وكان من ثمرة هذه المحنة أن ألفت كتاباً لازال مخطوطاً، جعلت عنوانه: مدخل لدراسة علوم اللغة العربية، ونشرت بعض أفكاره في بضعة مقالات.
= رفضت جامعة قاريونس أن تقبلني معيداً على ما سبق من ترشيحي سنة 1997م.
= ورفضت أن تقبلني طالباً في مرحلة الماجستير التي رعته في أوائل الأمر.
= ترحلت إلى مدينة مصراته، وهي مدينة تبعد عن مدينة بنغازي غرباً قرابة 800 كيلو متر، وتقترب من طرابلس قرابة 200كم، فكم كان مزعجاً: سؤال ذاك الناس، كانوا يسألون: ما الذي يجعلك لا تحضر الماجستير في بنغازي؟!!، وبعد عناء وكر وفرّ قبلت طالب ماجستير في جامعة 7 أكتوبر بمصراته.
= ومن ذلك الكر والفر أن ملفات أوراقي كانت تضيع (بقدرة قادر) من قسم الدراسات العليا ثلاث مرات، فكنت أضطر إلى استنساخ نسخ كثيرة للورقة الواحد، وإلى تجهيز نسخة ملف بكل محتوياتها كلما هممت بزورة إلى مصراتة.
= كان يشرف على رسالتي:
1. الأستاذ الدكتور عبدالحميد عثمان الزرموح، وهو عالم فاضل من تلاميذ العلامة الدكتور إبراهيم ارفيدة رحمه الله، ومختص بالعلامة عبدالقادر البغدادي صاحب الخزانة (جعل رسالته للدكتوراه في جهود البغدادي: الخزانة، شواهد الشافية، حاشية شرح بانت سعاد، شواهد التحفة الوردية). جزاه الله خيراً.
2. وكان يساعد الدكتور عبدُالحميد الأستاذَ العلامة الشيخ يوسف حسين بادي عافاه الله وبارك في عمره، وهو علم من العلماء الأتقياء الأخفياء، درسه النحوي مسرح عربي فصيح بليغ؛ جزاه الله عني خيراً، درس بجامعة البيضاء الإسلامية، فلما ألغيت 1977م انتقل إلى جامعة بنغازي / قاريونس، ثم انتقل في مطلع الثمانينيات إلى موطنه مصراته.
= نلت - بتيسير الله وحده - شهادة التخصص العالى الماجستير، وكان عنوان البحث: النظم العلمي في التأليف النحوي.
وهو بحث يتكلم عن التأليف المنظوم في النحو الأرجيز والألفيات النحوية، مقسماً على ستة فصول، نشرت ملخصه في موقع الألوكة.
= لازال هذا البحث يحتاج إلى تنقيح، وينصح لي بعض أن أنشره، ولازلت أتردد.
= أتعاون الآن مع جامعة قاريونس في تعليم النحو والصرف والكتابة.
= جعلني السجن ألتفت التفاتة قويّة نحو القرآن ومعانيه، فلا تجد هناك إلا المصحف، ولا شيء غيره، فتتصل مباشرة مع القرآن وسحر بيانه وانتقالاته ومبادئه ومقاطعه، ولم أجد علماً يحوي تلك المطامح التي في النفس إلا التفسير، وهو علم منسي مهجور على أهميته وجلالة علمائه من ابن جرير ... إلى ابن عاشور.
= أهتم بالعلوم الشرعية الأخرى، وخاصة الفقه وأصوله ورغبتي تزاد في النهل من الحديث.
= أشرفت على بناء عمارة سكنية 7 طوابق وهي على مشارف التسليم، والبناء مدرسة، ولا سيما مع العمالة العربية غير المنظمة ولا الصادقة. وا أسفى!!.
= أدمن القراءة لساعات في كل يوم، حتى تكاد تقف حجر عثرة أمام الكتابة، لأنها تثبت لي في كل كتاب أني اليوم أجهل مني بالأمس، وقد تستوقفني مسألة علمية، فأنهمك فيها أياماً، تحرمني الطعام والمنام، ثم لا أكتب فيها شيئاً، ولا أتعجب من المكثرين لأن أكثرها نقول مكرور، وليس فيها إبداع، والتكرار لا يحسن إلا يكون بتفنن وإضافة.
= وتعجبني أكثر ما تعجبني قراءة القراء المصريين: المنشاوي مترتلاً ومجودا، فكذلك الحصري، وتجويد عبدالباسط ومصطفى إسماعيل ورفعت. وختمة المنشاوي المرتلة هي أول ما طرق سمعي من قراءات القراء، فزهدت في كثير، غير راض عن هذا الزهد! ..
= وأحب الأدب، والشعر، وأقرضه أحياناً، وأغرمت بالرافعي ووحي قلمه وشاكر وأسماره، وبمعاركهما، وبالشيخ محمد الغزالي وخطبه المكتوبة، وبالشيخ كشك خطبه المسموعة، وقد وجدتها على أقراص خمسة، فقلت ساعتها: بخٍ بخٍ، وبالقصص المخترعة العالمية.
= أعد الآن مقالات عنوانها: فضل العربية على غيرها، أثبت فيها أن العربية الأفضل بأدلة وصفية، وأستجمع الفروق من خمس لغات: الصينية والفارسية والعبرية والإنجليزية واللاتينية، مقيسة بالعربية، نقلاً عن البحوث المكتوبة بالعربية المتخصصة في تلك اللغات، ولا تقع لي المعلومة إلا بعد جهد ووقت، لأنها تفاريق هنا وهناك، وتنشر تباعاً في موقع مجلة الرقيم الذي يشرف عليه الشيخ محمد خليل الزروق.
= أشارك في المنتديات الإسلامية باسمي الصريح، ولا أمنع نفسي من التعليق إذا كان لي ما أقوله أو أسأله. وأستمتع بسماع أشرطة المحاضرات المسجلة للعلماء بأنواعهم واتجاهاتهم، أفرح برؤية صورة العلماء والأدباء، وتستوقفني تأملاً فيما وراءها من تاريخ، وأطير فرحاً إذا سمعتهم أول مرة، ولا يدوم ذلك الطيران كثيراً.
هذا ما حضرني!! ولعلي أطلت، لأن الطالب كريم .. وأدامك الله لنا شيخاً وأخاً نتعلم منك الخلق والعلم معاً.
هذا .. وبارك الله في هذا الملتقى السعيد بأهله الأنيس بفكره الواسع ببركة القرآن العظيم ومحبة خير الأنام صلى الله عليه وسلم.
والحمد الله أولاً وآخراً
¥