تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كُلُّ هَذَا وَالشَّيْخُ الأمّيُّ يَزْدَادُ خَوْفًا عَلَى وَلَدِهِ مِنَ الْعَيْنِ حَتَّى بَلَغَ بِهِ مَبْلَغَهُ؛ إِذْ كَانَ لا يَسْمَحُ لَهُ بِأَنْ يَمْشِي بِجَانِبِهِ فِي الطَّرِيقِ أوْ أنْ يَقِفَ جِوَارَهُ فِي الصَّلاةِ بِالْمَسْجِدِ حَتَّى لا يَحْسِدَهُ أحَدٌ عَلَى ابْنِهِ هَذَا ..

وَبِنِهَايَةِ الدِّرَاسَةِ الْجَامِعِيَّةِ يَتِمُّ تَرْشِيحُهُ للتَّعْيِينِ بِقِسْمِ الأدَبِ وَالنُّصُوصِ مُعِيدًا بِفَرْعِ كُلِّيَّةِ دَارِ الْعُلُومِ بِالْفَيُّومِ جَامِعَةَ الْقَاهِرَةِ، وَقَدْ حَمَلَ لَهُ خَبَرَ التَّعْيِينِ د. أحْمَدُ عَلامٌ عَمِيدُ الْكُلِّيَّةِ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ لَكِنَّ الأمْرَ لَمْ يَتِمَّ إِذِ اسْتُبْدِلَ الشَّابُّ بِآخَرَ مِنْ دُفْعَةٍ سَابِقَةٍ لِّعُلُوِّ تَقْدِيرَاتِهِ الْقَدِيمَةِ عَلَى صَاحِبِنَا، فَبَلَغَ مِنْهُ الْحُزْنُ أقْصَى مَا يَبْلُغُ الْمَكْلُومُ مِنَ النَّاسِ!! لَكِنَّهُ أتَمَّ الدِّرَاسَةَ فِي قِسْمٍ آخَرَ كَانَ أكْثَرَ مَيْلًا إلَيْهِ وَهُوَ الْفَلْسَفَةُ الإسْلامِيَّةُ ـ وَتُسَمَّى فِي بَعْضِ الْبُلْدَانِ قِسْمَ الْعَقِيدَةِ أوْ مُقَارَنَةَ الأدْيَاِن ـ وَتُسَمَّى شَهَادَتُهَا السَّنَةَ التَّمْهِيدِيَّةَ لِلْمَاجِسْتِيرِ حَتَّى أنْهَاهَا بِنَجَاحٍ .. ثُمَّ بَدَأَتِ الرِّحْلَةُ الْمُبَارَكَةُ إلَى بِلَادِ الْخَيْرِ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ لِلْعَمَلِ.

وَكَانَ الفَتَى فِي كُلِّ مَرَّةٍ يُسَافِرُ فِيهَا يَتَوَجَّسُ خِيفَةَ أنْ يَمُوتَ الشَّيْخُ الأمِّيُّ فِي غَيْبَةٍ عَنْهُ؛ حَيْثُ شَارَفَ الثَّمَانِينَ مِنَ الْعُمُرِ! وَقَدْ كَانَ يَعْلَمُ أنَّهُ ـ أيِ الْفَتَى ـ مَبْعَثَ سُرُورِ هَذَا الرَّجُلِ، عِلْمًا بِأَنَّهُ رُزِقَ بِغَيْرِهِ وَلَدَيْنِ وَثَلاثًا مِنَ الْبَنَاتِ، وَقَدْ أنْجَزَ اللهُ لَهُ مَا تَمَنَّى ... حِينَ اقْتَرَبَ أجُلُهُ فَأوْصَى بَنِيهِ وَزَوْجَهُ ألا يَدْفِنُوهُ ـ إنْ هُوَ مَاتَ ـ حَتَّى يَأْتِي الْفَتَى وَلَوْ كَلَّفَ ذَلِكَ تَأْخِيرَ دَفْنِهِ أيَّامًا!!

فَانْكَبَّ الْفَتَى إلَى أوَّلِ طَائِرَةٍ لِيُدْرِكَ الأمِّيَّ بَعْدَمَا فَصَلَتِ (الْجَلْطَةُ) نِصْفَ جَسَدِهِ عَنِ الآخَرِ، لِيَقْتَرِبَ مِنْهُ وَيُقَبِّلَهُ بَاكِيًا، وَيَفْتَحَ لَهُ عَيْنَهُ الَّتِي مَا زَالَتْ تَّعْمَلُ، وَيُخْبِرَهُ أنَّهُ قَدْ أتَاهُ مِنْ سَفَرِهِ، وَيَحْتَضِنَهُ وَيُذَكِّرَهُ بِتِلاوَاتِهِ الَّتِي كَانَ يُحِبُّ أنْ يَسْمَعَهَا مِنْهُ، فَيَقْرَأُ أمَامَ عَيْنَهْ الَّتِي تَرَى وَفِي أُذُنِهِ الَّتِي تَسْمَعُ وَيَبْكِي .. وَالنَّاسُ يَبْكُونَ لِبُكَائِهِ .. وَيَجْتَمِعُ أمَامَ الْفَتَى شَرِيطُ هَذِهِ التَّجْرِبَةِ الْحَيَاتِيَّةِ بَالِغَةِ النَّجَاحِ وَالْكِفَاحِ .. وَيُرَدِّدُ فِي نَفْسِهِ (ذَهَبَ الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ .. وَبَقِيتُ مِثْلَ السَّيْفِ فَرْدَا) وَيَمُوتُ الأُمِّيُّ الْبَطَلُ تَارِكًا خَلْفَهُ الدُّعَاءَ الثَّخِينَ لِلْفَتَى الَّذِي طَالَمَا عَايَنَ بَرَكَتَهُ فِي كُلِّ أمْرِهِ.

يَزْعُمُ الفَتَى لِنَفْسِهِ أنَّهُ مِنَ السُّعَدَاءِ، وَيَقُولُ لِطُلَّابِهِ إِنَّهُمْ إِنْ أَرَادُوا أَنْ يَتَأَمَّلُوا أَحَدًا مِنَ أَهْلِ السَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا فَلْيَنْظُرُوهُ.

وَلا زَالَ الْرجُلُ يَطْلُبُ الْمَعَالِي عِنْدَ رَبِّهِ؛ فَتَرَاهُ لا يَنْقَطِعُ عَنِ اللّحَاِق بِرَكْبِ الْخَيْرِ خَلْفَ الْعُلَمَاءِ وَالْمَشَائِخِ وَمَجَالِسِ الْعِلْمِ حِكْمَتُهُ فِي ذَلِكَ

ما حَكَّ جلدَك مثلُ ظفرِك ... فتولَّ أنت جميعَ أمرِك

وإذا قَصدْتَ لحاجةٍ. . . فاقصِد لمعترفٍ بفضلِك

وفي الابتلاء يقول:

سأعيشُ رغمَ الداءِ والأعداءِ كالنَّسرِ فوقَ القمَّةِ الشمَّاءْ

أَرنو إلى الشمسِ المضيئةِ هازئًا بالسُّحْبِ والأمطارِ والأنواءْ

لا ألمحُ الظّلَّ الكئيبَ ولا أرى ما في قَرارِ الهُوَّة السوداءْ

وأسيرُ في دنيا المشاعرِ حالما غَرِدًا وتلك طبيعةُ الشعراء

النورُ في قلبي وبينَ جوانحي فعلامَ أخشى السيرَ في الظَّلماءْ؟!!

ومع زوجه يقول:

هَجَرْتُكِ حتى قيل لا يعرفُ الهَوى

وزُرْتُكِ حتى قيل ليس له صبرُ

تكادُ يدِي تَنْدَى إذا ما لمسْتِها

وينبتُ في أطرافِها الوَرَقُ الخُضْرُ

نهاية القصة

المشاريع المستقبلية:

1 - إتمام المصحف المجود مع الشيخ محمد المحيسني ـ حفظه الله (بمكة).

2 - إتمام المصحف المجود مع الشيخ فارس عباد ـ حفظه الله (بالدمام).

3 - تسجيل الكلمات الفرشية وأصول القراء العشرة بمصاحف الفلاش وهو عمل ضخم مشترك مع الشيخ توفيق بن إبراهيم ضمرة ـ حفظه الله.

4 - تتمة تسجيل القرآن بالقراءات العشر (إفرادا وجمعا) أداء تعليميا ـ

5 - تسجيل متن الشاطبية بشكل جديد.

6 - إعادة تسجيل كامل القرآن لأحد القراء الكبار سيعلن عن اسمه بعد الانتهاء من كل المجموعة ـ إن شاء الله تعالى.

نسألكم الدعاء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير