تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[09 - 10 - 2006, 02:36 ص]ـ

هناك خلاف بين النحاة حول هذه المسألة وهم على مذهبين كما ذكر الأخوة:

المذهب الأول: يرى أن " أُرى " مضمومة الهمزة في المضارع من " أرى"

مفتوحة الهمزة، وهي عندهم بمعنى " أعلم " الدالة على اليقين الناصبة لثلاثة

مفاعيل وسبب نصبها للمفعولين كما في الشاهد أنها بصيغتها الجديدة " أُرى "

انتقلت إلى معنى جديد " أظن " وهم يرون أن ضمير المتكلم فاعل ولا يصح

إعرابه نائبا عن الفاعل.

المذهب الثاني: يرى أن الفعل " أُرى "المبني للمجهول سماعا ينصب ثلاثة

مفاعيل برغم أنه بمعنى الظن وأن ماضيه " أُظننتُ " وأول هذه المفاعيل

يعرب نائبا عن الفاعل.

عند الفريقين " أرى " بضم الهمزة سماعي

واضح تكلف أصحاب الفريق الأول لأنهم يرونه بمعنى " أعلم " ثم يرون

أنه انتقل إلى معنى الظن. وجل ما في الأمر أن هذه الصيغة سماعية محاولين

تفسير تلك الظاهرة.

وهناك من النحاة من ينظر إلى المسألة من ناحية المعنى:

" أُرى الأمر مضاعا " بضم الهمزة مبنية للمعلوم (هكذا سمعت عن العرب)

معنى هذه الجملة: أنك ترى الأمر بنفسك.

" أرى الأمر مضاعا " بضم الهمزة مبنية للمجهول

معنى هذه الجملة: أنك أنت لا ترى هذا الأمر بنفسك وإنما هناك من يريك هذا

الأمر.

إذا " أٌرى ... " في صيغة المعلوم وفي صيغة المجهول لا تتغير (لأن العرب

هكذا استعملتها وقد صرح أكثر النحاة بذلك)

لو عدنا لمعنى البيت نجد أن الشاعر وغيره كانوا يظنون أن زيدا سيدا

لكن الشاعر يفاجأ بأنه عكس ذلك والمفاجأة تتضح من (إذا الفجائية)

بمعنى آخر أن الشاعر يعرف زيدا جيدا. وهذا يرشدني إلى أن الشاعر يرى الأمر

بنفسه ولا يحتاج إلى من يريه.

والذي أستنتجه أن بناء هذا التركيب للمعلوم أقوى من بنائه للمجهول

وبالتالي أرى أن إعراب الضمير " أنا " في الفعل المضارع فاعل لا نائب

عن الفاعل. هذا والله أعلم.

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[09 - 10 - 2006, 06:32 م]ـ

السلام عليكم ..

الأخ الفاضل الدرديس، وماضي شبلي

أشكر لكما التوضيح، وجزاكما ربي عني خيراً كثيراً ..

وأنا أميل لما مال إليه الفاضل ماضي شبلي، من أنه مبني للمعلوم ..

- - - - - - -

بقي إشكال البيت الثاني .. آمل أن أجدَ لإشكاله جواباً ..

ـ[د. علي السعود]ــــــــ[09 - 10 - 2006, 07:42 م]ـ

أخي ماضي

قلت: إن الشاعر يعرف زيدا جيدا. وهو الذي جعلك تميل إلى إن " أرى " بناء للمعلوم بصيغة المجهول.

أقول:

إن الشطر الأول لايوحي بهذا المعنى، فالشاعر ينظر إلى سيادته بحكاية الناس، ولذا اعترض بقوله: كما قيل، لينفي عن نفسه الحكم بقول الناس، ولكن قول الناس جعله يحمل ظنا بسيادته، حتى تفاجأ به يوم أن نظر إلى قفاه ولهازمه، وتبين أن قول الناس خاطئ، فهما يدلان على عبوديته ولؤمه.

ولذا فالشاعر يقول: يريني الناس زيدا سيدا، حتى تفاجأت بقولهم يوم رأيت قفاه.

ولهذا فإن القول الأول هو الذي عليه أكثر النحويين، والشراح.

فكيف يتفاجأ به، وقد قلت: إنه يعلمه جيدا.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 02:14 ص]ـ

شكرا للأخت الكريمة قبة الديباج على استفسارها الجميل الذي حرك ساحة الحوار في هذه الصفحة.

شكرا للأخوة الأعزاء - مغربي, ماضي شبلي, الدردبيس - الذين امتعونا بما قدموه من مداخلات جميلة.

وكنت أرى زيداً كما قيل سيداً

إذا إنه عبد القفا واللهازم

أضع أمامكم ما جاء في (حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك) إثراءا للبحث.

قوله: (وكنت أرى) بضم الهمزة بمعنى أظن لغلبة استعماله بالضم في معنى أظن كما قاله يس وإن جاز في الذي بمعنى أظن الفتح أيضاً وتتعدى إلى مفعولين سواء فتحت أو ضمت، فزيداً مفعوله الأول وسيداً مفعوله الثاني كما قاله المصرح والعيني ووجه تعدية المضموم إلى مفعولين مع أنه مضارع أرى المتعدي إلى ثلاثة استعماله بمعنى أظن المتعدي إلى اثنين من باب الاستعمال في اللازم كما قاله الغزي، إذ معنى أراني زيد عمراً فاضلاً جعلني زيد ظاناً عمراً فاضلاً، ويلزم هذا المعنى ظن المتكلم عمراً فاضلاً لكن في شرح المتن للمرادي أن من الأفعال المتعدية إلى ثلاثة أرى بالبناء للمفعول مضارع أريت بمعنى أظننت كذلك وكذا في شرحه للتسهيل وزاد فيه عن سيبويه وغيره أن أريت بمعنى أظننت لم ينطق له بمبني للفاعل كما لم ينطق بأظننت التي أريت بمعناها قال ولا يكون المفعول الأول لأريت هذه ومضارعها إلا ضمير متكلم كأريت وأرى ونرى، وقد يكون ضمير مخاطب كقراءة من قرأ: {وترى الناس سكارى} (الحج: 2)، بضم التاء ونصب الناس اهـ يس، والقفا مؤخر العنق واللهازم جمع لهزمة بالكسر طرف الحلقوم وخصهما بالذكر لأن القفا موضع الصفع واللهازم موضع اللكز. وقوله كما قيل أي ظناً موافقاً لما يقوله الناس من أنه سيد. "

وفي الموسوعة الأدبية (خزانة الأدب للبغدادي):

وقوله: " وكنت أرى" بضم الهمزة، بمعنى أظن، متعد إلى ثلاثة مفاعيل: أولها: نائب الفاعل، وهو ضمير المتكلم، وثانيها: زيد، وثالثها: سيد."

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير