إذاعة وتلفزيون:
وقد حظيت الـ (بي بي سي) بعلاقة مميز مع المستمع،وذلك لم يمنعها من السقوط بعد ظهور الإرسال التلفزيون في عام 1964م بعد أن خاضت غمار منافسة على مستوى جديد تفوق فيها التلفزيون عام 1955م حينها كتب ويلسون (إن أهمية إدخال تلفزيون تجاري تتجاوز كثيراً مسألة امتيازات خدمة الإذاعة العامة بالمقارنة مع الإذاعة التجارية .. ) صـ283.
وفي حين يعنون القسم بتاريخ العمل الإذاعي نجد جين سيتون تستطرد في الحديث عن التلفزيون بشكل كبير جداً ذاكرة تجربة التلفزيون الأمريكي في خروج عن عنوان القسم!.
نظريات الإعلام:
بعد ذلك يطلعنا القسم الثالث المخصص لنظريات الإعلام وقد كتبه كل من جين وجيمس،وبدأت جين بعلم اجتماع الإعلام الجماهيري بطريقتها المعتادة في طرح الأسئلة والإجابة عليها مناقشة مدى استقلالية الإعلام ومقدار الضغوط الاجتماعية عليه وماله من تأثير على الجماهير مستعرضة دور مدرسة فرانكفورت – وهم مجموعة من المثقفين الألمان المعارضين لنظام هتلر – ولست أدري لما اختارتهم بالذات؟!.
الإعلام البريطاني والأمريكي:
ربما لاعتقادهم بانحطاط المبادئ المثالية إلى مستوى الفردية الأنانية الفاسدة واعتبارهم أن الإعلام الجماهيري لعب دوراً رئيسياً تلك العملية أي السيطرة على المجتمع من خلال إفساد ثقافته،كما كان (لدى كتاب مدرسة فرانكفورت شعور مشترك مع عديد من النقاد الاجتماعيين والأدبيين يعبر عن اشمئزاز من الثقافة الأمريكية) صـ359، وهذا الاستياء من الثقافة الأمريكية كان منتشراً في القارة الأوربية وكانوا يعتبرونها قوة لا يمكن ردها،تعمل على تدمير التقاليد الثقافية الأوربية المتفوقة "صـ358، (وقد جرب الباحثون التطبيقيون الأميركيون نظرية مدرسة فرانكفورت المتشائمة حول المجتمع الصناعي وقوة الإعلام وتحدوها ثم رفضوها) صـ366.
وقد تعرض الكتاب للمقارنة بين الإعلام البريطاني وغيره سواء الأوربي أم الأمريكي.
ثم تحدثت جين سيتون عن قوة الإعلام وأنه قادر على التأثير على الجمهور وإقناعه كما هو قادر على تغيير التصرفات إلى جانب قدرته على تبديل المواقف "صـ367"، وتستمر في سرد تأثيرات الإعلام،وتتطرق إلى ما تتعرض له قاعات تحرير الأخبار من ضغوط،وكيف يصبح الحدث خبراً، وكيف تصنع الأخبار الكاذبة والتي هدفها التغطية الإعلامية والسيطرة عليها،كما تطرقت للنظرة الشائعة عن الصحافيين التي تقدمها الأفلام على أنهم صيادون جريئون يطاردون الحقائق الخفية وحكمت بأنها ليست واقعية "صـ378"، وتحدثت عن الأيدلوجية وعن سيطرة مجموعات قليلة تملك السيطرة على ما ينتجه الإعلام،وتخلص إلى أن الإعلام (يعيد إنتاج تعريف السلطة من دون أن تكون ببساطة في متناولها) صـ384.
سوق ايدولوجية:
وتخلص في نهاية بحثها إلى أن (القول إن الصحافة والإذاعة تشكلان سوقاً ايديولوجية وتسلطان الضوء على الضغوط المتنافسة من دون أن يكون لهما تأثير ذاتي) صـ391.
تحدث بعد ذلك جيمس كوران عن النظرية الليبرالية في حرية الصحافة،وتطرق لما قاله سابقاً عن سلطة المالكين للصحف ومدى تأثيرها،ثم عن لجنة 1977م وقراراتها وتوصياتها 12التي رفض منها 9 معظمها مهم،وتحدث عن لجان أخرى لكن لم يكن للجان الصحافية المتعاقبة سوى تأثير محدود على الصحافة وتم تجاهل معظم اقتراحاتها،في حين أن عدداً قليلاً من الإصلاحات تم اعتماده لكنه أثبت عدم فاعليته "صـ408"، وأبرز ما في هذا الفصل هو تعريف حرية الصحافة بأنه (التحرر من القيود وهو أمر ضروري من أجل تمكين مالكيها ومحرريها والصحافيين من وضع المصلحة العامة في موضع الأولوية،عبر نشر وقائع ووجهات النظر التي لا يمكن للناخب الديمقراطي اتخاذ قرار مسئول من دونها) صـ409.
بعد ذلك تتحدث جين سيتون عن العمل الإذاعي ونظرية الوظيفة وتخلص فيه إلى أن الإذاعيين اعتبروا الدولة عدو لهم،لكن المؤسسات اعتمدت في نهاية الأمر على الدولة لتشريع وجودها،ولا يمكن إبدال هذه السلطة بمثالية تعددية لجهة إظهار التنوع الثقافي والاجتماعي فتبني هذا المبدأ ترك الإذاعيين عرضة لهجوم أوسع نطاقاً على إذاعة الوظيفة."صـ433.
نظرات نحو الصحافة:
¥