماتٍ حكيمةٍ معينةٍ،
وكأنهُ نقطةٌ جامعةٌ مأخوذةٌ من المجموع بموازينَ حسّاسةٍ علميةٍ،
فلا يُمكن أن يَخْلُقَ أدنى ذي حياةٍ إلاّ مَن يأخذُ في قبضةِ تصرُّفه مجموعَ الكائنات.
فمَن كان له عقلٌ لم يفسدْ يفهمُ:
أنّ مَن جعل النّحل - مثلا - نوعَ فهرستةٍ لأكثر الأشياءِ،
ومَنْ كَتب في ماهيّةِ الإنسان أكثرَ مسائلِ كتابِ الكائنات،
ومَنْ أدرجَ في نواةِ التِّينةِ هندسةَ شجرةِ التّينِ،
ومَنْ جعلَ قلبَ البشرِ أنموذجاً ومرصاداً لآلافِ عوالم َ،
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير