تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4ـ قوله: (فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ) نقول: هذا من أقبح التلبيس والتلاعب بعقول القراء، وإلا؛ فما نصَّ عليه القرآن من ذلك راجع إلى تشريعه سبحانه وحكمته بمشيئة وقت نزول القرآن (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)، وليس ما ذُكر في هذه الآية مما وعد الله بحفظ القرآن منه، فإدخاله فيه غايةٌ في المغالطة والتلبيس.

5ـ قوله: (مع أن لنا رأيا في هذه الآية ـ يريد: ماننسخ من آية أو ننسها ـ فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته)، نقول: أبنْ لنا عن رأيك في معنى الآية، وقولك: (فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن) نقول: في هذا ما في الذي قبله من اللبس والتلبيس؛ فالتغيير الذي تدل عليه الآيات هو من قِبَل الله الذي أنزل القرآن، فهو بمشيئة الله وعلمه وحكمته ولا يكون إلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) التغيير قد انقطع بموته صلى الله عليه وسلم لانقطاع الوحي، وأما التغيير الباطل فهو ما يحصل من فعل الناس عمدا أو خطأ، وهذا ما وعد الله بحفظ كتابه منه، وعصم منه هذه الأمة أن تُجمع على شيء منه، وقد أجمعت الأمة على هذا القرآن المكتوب في مصاحف المسلمين المحفوظ في صدور الحافظين المتلوِّ في المحاريب بألسن القارئين، وأجمعوا على سلامته من التحريف والتغيير والتبديل، كما أجمعوا على كفر من ادعى ذلك في القرآن، و أنه مرتد وإن زعم أنه مسلم.

وقول هذا المشكك في سلامة القرآن: (وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته) هو من جملة التمويه على القارئ؛ فإن كل ما يحدث في الوجود من خير وشر وحق وباطل هو بعلم الله ومشيئته، فهي كلمة حق أريد بها باطل.

وبعد ما تقدم أقول: يجب الحذر من صاحب هذا الكلام المسؤول عنه، فإنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره، نسأل الله أن يقينا والمسلمين شر المفسدين والملحدين، وأن يمن علينا بالثبات والبصيرة في الدين، كما ندعو هذا الرجل إلى التوبة إلى الله قبل أن يدركه الموت، وأن يعلن إيمانه بسلامة القرآن من التغيير والتبديل، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أملاه

عبدالرحمن بن ناصر البراك

الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الرياض في 7ربيع الأول 1430

شبكة نور الإسلام / http://www.islamlight.net/index.php?...=1331&id=30720 (http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=31&catid=1331&id=30720)

ـ[ابو زيد]ــــــــ[05 May 2010, 03:15 ص]ـ

أخوة الكرام السلام عليكم ورحمة وبركاته:

لماذا هذا الاستعجال في الحكم على الرجل المفكر الكبير العملاق عفى الله عنه ورحمه؟

فالجابري لا شك أنه عميق الفكر جزيل الأسلوب أنتهج منهجية معمقة لدراسة التراث وتحليل نظمه المعرفية والقيمية.

قضى في ذلك عمرا مديدا توصل إلى نتائج مميزة لا يخالفه فيها إلا مكابر وقال أمورا جانب الصواب فيها وخطئه فيها خطأ جليا بينا. هذا في يتعلق بنتاجه الفكري.

بقي حكمنا وموقفنا الشخصي منه و الأمر هذا يردنا إلى ما نعلمه من مسلمات المنهج السلفي فإن من منهج أهل السنة والجماعة أنهم أهل الحق وأرحم الخلق بالخلق نرجو للمحسن ونخشى على المسيء.

فما سبب غضبنا ممن ترحم عليه ونحن لا نستطيع أن حكم على حاله في الدنيا فكيف بحاله في الأخرة؟

كما لا نعلم ما ختم له في آخر أيامه فكم من تائب قبل موته بساعات قبل الله توبته وبدل سيئاته حسنات؟

أخوتي إن كان الجابري ممن نخشى عليهم فلما لا ندعو له مع علمنا بإسلامه وأمر سريرته لربه – مع وقوعه في أخطاء - نسأل الله أن يغفر له ويعفو عنه فيها.

أخيرا لماذا هذه الجرأة في الحكم عليه وعلى غيره كأننا قد أمنا على أنفسنا الفتنة.

ما أحسن الورع في مثل هذا المقام.

أسأل الله جلت قدرته أن يغفر لي ولكم وللجابري فرحمت ربي وسعت كل شيء.

ـ[محمد نصيف]ــــــــ[05 May 2010, 06:17 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الإخوة الأحباب، أنا لا أعرف عن محمد عابد الجابري الذي تختصمون في شأنه إلا اسمه رغم أن تخصصي هو البلاغة العربية، وإنما كنت أسمع اسمه من بعض الأخوة وكنت أفهم من سياق الكلام أنه من أهل الحداثة كأدونيس ونحوه، فهل فهمي هذا صحيح فإن كان صحيحاً فإنني أتعجب من ذكر خبر وفاته في ملتقى أهل التفسير أصلاً فضلاً أن تتوالى عليه الدعوات - رغم أني لا أدعو إلى سبه ولا لعنه -، وإن كان من أهل الخير - ولو حصل منه اجتهاد خالفه فيه غيره - فالترحم عليه أمر لا غبار عليه، أفيدوني رحمكم الله

ـ[محمد نصيف]ــــــــ[05 May 2010, 06:33 ص]ـ

وأنا في سؤالي لم أتعرض لمسألة قراءة كتبه و الإفادة منها فهذا يصدق على كل كاتب وكل كاتب - في ظني -

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير