تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كان جدي لأمي يحفظ القرآن الكريم ويتلوه بالسبعة، وكان أبوه من قبلِه مُقرئا من طبقة الفِطحلِ الشيخ محمد رفعت على الجميع سحب الرحمة والرضوان، ومن بعدِه حفظت أمي القرآن على كِبَر بعد أن جاوزت الخمسين، أما أبي فهو أحد من أسسوني في القرآن الكريم تجويدا وترتيلا، وهو على هذا مُجاز أيضا بحفص، كما إنني متزوج ولله الحمد، وقد رزقت باثنين، والثالثُ إن أذن الله قريبا، فلله الحمد والفضل والمنة، "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ، وأن أعمل صالحا ترضاه، وأصلح لي في ذريتي، إني تبت إليك وإني من المسلمين" آآآمين.

وبعدُ أيضا:

فإن مما ينبني على ما سبق: أنني لستُ شيخا، فما زلت في مَيْعَةِ الصِّبَا وعنفوان الشباب!! وأسأل الله على ذلك من العمر أمَدَّه: في صحة إيمانٍ وحُسنِ عملٍ، والخاتمةَ: شهادة في سبيله ولو على فراشي، فقولوا آآآمين.

أما الدراسة: فأخوكم تخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، في كلية العلوم الاجتماعية، في قسم المكتبات والمعلومات، وكنت أتمنى أن أدخل كلية الشريعة أو أصول الدين، ولكن حيل بيني وبينهما والحمد لله، وسبقها دراسة المراحل التعليمية كاملة بالمملكة السعودية؛ ابتداء بالابتدائية ومرورا بالمتوسطة (الإعدادية) وانتهاء بالثانوية، ولما عدت إلى مصر أواخر 1418هـ؛ أديت الخدمة العسكرية وانخرطت في أعمال المعاش، فأنا موظف بالجامعة - جامعة المنوفية، وأعمل بعد الظهر في المجال الحر في تركيبات محطات وفلاتر المياه التي تعمل بتقانة: التناضح العكسي ( RO)، كما أنني طالب في المرحلة العالية في معهد القراءات الأزهري بمدينتنا، حيث أدرس العشر القراءات الصغرى حاليا، ولله الفضل والمنة.

أما الدراسة والتخصص غير النظامي: فعدا دراسة العلوم الشرعية المكثفة التي كانت في التعليم السعودي؛ فقد درست الفقه الحنبلي من زاد المستقنع بشكل أساسي على قاضي بلدتنا آنذاك - الدرعية؛ وكانت من أعمال الرياض وقتها، وهي الآن محافظة مستقلة - وهو الشيخ الفاضل عبد الله السليمان حفظه الله وبارك في علمه، وإن كنت لم أتم معه المشوار إلى آخره إذ سافرت إلى مصر، كما درستُ علوم المصطلح والتفسير وغيرها في دورات عدة كانت تعقد في مساجد الرياض العامرة، وكان لعلوم اللغة والأدب ثِقَلٌ لا يُنكر في أكثر من ساحة.

أما مسيرتي مع القرآن الكريم: فمبداها بتوفيق الله من الوالدين، ثم مع مقرئة بلدتِي شبين الكوم: الشيخة الفاضلة حِكْمَتْ بنت سليمان الشنوفي الشافعية (1347 – 1417هـ) عليها رحَمات الله تترى، وعليها حفظت رُبُع القرآن الكريم، ثم لما انتقلتُ إلى الدرعية صغيرا تنقلتُ بين حِلَقِ التحفيظ فيها، حتى دخلتُ الجامعة ولم أزد كثيرا على ما حفظته على الشيخة حكمت عليه رحمات الله، فقيض الله لي أخا كريما وشيخا فاضلا؛ هو الشيخ أبو أسامة أحمد الغشيان، وكان إبَّان ذلك طالبًا بجامعة الإمام في كلية الشريعة، فحفظتُ القرآن الكريم بفضل الله ثم بسببه، فلما ختمتُ؛ قَيَّضَ الله لي أول شيخ أقرأ عليه وأعرف منه معنى الإجازة، فقد تلقفني - وكنتُ بفضل الله ثم برعاية الوالد الكريم أتقن تجويد القراءة عمليا ونظريا – وأفهمني أهمية السند والإجازة بعد الإتقان، وهو فضيلة الدكتور الشيخ أبي عمر عبد العزيز بن مصطفى كامل؛ مشرف موقع لواء الشريعة، فقرأتُ عليه حفصا من طريق الشاطبية في بحر سنة وأشهرٍ، وهي أول السُّلمِ؛ سُلَّمِ القراءات، فلما ختمتُ أولمتُ، ولم يقبل الشيخ أن يُجيزني، فتوسطتُ عنده ببعض المشايخ؛ فأخبرهم أن مشايخه أحياء، وأنه ليس من الأدب ولا من مقامه أن يُجيز! أسأل الله أن يُكثِر أهل التواضع والفهم، المهم أنه بعد وَسَاطات ومداولات أجازني كتابة كما أجازني شِفاها، وكان ذلك في الدرعية عام 1417هـ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير