تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بانتهاء المجموعة التي تقرأ علىَّ الآن يصل مجموع من أجيز (ثلاثين) من كان منهم أو منهنّ بالإفراد أو بالجمع، بالإضافة إلى جمعٍ آخرين لم أحصهم تلقوا المتون فقط أو مذكرة مختصر شرح المقدمة الجزرية.

من المشاهير الذين قرؤوا عليّ:

فضيلة الشيخ المقرئ: محمد المحيسني / فضيلة الشيخ المقرئ: فارس عبّاد. فضيلة الشيخ هتلان الهتلان القاضي بالمحكمة الجزئية / د. إبراهيم جميل أستاذ النحو والصرف بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.

والشيخان المقرئان: عادل عامر وسامح فاروق من قراء الشبكة الإسلامية Islam Web.

قصة قصيرة (وفيها إيجاز لفترة الصبا)

بَعْدَمَا شَقَّ الرَّجُلُ الأُمِّيّ طَرِيقَهُ مِنْ قَرْيَتِهِ بِالصَّعِيدِ إلَى القَاهِرَةِ يَطْلُبُ فِيَها الرِّزْقَ كَأَمْثَالِهِ مِنَ الأُمِّيِّينَ الذين أنهَوْا الخِدْمَةَ العَسْكَرِيَّةَ ـ طَلَبَتْهُ أُمُّهُ لِتُخْبِرَهُ أَنَّهَا قَدْ خَطَبَتْ لَهُ مِنْ قَرْيَةٍ مُجَاوِرَةٍ اسْمُهَا (الكَرْنَكُ) فَتَاةً جَمِيلَةً وَهِيَ ابْنَةُ (أَبِي الحَسَنِ) يَتِيمَةٌ وَتُرَبِّيهَا وَإِخْوَتَهَا أُمُّهُمْ، وَقَدْ أَعَدَّتْ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ لِيَأْتِي لِيَدْخُلَ بِهَا ثُمَّ يَعُودُ مَعَهَا إِلَى القَاهِرَةِ، وَلِتَبْدَأَ مَتَاعِبَهُ مَعَ الإنْجَابِ وَمَوْتِ الأوْلَادِ أَوَّلا بِأَوَّلٍ وَكَانَ رَجُلا صَبُورًا عِصَامِيًّا لا يَفْتُرُ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ لَيْلا وَنَهَارًا قَوَّامًا بِالليْلِ .. يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ حَتَّى مَوْتِهِ ...

وَيَصِلُ العُمُرُ بِالرَّجُلِ الأمِّيِّ الْخَاِمسَةَ وَالأرْبَعِينَ فَتَرَى امْرَأَتُهُ ـ أَثْنَاءَ حَمْلِهَا ـ بِالْمَنَامِ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ المَقَامَاتِ التِي يُعَظِّمُونَهَا بِبَلَدِهِمْ؛ فَظَنَّتْ كُلَّ الظَّنِّ أَنَّهَا تَحْمِلُ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَلَدًا وَأَنَّهُ سَيَعِيشُ وَأَنَّهَا سَتُسَمِّيهِ (عَلِيًّا) عَلَى اسْمِ شَيْخِهَا الَّذِي رَأَتْهُ.

وَبِالطَّبْعِ لَمْ يَمُتْ بِدِلالَةِ كِتَابَتِهِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ! أَمَّا الشَّيْخُ فَقَدْ فَرِحَ بِالْمَوْلُودِ أَيَّمَا فَرَحٍ، وَاعْتَنَى بِأَمْرِهِ أَيَّمَا اعْتِنَاءٍ، وَأَرْضَعَتِ الأُمُّ الوَلِيدَ سَجَايَا حَسَنَةً بِالْمُعَاَيَشَةِ وَالْمُرَافَقَةِ .. مِنْهَا: التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ وَشِدَّةُ الْكَرَمِ، وَالاهْتِمَامُ بِأَمْرِ النَّاسِ ـ أَصْحَابَ الابْتِلاءَاتِ ـ وَالْعَفْوُ وَعِزَّةُ النَّفْسِ وَالإبَاءُ ـ حَفِظَهَا اللهُ.

وَلَمَّا بَلَغَ الرَّابِعَةَ مِنَ عُمُرِهِ ذَهَبَ بِهِ أَبُوهُ لِكُتَّابِ الْحَيِّ؛ فَكَانَتْ أُمْنِيَتُهُ أَنْ يَحْفَظَ هَذَا الطِّفْلُ الْقُرْآنَ، وَكَانَ شَّيْخُ الْكُتَّابِ يُلَقَّبُ بِالأزْهَرِيِّ،يَعْمَلُ أَشَقَّ الأعْمَالِ وَأشْقَاهَا بِالنَّهَارُ،وَيَجْتَمِعُ لَدَيْهِ الصِّبْيَةُ مِنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ آخِرَ النَّهَارِـ وَكَانَ لَهُ حَظٌّ وَافِرٌ مِنَ حُسْنِ الْخَطِّ وَالصَّوْتِ وّقُوَّةِ الْخَطَابَةِ وَبَيَانِ الْحُجَّةِ، لَمْ يَتْرُكِ الطِّفْلُ مِنْهَا شَيْئًا إلا وَتَعَلَّمَهُ مِنْهُ لِمَحَبَّتِهِ إيَّاهُ حُبًّا جَمًّا ـ وَكَانَ يَتَقَاضَى خَمْسَةَ عَشَرَ قِرْشًا بِالشَّهْرِ، يُحْضِرُ لَنَا مِنْهَا الْحَلْوَى خَاصَّةً مَنْ يُجِيدُ الْكِتَابَةَ وَالْقِرَاءَةَ وَحِفْظَ القِصَارِ وَاقِفًا أَمَامَ الطُّلابِ، وَكُنَّا نَرْهَبُ جَانِبَ الشَّيْخِ إِذْ لا يَعْرِفُ أَحَدًا إِذَا غَضِبَ! خَاصَّةً غَضَبُهُ حِينَ جَاءَتْهُ أُمِّي لِتَعْتَرِضَ عَلَى أَنَّهُ قَدْ رَفَعَ التَّسْعِيرَةَ مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ إِلَى خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ قِرْشًا بِالشَّهْرِ .. وَبَعْدَ حِوَارٍ بَيْنَهُمَا ارْتَفَعَ فِيهِ صَوْتُ أُمِّي عَلَى الشَّيْخِ وَهِيَ تَقُولُ حَرَامْ عَلِيكْ خَفْ رَبَّكْ .. خَمْسَةْ وَعِشْرينْ قِرْشْ؟!!) رَضِيَ مُبْتَسِمًا وَاسْتَثْنَانِي مِنَ الزِّيَادَةِ وَكَانَ ذَلِكَ بِمَثَابَةِ انْتِصَارٍ لأمِّي أَخَذَتْ تَحْكِيهِ لَنَا ولأبِي أَيَّامًا وَلَيَالِيَ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير