انتهى ملخصاً ـ وبتصرف ـ من كتاب الألفاظ والأساليب الصادر عن مجمع اللغة بالقاهرة.
ـ[الخيزران]ــــــــ[29 - 11 - 2002, 09:18 ص]ـ
الأستاذ عاشق الفصحى
أرجو وآمل - وفقك الله - أن يتسع صدرك لبعض الملاحظات على ما تفضلت بنقله، وكما فهمت أن جميع ما ذكرتَه باستثناء (أولا) منقول بتصرف من كتاب (الألفاظ والأساليب) الصادر عن مجمع اللغة بالقاهرة
أقول والله أعلم:
أولا: قرارات المجمع عند المتخصصين ليست الكلمة الفصل في قضية من القضايا، وكل من يرى في نفسه مقدرة علمية له الحق كل الحق في تكوين رأي خاص يستند فيه إلى أدلة وبراهين تثبت ما ذهب إليه، فمثلا يرى المجمع قياسية استعمال المصدر نعتاً وحالاً (1) مع إجماع المحققين من العلماء القدماء على أنه - مع كثرته - مقصور على السماع، ولو كنت - أخي الفاضل - باحثاً وتعرضت لهذه المسألة هل تجعل ما قرره المجمع هو الرأي الفصل في هذه القضية، بالتأكيد لا، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً.
ثانياً: أعضاء المجمع - حفظهم الله - نخبة من العلماء المتخصصين وأمثالهم في العالم العربي كثير، وإذا كان العلماء القدماء مع ما هم عليه من العلم قد نقد بعضهم بعضاً وبيَّن المتأخر منهم خطأ المتقدم ألا يمكن أن يقع التجاوز والتساهل من أعضاء مجمعنا، فخذ على سبيل المثال إجازة المجمع حذف موصوف (أي) في مثل قولنا: " اشتر أي كتاب" استنادا على وروده في بيت من الشعر وعبارة من النثر فقط (2)، مع أن هذا المسلك قد أخذ على الكوفيين في تقعيدهم لقواعد نحوهم الكوفي قال الشيخ محمد الطنطاوي: " أصاخوا إلى كل مسموع لهم وقاسوا عليه، فعثرت بهم عجلة الرأي، ولم يدققوا تدقيق البصريين بل تدرجوا مطاوعة لمناديهم إلى الاكتفاء بالشاهد الواحد ". (3)
ثالثا: لو أننا اعتمدنا على اختلاف المذاهب في المسألة الواحدة واختار كل واحد منا ما يؤيد رأيه منها لهدمت صوامع النحو وبيعه، ولانفرط عقد اللغة ولذابت ضوابطها في حمم الخلافات المذهبية، ومن المعلوم عند كل متخصص أن البصريين والكوفيين عندما اجتمعوا في بغداد ومع مرور الوقت على هذا الاجتماع ظهر المذهب البغدادي وعماده الترجيح بين المذهبين واختيار ما صح من آراء الفريقين، وقواعد النحو التي نأخذ بها الآن هي ما اجتمع المتأخرون والمحققون من العلماء على صحته، هذا ردا على (ثالثاً) الواردة في مقولتك رعاك الله.
رابعاً: من قال أن في هذه الكلمة ضعف صياغي لا أرى أنه ابتعد عن الصواب، لأن هذه العبارة لو كانت صحيحة فصيحة خالية من شوائب الضعف لما كانت موضع جدل ونقاش وأخذ ورد، ولما درسها المجمع وأفتى بصحتها.
خامساً: أجد في هذا المقام مناسبة جيدة لأسجل تقديري الكبير للأستاذ بديع الزمان صاحب الأدب الجم والرد الحسن والتوجيه السديد اللطيف، هذا مع سعة علمه الذي أتى من الغوص في أعماق كتب التراث النحوي. ولو قيل من أين علمت ذلك؟ لقلت: لا يصعب على أحد أن يعلم المتخصص من طريقة رده ومن المعلومات التي ترد في مواضيعه وردوده، وفي كلٍّ خير.
والله وحده أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر، كتاب في أصول اللغة 2/ 160 وهو كتاب يشمل قرارات المجمع العلمية في الدورات السبع، من الخامسة والثلاثين إلى الحادية والأربعين.
(2) انظر، المرجع السابق 2/ 199
(3) نشأة النحو، ص (84)
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[29 - 11 - 2002, 10:02 م]ـ
أولاً ـ اتقبل كل ما ذكرته أختنا الخيزران بصدر وقلب متسع كاتساع هذا المنتدى، ولكن أختناـ هداها الله ـ ظنت أني ذكرت ملخص ما دار من نقاش حول هذا الأسلوب في لجنة الأصول في مجمع اللغة ظنت أني اعتقد أنّ رأيهم هو الرأي الفصل والحكم، ولا أظن ـ بل وأعتقد ـ أنّ طالب علم لغوي يساوره أدنى شك في أنّ كلمة الفصل قد قيلت في العلم اللغوي ـ اللهم إلا ما يكاد الإجماع ينعقد عليه في بعض المسائل المعلومة ـ
من هنا جاءت مشاركتي إضافة لما ذكره الأخوة الأعزاء وليس قولاً فصلاً ويبدو أنني احتاج أنْ أقول في كل مشاركة ـ لاسيما إذا كانت منقولة عن المجمع وعلمائه الأجلاء الذين بذلوا ما بذلوا خدمة للغة القرآن ـ أحتاج إلى التنبيه بأنه ليس هو القول الفصل!!!
¥