تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا النص مثبت في طبعة بولاق، كما أثبته الأستاذ عبد السلام هارون في متن الكتاب أيضاً. ثم أشار في الحاشية (36) إلى أنه أثبت ما في طبعة (ديرنبورغ) مرتئياً أنه الوجه. وذكر أنه وردت رواية أخرى في نسختين رباحيتين نصها: "وتصرف ما إلى الابتداء". ويبدو أن الوجه ما في النسختين الرباحيتين لا ما في طبعة (ديرنبورغ)؛ لأن سيبويه أراد أن يقول: إن كلاً من (ما) و (إنّ) تكف الأخرى عن العمل إذا جاءت بعدها، وبذا ينصرف الكلام إلى الابتداء. وهذا هو ما أشار إليه ابن خروف في شرحه لهذا النص، فقال:

"قوله: وتصرف (ما) إلى الابتداء كما صرفتها (ما) إلى الابتداء، يريد أنّ (إنْ) إذا دخلت على (ما) النافية منعتها من العمل، و (ما) إذا دخلت على (إنْ) النافية منعتها من العمل أيضاً

قلت: صحيح أن (إنْ) إذا جاءت بعد (ما) الحجازية كفتها عن العمل، أما (ما) النافية فلا تقع بعد (إن) النافية، ثم إنّ (إن) النافية لا تعمل عند سيبويه لأنه لم يذكرها ضمن الحروف التي تعمل عمل ليس، أو كما يسميها حروف ليس.

والحديث في هذه المقطع عن (إن) الزائدة لا عن (إن) النافية، لأن سيبويه بين أقسام (إن) الخفيفة فقال:

وأما (إن) فتكون للمجازاة، وتكون أن يبتدأ ما بعدها في معنى اليمين وفي اليمين ... وحدثني من لا أتهم ... أنه سمع عربيا يتكلم بمثل قولك: إن زيد لذاهب .. وهذه (إنّ) محذوفة.

وتكون في معنى (ما) قال الله عز وجل: (إن الكافرون إلا في غرور) أي: ما الكافرون إلا في غرور.

فها هنا ذكر سيبويه ثلاثة أقسام لإن الخفيفة: إن الشرطية وإن المخففة من الثقيلة، وإن النافية.

ثم انتقل إلى قسم رابع وهو (إن) الزائدة التي يسميها لغوا، فقال: وتصرف الكلام إلى الابتداء كما صرفتها (ما) إلى الابتداء ...

أي: وتأتي (إن) زائدة بعد (ما) الحجازية فتكفها عن العمل، وتجعلها من حروف الابتداء كما تصرف (ما) الزائدة الكلام إلى الابتداء بعد (إن) المشددة في (إنما).

والدليل على ذلك أن سيبويه قال في الجزء الرابع (220 - 221) عن (إن) الخفيفة:

وتكون لغوا في قولك (ما إن يفعلُ) و: ما إن طبنا جبن.

ثم قال الباحث:

وثمة أمر آخر في نص سيبويه السابق ينبغي التنبيه عليه، وهو أن العبارة: "في قولك إنّما" مقحمة على نص الكتاب؛ لأن الضمير في (صرفتها) عائد على (إنْ) المخففة وليس على (إنّ) المشددة، وهذا ما نبه عليه ابن خروف فقال: "قول المفسر: إنه إنما يعني في قوله: إنّما زيد أخوك- فاسد؛ لأن الضمير في (صرفَتْها) راجع إلى (إنْ) المذكورة.

قلت:

ليست العبارة مقحمة بدليل أنه فصل ما أجمله هنا في الجزء الرابع 221 فقال:

وأما (إن) مع (ما) في لغة أهل الحجاز فهي بمنزلة (ما) في قولك (إنما) الثقيلة، تجعلها من حروف الابتداء، وتمنعها أن تكون من حروف (ليس) وبمنزلتها.

فهذا نص على أن سيبويه يشبه (إن) الزائدة في قوله (ما إن طبنا جبن) بـ (ما) الزائدة في (إنما) الثقيلة.

يبقى إشكال تأنيث الضمير في قوله (كما صرفتها) فالوجه: كما صرفته لأن الضمير عائد للكلام، وتخريجه على أحد وجهين:

إما أن يكون أراد (إن) المشددة وإن لم تذكر قبل لأنها أصل للخفيفة، وإما أنه أراد بالكلام الجملة أو الجنس الذي يدل على الجمع فأنث الضمير العائد للكلام.

مع التحية الطيبة.

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[28 - 05 - 2007, 05:53 م]ـ

بارك الله فيكم جميعا، فقد استفدت من المقال كثيرا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير