ـ[الأحمر]ــــــــ[13 - 01 - 2003, 11:08 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفراء
إذا أعربنا (فاقع) خبر مقدم (ولونها) مبتدأ مؤخر فأين النعت السببي حينئذٍ؟ كأنك لا تقر بوجود النعت السببي
أما كلامك عن تقديم الخبر وتأخير المبتدأ فهذا جائز بدون إشكال إذا كان وحدهما كما مثلتَ (محمد قائم و قائم محمد) ففي هذه الحالة هل عندنا نعت سببي؟
ولو كان (فاقع) فعلًا هل يجوز تقديم الخبر حينئذ؟
ـ[الفراء]ــــــــ[14 - 01 - 2003, 11:13 م]ـ
السلام عليكم ...
للتذكير:
قلتُ في أول مناقشة لي معك حول إعراب هذه الآية:
... لماذا منعت الوجه الثاني وهو حسن؟
(فاقع لونها) يجوز أن نعربها:
فاقع: خبر مقدم، ولونها: مبتدأ مؤخر
والجملة صفة ثانية لبقرة.
السؤال: أنت قلت: ... كأنك لاتقر بوجود النعت السببي.
من أين أخذت هذا؟
أعتقد أن هناك فرقاً بين الوجوب والجواز.
على كلٍ اقرأ ماقاله السمين الحلبي ليزداد عجبك
قال: (قوله تعالى: {{فاقع لونها}} يجوز أن يكون " فاقع " صفة و"لونها " فاعل به، وأن يكون خبراً مقدماً، و"لونها " مبتدأ مؤخر والجملة صفة ... وفي الوجه الأول نظر، وذلك أن بعضهم نقل أن هذه التوابع للألوان لاتعمل عمل الأفعال ... ). الدر المصون في علوم الكتاب المكنون 1/ 257.
ملحوظة: السمين الحلبي توفي سنة 756هـ.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[16 - 01 - 2003, 02:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم الأخفش هذه المسألة التي اختلفت فيه مع أخينا الفراء حول إعراب (فاقع لونها) في الآية الكريمة و كنت تتساءل عن المسوغ لتقديم الخبر 0
أقول إن الخبر لا يحتاج مسوغا للتقديم نعم الأصل في الخبر التأخير لكن التقديم جائز إذا أمن اللبس و أمكن تمييز الخبر من المبتدأ و تعيين المحكوم به من المحكوم عليه و هذا ما يتفق مع إعراب الفراء ليصبح في هذه الجملة إعرابان كلاهما صحيح موافق لقواعد العرب ينطلق من ثراء لغتنا الخالدة و تميزها بالتنويع الصياغي و الزخم الأسلوبي 0
عن الخبر تقديمه و تأخيره جوازا يقول ابن مالك:
و الأصل في الأخبار أن تؤخرا------- و جوّزوا التقديم إذ لا ضررا 0
هذا هو الأصل و ثمت مواضع يجب فيها مراعاة الأصل و مواضع أخرى تتعين مخالفته 0
ـ لم ألمح في كلام الفراء ما يدل على عدم إقرار بالنعت السببي غير أنه يجيز في إعراب هذه الآية أكثر من وجه و هذا وارد في كلام العرب أعني تنوع الوجوه في إعراب الكلمة الواحدة و كذا محل الجملة فقد تجد كلمة عربية في بعض استعمالاتها تحتمل وجهين و بعضها تحتمل ثلاثة إلى خمسة و لا يقدح ذلك في فصاحتها و لا يقلل من بلاغتها 0
ـ أخي الفراء لمحة لطيفة تدل على تمكن كبير من المهارة الإعرابية و هذا الوجه الذي ارتأيته أخي الكريم أثار في ذهني سؤالا أتمنى أن أجد لديك إضاءة شافية حوله 0 و هو:
((هل كل نعت سببي يصح أن يعرب خبرا مقدما و المرفوع بعده مبتدأ مؤخر يصبح من قبيل النعت الجملة أم أن الأمر خاص بمسائل محددة؟))
تقبلا فائق شكري 0
ـ[الفراء]ــــــــ[17 - 01 - 2003, 07:47 ص]ـ
أخي الحبيب بديع الزمان ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كان النعت السببي مرفوعاً دخله احتمال أن يكون خبراً مقدماً وما بعده مبتدأ مؤخر، ثم يشترط لإعراب الجملة صفة أن يكون المنعوت نكرة محضة، وفي هذه الحال (طبعاً) النعت السببي يكون نكرة أيضا.
والله أعلم.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[17 - 01 - 2003, 04:42 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أحسنت أيما إحسان أخي الفرّاء و يبدو لي بشيء من التأمل أن كل منعوت منكرأيا كان إعرابه جاء بعده نعت سببي [تلزم مطابقة النعت السببي لمنعوته في التعريف أو التنكير] فإنه يجوز فيه وجهان:
الأول: أن يعرب تابعا على أنه نعت سببي فيسري عليه إعراب المتقدم 0
الثاني: أن يرفع خبرا مقدّما و المرفوع بعده مبتدأ مؤخر 0 فهذه الجملة بهذه الكيفية كما يظهر لي مستوفية شروط جملة النعت 0
فما رأي الفراء الكريم؟
ـ[الفراء]ــــــــ[17 - 01 - 2003, 07:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
أخي بديع الزمان حفظك الله وسدد خطاك تحية طيبة وبعد
يشكل على ماذهبت إليه أمر وهو ما إذا كان المرفوع بعد السببي مثنى أومجموعاً أواسم جمع نحو:
جاء رجلان كريم أبوهما.
جاء رجال كريم أبوهم.
هذه قرية ظالم أهلها.
لأننانعرف أن المبتدأ لايجوز أن يكون مثنى أومجموعاً والخبر مفردا.
فمارأيك أخي؟.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[17 - 01 - 2003, 08:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أراني متفقا معك أخي الفراء في المثال الثالث و أنه لا يصح هنا إلا أن يعرب نعتا سببيا0
أما الجملتان الأولى و الثانية فيبدو لي جواز الوجهين 0 بخلاف لو قلنا: (أبواهما) و (آباؤهم) فوجه فقط0
المسألة تستحق مزيد دراسة و جاذبيتها في جدّتها على الأقل لديّ 0
¥