تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شغلتني هذه القضية، فما أن قرأت هذا الموضوع حتىحزمت أمتعتي وحملتها ركائب فكري، وذهبت في رحلة بعيدة الشقة حبيبة المشقة إلى أعماق ومجاهل المعاجم اللغوية والمصنفات النحوية وبعض كتب التفاسير والأحاديث النبوية علي أجد فيها تفسيرأ وتعليلا لما ذكره الأستاذ (خالد) جزاه الله عنا وعن كل من قرأ هذا الموضوع أو سمع به خير الجزاء

وكان زادي من هذه الكتب بالنسبة لهذه المسألة قليل، فسألت أحد المشايخ - حفظهم الله- فقال لي: إن صح الحديث المروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم - المشتمل على هذه الكلمة (لعمري) فالكلمة ليست للقسم. ثم قال تعليقا على قول النحاة أنها نص في القسم: إذا اختلف النحويون والفقاء فيقدم قول الفقهاء، ثم وجدت في كتاب عمدة القاريء -وهو كما يعلم الأخوة حفظهم الله شرحٌ لصحيح البخاري- ما يؤيد هذا القول، حيث جاء في كتاب (الأيمان والنذور) باب (قول الرجل لعمر الله) جـ19،ص (157): وإذا قال لعمري فقال الحسن: عليه كفارة إذا حنث فيها، وسائر الفقهاء لا يرون فيها كفارة لأنها ليست بيمين عندهم.

والذي يجعلني أميل إلى أنها ليست نصاً في االيمين غير استخدام الرسول - صلى الله عليه وسلم - لها:

**ورودها في كلام بعض الصحابة وكبار العلماء، فابن القيم - رحمه الله- استعملها في مواضع من كتبه كقوله في روضة المحبين ص (285):" ولعمري لقد نزع أبو القاسم السهيلي بذنوب صحيح" وفي زاد المعاد 3/ 61: " ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم".

** قال إسحاق الكوسج: قلت - أي للإمام أحمد - يكره لعمري، ولعمرك؟ قال: ما أعلم به بأساً. (1)

قال إسحاق: تركه أسلم؛ لما قال إبراهيم " كانوا يكرهون أن يقولوا: لعمر الله" قال الشيخ بكر أبو زيد في (معجم المناهي اللفظية) بعد أن أورد قول اإسحاق "تركه أسلم": أي على سبيل التوقي، ولذا جعاتها في الملحق إذ لا نهي عنها.

** قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) الحجر/72:

كره كثير من العلماء أن يقول الإنسان: لعمري؛ لأن معناه وحياتي. اهـ، و (كره) غير (حرَّم).

** للشيخ العلامة حماد الأنصاري المدني رسالة بعنوان: (القول المبين في أن لعمري ليسن نصأ في اليمين) (2)

قال الشيخ بكر أبو زيد في نهاية حديثه عن كلمة (لعمري) (3): " والتوجيه أن يقال: إن أراد القسم منع، وإلا فلا، كما يجري على اللسان من الكلام مما لا يراد به حقيقة معناه.

ملاحظة:

****

يعرب لعمري وعمرك حتى عند غير االنحاة مبتدأ خبره محذوف وإن اختلف التقدير، جاء في عمدة القاريء:"فإذا أدخلت عليه اللام رفعته بالابتداء والخبر محذوف: أي ما أقسم به"

************والظاهر لي أن هذا الأسلوب من الناحية النحوية الإعرابية يعامل على حسب صورته الأولى التي استخدمتها العرب، فهذا التركيب عند العرب للقسم جاء في تهذيب الأزهري: " وقال الليث تقول العرب: لعمرك، تحليف بعمر المخاطب " ثم درج هذا اللفظ على الألسنة ولم يقصد به حقيقة معناه، وهذا يذكرني بالاستفهام الذي قد يخرج عن معناه الحقيقي إلى معاني أخرى مجازية، وهو مع هذه المعاني باق على إعرابه الأول.

هذا، والله أعلم

وأخيرا أسأل الله عز وجل أن يعيننا على إخلاص النية في أقوالنا وأفعالنا إنه سميع مجيب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) حقق نسبة هذا القول للإمام أحمد الأستاذ عبدالإلة الأحمدي في رسالته: (المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة) 2/ 135 - 139.

(2) طبعت في مجلة: الجامعةالإسلامية.

(3) معجم المناهي اللفظية، ص (470) وفي هذا الكتاب كلام شاف عن هذه المسألة وقد وجدته اليوم فقط بعد أن أعياني البحث، وأنصح الجميع باقتنائه

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[14 - 11 - 2002, 06:07 م]ـ

الأستاذ الخيزران

جزاك الله خيراً على هذا التحرير، فقد أفدتنا كثيراً، فلك من الشكر أجزله. ولكن يبقى ثَمة سؤال، وهو: هل هي قسم في قول الله تعالى (لعمرك إنهم لفي سكرتهم)؟

والحقيقة أن الكلمة فيها إشكال، ولا ينجلي إلا بجعل الكلمة قد يراد بها القسم، وقد لا يراد. وقد سبق قبل أشهر أن سأل أحد أعضاء قائمة اللسان سؤالاً عنها، فكان الجواب:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير