أم يمكن انفكاكه كحسن الوجه، ونقي الثغر، وطاهر العرض.
وسواء أكان ثبوتا استمراريا من غير تخلل: كحسن الوجه، أم مع التخلل نحو: متقلب الخاطر.
ولا يجوز التعويل على شق دون شق في تقرير حقيقة اسم الفاعل، ومعنى ذلك " توحيد بابي اسم الفاعل والصفة المشبهة في باب واحد وهو: اسم الفاعل باعتبار أن الصفة المشبهة فرع من فروع اسم الفاعل.
9 ـ اسم الفاعل يطلق ويراد به الحدوث أو الثبوت، وان الصفة المشبهة تطلق ويراد بها الدلالة على الثبوت غالبا، والحدوث فيها طارئ كما ينص الاستعمال اللغوي على ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسالة في اسم الفاعل للإمام أحمد بن قاسم العبادي تحقيق الدكتور محمد حسن عواد ص 20.
10 ـ إن اسم الفاعل إذا أريد به الحال أو الاستقبال، وكان مضافا غير معرف بأل، فالإضافة فيه أصل لا فرع، والتنوين غير مقدر فيه، والدليل على ذلك أنه قرئ بالوجهين بالتنوين والنون وبالإضافة:
قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} 1.
وقوله تعالى: {إن الله بالغ أمره} 2.
وقوله تعالى: {إنما أنت منذر من يخشاها} 3.
وقوله تعالى: {وما كنت متخذا المضلين عضدا} 4.
وقوله تعالى: {إنكم لذائقو العذاب} 5.
ــــــــــــ
1 ـ 185 آل عمران. 2 ـ 3 الطلاق.
3 ـ 145 البقرة. 4 ـ 52 الكهف.
5 ـ 38 الصافات.
11 ـ إن اسم الفاعل إذا أضيف، وكان دالا على الحال أو الاستقبال، وكان مجردا من أل هو اسم نكرة توصف به النكرة كما في:
قوله تعالى: {ويحكم به ذوو عدل منكم هديا بالغ الكعبة} 1.
وقوله تعالى: {قالوا هذا عارض ممطرنا} 2.
وقوله تعالى: {فلما رأوه عاراضا مستقبلا أوديتهم} 3.
مع مراعاة إمكان تأويل الآيات تأولا لا يلزم به نعت النكرة بالمعرفة مع الإبقاء على كون اسم الفاعل في الآيات السابقة معرفة (4).
ـــــــــــــ
1، 2 ـ 24 الأحقاف. 3 ـ 185 آل عمران.
4 ـ انظر الحاشية على شرح الفاكهي ج2 ص136، 137.
12 ـ اختلف النحويون حول عمل اسم الفاعل في الضمير المتصل به يقول سيبويه: " وإذا قلت هم الضاربوك، وهما الضارباك فالوجه فيه الجر، لأنك إذا كففت النون من هذه الأسماء في المظهر كان الوجه الجر ".
وقد علق المبرد والرماني على قول سيبويه، بأنه حمل عمل اسم الفاعل في الضمير على عمله في الاسم الظاهر. وأكد ابن هشام في أوضح المسال ما قال به سيبويه، فالضمير في قولهم الضاربك يكون منصوبا، لأن اسم الفاعل معرفا بأل، وهو مجرور في قولهم ضاربك لأنه تجرد من أل وغير معتمد على نفي أو استفهام وغيرها.
غير أن بعض النحويين المعاصرين يرى أن الضمير المتصل باسم الفاعل يكون في موضع نصب تارة، وفي موضع جر تارة أخرى دون أن يلزم اتصال اسم الفاعل بأل أو يكون معتمدا، وذكر بعض مواضع النص في قوله تعالى: {إني جاعلك للناس إماما} 1.
وقوله تعالى: {إنا منجوك وأهلك} 2.
فنصب إمام، واهلك دليل على نصب الضمير في الآيتين، ولا يصح تأول النصب بفعل مقدر لأن الأصل عدم التقدير إلا إذا دعت ضرورة ملجئة إليه (3).
ـــــــــــــــ
1 ـ 97 العنكبوت. 2 ـ 234 البقرة.
3 ـ شرح الكافية ج1 ص 116.
ومن شواهد مجيء الضمير المتصل باسم الفاعل مجرورا قول الحطيئة:
غيبت كاسيهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمر
ومما سبق يضح أن الضمير المتصل باسم الفاعل غير محمول على الظاهر من مثل: أنا ضاربٌ زيدا بتنوين ضارب ونصب زيد، ولا أنا ضاربُ زيد بدون التنوين وجر زيد بالإضافة. لأنه لو كان محمولا على هذا الوجه، لكان الوجه ثبوت التنوين والنون في اسم الفاعل العامل في الضمير، كقول الشاعر:
هم القائلون الخير والآمرون به إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
فالأمر محمول في الجر والنصب على المظهر، فالجر محمول
على قوله تعالى: {لا الليل سابق النهار} 1.
في قراءة من قرأ بجر النهار، وإضافة سابق، والنصب محمول على قراءة من قرأ سابق بغير تنوين، ونصب النهار.
ومما سبق نخلص أنه لا مجاراة بين اسم الفاعل والفعل المضارع، وأن اسم الفاعل وأن اسم الفاعل يعمل عمل اسمه تعديا ولزوما، وهذا العمل هو وجه الشبه الوحيد بين اسم الفاعل والفعل مع وجود رائحة من معنى الفعل لا المعنى بالكلية.
¥