تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما سأورده لكم أخي الفاضل .. عبارة عن تجميع لعدة محاضرات تناولت هذا المنهج ..

(هذه الدراسة أنسبها لصاحبتها .. فجزاها الله كل خير)

تقول:

- (إن القواعد التي وضعها المحدثون في التطبيق .. طبقها علماء الشعر القديم ورواته تطبيقاً واسعاً لينفوا عنه الزيف والنحل .. فبدؤا بتمييز الرواة الوضَّاعين من الثقات، ومازالوا يفعلون ذلك حتى ظهر ابن سلام ت (223 هـ) ووضع كتابه طبقات فحول الشعراء.

- وكما تشدد علماء الحديث النبوي وجعلوا أساس الأخذ اللقاء والمشافهة .. كذلك تشدد علماء اللغة والشعر فكانوا لا يقبلون رواية الشعر من صحيفة ولا مُصنَّف مكتوب بل لابد أن تكون تلك الرواية أساسها الأخذ من عالم ثبتٍ في الرواية واللغة.

- و اعتنوا بالإسناد عناية فائقة مثل عناية المحدثين بالحديث .. وذلك أننا لا نكاد نصل إلى الأصفهاني في كتابه الأغاني حتى نجد مع كل خبر وكل شعر سنده من الرواة الذين حملوه عبر الرجال .. ويبدأ السند بقوله: حدثنا .. أو بقوله خبَّرنا، ثم يذكر سلسلة من أسماء من حملوا الخبر أو الشعر. وإذا كان للشعر أو للخبر روايتان ساقهما جميعاً كصنيع المحدثين.

- كذلك صنع أبو الفرج صنيع علماء الحديث في تعقُب رواة السند بالجرح والتعديل. ففعل ذلك مع رواة الأشعار والأخبار، مثل رفضه لرواية ابن الكلبي، وتشكيكه في بعض الروايات .. بقوله: هو خبرٌ مختلط أو موضوع. وتوثيق بعض الروايات الأخرى مثل: قوله: متواتر من عدة طرق، بل بلغ من تحريه أنه إذا وجد شعراً منسوباً لشاعر مآ في خبرٍ مآ .. أن يراجع شعر الشاعر في ديوانه، ولا يتثبت إلا إذا ورود الشعر في ديوانه.

وإن كان هناك من يشاركه فيه، رجع إلى دواوينهم جميعاً حتى يستجلي الأمر.

- وتوثيق أبي الفرج الأصفهاني للأخبار والأشعار لم يقف عند توثيق أسانيدها ورواتها بل امتدَّ إلى المتون والنصوص .. جامعاً بين النقد الداخلي والخارجي من خلال فحص المتن وما قدْ يَرِدُ فيه من وقائعٍ وأحداث .. وهل هي متفقه مع الأحداث الصحيحة. ثم النظر في الشعر ومقارنته مع شعر الشاعر وأسلوبه .. مثل قوله عن قصيدة تنسب لامرئ القيس:

(إنها لا تشاكل كلامه وأنَّ التوليد فيها بيِّن) .. وأراد بالتوليد (أن فيها رقة شديدة .. أي فيها طابع الشعر المُحْدث في العصر العباسي، وليست من الشعر الجاهلي في شيء) ..

ويقول في شعر ينسب لطرفة بن العبد: (إنه لا يشبه مذهب طرفة ونمطه) حيث أن لكل شاعر معجمه الخاص الذي يتكرر في كل دواوينه).

ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 04:07 ص]ـ

وفي العصر الحديث .. كان الدكتور محمود شاكر .. ممن طبَّق ذلك المنهج في كتابه " نمط صعب ونمط مخيف ":

حيث تميَّز بالناحية التطبيقية .. وأفرده كله لتحليل قصيدة جاهلية واحدة .. واتخذ عمله فيها مرحلتين:

1 - مرحلة نقد السند:

حيث بحث في نسبة القصيدة إلى قائلها وأهمية ذلك، وبيَّن المنهج السليم في تحرِّي نسبة قصيدة إلى قائلها وما أهمية معرفة ذلك.

2 - مرحلة نقد المتن:

أ - تصحيح المتن:

حيث أقام القصيدة على شكلها وهيئتها التي قالها الشاعر .. فاستقصى كل المصادر التي روت القصيدة .. بكل شكل .. ورتبها حسب التواريخ، ورتب من أسندت إليه الرواية تاريخياً .. مبيناً ما في كل زاوية من اختلاف في عدد الأبيات وترتيبها واختلاف بعض الألفاظ، واستمر في هذا العمل إلى أن اطمئنَّ إلى صحة المتن.

ب - تحليل المتن:

أخذ في تأمل القصيدة تأملاً عاماً، فوجدها مبنية على تذكر شيء مضى، فقسمها إلى سبعة أقسام حسب أفكارها، ثم شرحها شرحاً تفصيلياً بكل ما فيها من أبيات وألفاظ، ثم بيَّن علاقات الجمل والتراكيب والكلمات، وبلغ من تغلغله في التحليل وقفته الجليلة على نغَم القصيدة، وسرّ اختيار بحرها وقافيتها وسرّ ما فيها من زحافات وعلل، ومن أجلِّ ما ورد فيها من تحليله وقفته على وجه ترتيب الأبيات، ووجه ترتيب الأقسام .. بما لا يفي الكلام بما فيه من نفع وعلم ...

ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 04:28 ص]ـ

دكتورنا الفاضل أبا أوس .. لدي تعقيب على كلامكم إن سمحتم لي:

قلتم: (ولذلك قبلت الأبيات المجهولة القائل والمنسوبة إلى الجن وغير الإنسان) ..

كيف ذلك .. وما الشعر المنحول؟ ولمَ رفض ابن سلام قبول بعض الأشعار .. لأنه لايعرف قائلها؟ أومنعة الإعتماد على بعض الرواة .. لأنهم أوردوا أشعاراً للجن والإنس، ولقوم عاد و ثمود.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 06:02 ص]ـ

حقيقة أسانيد الأصبهانيّ:

وقد قسَّمت أسانيده من حيث الاتصال والانقطاع، إلى عدة أقسام تتبع ما ذهب إليه المحدِّثون، على أن المُلاحَظ في هذه الأقسام، وما اتسم منها بالتضعيف وعدم التوثيق لدى المحدِّثين بصفة خاصة، أن الأصفهاني لم يُسقِط من حلقات السلسلة الإسنادية حلقة أو أكثر؛ فاتسمت أسانيده بالضعف، كما قرر المحدِّثون.

ولكنها في الأغلب ليست إلا شكلاً نمطيًّا يعبر به عن تحمُّله عن مصادر مكتوبة، اطلع عليها؛ أو نسخها في دكاكين الورَّاقين، التي اشتهر بالتردد عليها، هذا بالإضافة إلى المكاتبات والإجازات التي كانت بينه وبين غيره من العلماء في القرن الرابع.

علما بأن الشيخ العلامة محمود محمد شاكر، له كتاب مستقل حول مرويات الأصبهاني، ووصفه بالتدليس والضعف في مروياته ..

ووقف العلامة على دراسة المقاييس التي اعتمدها الأصبهاني في نقد الشعر الموضوع سواء في تصحيح نسبته؛ أم تزييفها، محاولاً تحليل هذه المقاييس وردها إلى أصولها التي قررها العلماء السابقون على صاحب الأغاني ..

وشكرا لكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير