ضايقني أستاذ مادة الكيمياء بدون أي سبب و لما أخبرتُ أحد الزملاء بذلك قال لي أنه حصل معه نفس الشىء لكنه سوَّى أموره مع الأستاذ! قلتُ له كيف؟ قال اسأله [بالعربي الفصيح] ماذا تريد و سيقول لك .. لم أُصدق و لكني ذهبتُ فعلا و سألتُ الأستاذ ماذا تريد فأجابني بكل صفاقة أريد جهاز استقبال فضائي ديجتال ـ وكان الجهاز حينها غالى الثمن ـ و خذ الدرجة كاملة و لا تتعب نفسك ..
باختصار رفعتُ الأمر لإدارة الكلية و تعاونتُ معهم في كشف عمله الشنيع هذا و تم التحقيق معه و فصله من الكلية و كافئتني الكلية أنا أيضا بفصلي منها و غادرتُ كلية الهندسة إلى غير رجعة ..
بقيتُ سنة كاملة منقطعا عن الدراسة ثم التحقتُ بإحدى الجامعات الأهلية بقسم الحاسوب و تخرجتُ منها بفضل الله ..
أعمل موظفا في إحدى الدوائر الحكومية و أتمنى أن يأتي اليوم الذي أتفرغ فيه تماما للإقراء و تدريس القراءات.
درَّستُ القرءان الكريم للناشئة على مدار عشر سنوات و قد توقفتُ عن التدريس منذ ثلاث سنوات.
أحب القراءة كثيرا و خصوصا في علوم الشريعة ..
مولعٌ جدا بعلم القراءات. قرأتُ كل ما وقع تحت يدي من كتب القراءات و للأسف كانت قليلة جدا في بدايات الطلب ..
قرأتُ أيضا كل ما وقع تحت يدي من كتب الإمام ابن القيم رحمه الله مثل طريق الهجرتين و الداء و الدواء و حادي الأرواح و جلاء الأفهام و بدائع الفوائد و الفوائد و المدارج و زاد المعاد و النونية و غيرها ..
و أكثر كتبه تأثيرا فيّ هو طريق الهجرتين و لعل سبب إقبالي ـ بعد توفيق الله عز و جل ـ على طلب العلم و تسجيل المتون و نشرها صوتيا بضعة أسطر قرأتُها في هذا الكتاب أنقلها لإخواني لعلهم ينتفعون بها إن شاء الله.
قال رحمه الله في مراتب المكلفين في الآخرة و طبقاتهم فيها "طبقة ورثة الرسل و خلفاؤهم في أممهم" ص 336 [فيالها من مرتبة ما أعلاها، و منقبة ما أجلها و أسناها، أن يكون المرء في حياته مشغولا ببعض أشغاله، أو في قبره قد صار أشلاء متمزقة و أوصالا متفرقة، و صحف حسناته متزايدة يملى فيها الحسناتُ في كل وقت، و أعمال الخير مهداة إليه من حيث لا يحتسب. تلك و الله المكارم و الغنائم و في ذلك فليتنافس المتنافسون، و عليه يحسد الحاسدون، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم. و حقيق بمرتبة هذا شأنها أن تنفق نفائس الأنفاس عليها و يسبق السابقون إليها و توفر عليها الأوقات و تتوجه نحوها الطلبات ... الخ.] انتهى.
* قرأتُ على شيخنا أبي خالد وليد بن إدريس المنيسي حفظه الله ختمة كاملة برواية قالون و حفص بقصر المنفصل من طريق الطيبة و أجازني بذلك عام 2006 م.
* قرأتُ على شيخنا الشيخ مصباح إبراهيم ودن الدسوقي حفظه الله ختمة كاملة بالعشر الصغرى و أجازني بذلك في هذا العام 2010 م و الشيخ مصباح من أعلى الأسانيد في العشر الصغرى في دنيا الناس اليوم و سنده مساو ـ من حيث عدد الوسائط ـ للشيخ الطرابيشي حفظه الله غير أن الشيخ الطرابيشي بالسبع و الشيخ مصباح بالعشر.
*افتتحتُ ختمة بالعشر الصغرى على شيخنا أبي خالد في فبراير 2009 و لازلتُ أقرأ فيها إلى الآن يسر الله إتمامها ..
هدفي هو نشر و تبسيط علم القراءات بحيث يفهمه الجميع المتخصصون و غير المتخصصون ..
أعمل الآن على مشروع لتبسيط و نشر علم القراءات [صوتيا] هو مشروع العمر بالنسبة لي و قد قاربتُ على الانتهاء منه و لعلي أضعه بين أيديكم قبل أو بعد رمضان إن شاء الله و لهذا المشروع أنشأتُ موقع التيسير للقراءات القرآنية و المتون العلمية ( http://taiser.net/index.php) لأشرف عليه مباشرة ..
ارتبط اسمي في الشبكة العنكبوتية ب [المتون العلمية] و الكثير يسألني عن سبب تسجيل هذا الكم الكبير من المتون و الجواب أنها كانت صدفة! فقد كنتُ أحفظ متن طيبة النشر و لما انتهيتُ من أبواب الأصول كان يصعب عليّ مراجعة المتن كله يوميا ففكرتُ في تسجيل أبواب الأصول لأنقله على شريط و أضعه في السيارة لأستمع إليه باستمرار و قد فعلتُ ذلك فعلا ثم نشرتُ ذلك في بعض الملتقيات فاستحسنوا الفكرة و طالبوني بإكمال المتن فأكملته ثم سجلتُ بعض المتون و نشرتُها في ملتقى أهل الحديث فاستحسنوا الفكرة جدا و استمرت طلباتُ تسجيل المتون إلى يومنا هذا و أنا أُلبي تلك الطلبات طامعا في الأجر من الله تعالى و رجاء أن تكون هذه التسجيلات مما أنتفع به بعد موتي و انقطاع عملي.
بفضل من الله تعالى أقرأ المتون المنظومة بمختلف فنونها بكل سهولة و يسر و لهذا سَهُل علىّ تسجيلها بهذه السرعة.
كنتُ أحسب أن متون القراءات أصعب المتون في القراءة و النطق و لكن تغيرت هذه الفكرة عندما سجلتُ متن لامية الأفعال لابن مالك فبعض أبياتها أصعب من قراءة طيبة النشر كاملة!!!!
استفدتُ كثيرا من ملتقى أهل التفسير و ملتقى أهل الحديث و أعتبرهما أكبر دور العلم على شبكة الإنترنت فأسأل الله أن يجزي القائمين عليهما و المشاركين فيهما و كل من أفاد و استفاد منهما خير الجزاء.
هذا كل شىء و أعتذر على الإطالة،و ركاكة أسلوب الكتابة،و لولا طلب شيخنا و أستاذنا الكريم الدكتور عبدالرحمن الشهري حفظه الله لما فعلتُ. أسأل الله أن يوفقني و إياه لكل خير.
وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
أخوكم /طه الفهد
¥