في الموت ألف فضيلة، لو أنها ... عرفت، لكان سبيله أن يعشقا
وأنشدني أبو الحسن الدلفي لابن لنكك البصري:
تحن والله في زمان غشوم ... لو رأيناه في المنام فزعنا
أصبح الناس فيه في سوء حال ... حق من مات فيه أن يتهنّا
يتبع ....
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 07 - 2007, 10:13 ص]ـ
ذكر المقابح
*تقبيح العقل
كان يقال: العقل والهم لا يفترقان. وقال ابن المعتز:
وحلاوة الدنيا لجاهلها ... ومرارة الدنيا لمن عقلا
ومن قلائد أبي الطيب المتنبي قوله:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
وقال أبو الفتح ابن جني: هذا مثل قولهم: ما سر عاقل قط. وقال آخر: ثمرة الدنيا السرور، ولا سرور للعقلاء.
*تقبيح العلم
من أمثال أهل بغداد: " جهل يعولني خير من علم أعوله ". وفي ذلك يقول بعضهم:
وما أصنع بالعلم ... إذا أعطيت بالجهل
ومن أمثالهم: " كف بخت خير من كنز علم ". ومن أشعارهم:
المال يستر كل عيب في الفتى ... والمال يرفع كل نذل ساقط
فعليك بالأموال، فاقصد جمعها ... واضرب بكتب العلم عرض الحائط
ولابن أبي البغل:
الصفو يصفر آمناً، ولأجله ... حبس الهزار لأنه يترنم
لو كنت أجهل ما علمت لسرني ... جهلي، كما قد ساءني ما اعلم
*تقبيح الأدب
كان يقال: مال عقيم خير من أدب ولود، وكلب صيود خير من أسد قعود. ويقال: إذا كثر الأدب قل خيره، وإذا قل خيره كثر ضيره. وقال بعضهم: حرفة الأدب حرفة لا يسلم منها أديب. وقال آخر: أي أديب لم تدركه حرفة الأدب. وقال الخليل بن أحمد، ويروى للحمدوني، وغيره:
ما ازددت في أدبي حرفاً أسر به ... إلا تزيدت حرفاً تحته شوم
إن المقدم في حذق بصنعته ... أنى توجه فيها فهو محروم
وأنشدني أبو بكر الخوارزمي لغيره:
إذا سرك أن تحظى ... وأن تلبس قوهيّا
من الخز مع الوشي ... يمانياً وسوسيا
وأن تصبح ذا عز ... فكن علجاً نبيطيا
وإن سرك حرمان ... به تصبح مقليا
فكن ذا أدب جزل ... وكن مع ذاك نحويا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 12:04 م]ـ
*تقبيح الكتب والدفاتر
سمعت أبا الحسن الماسرجسي الفقيه يقول: كان شيخنا أبو علي ابن أبي هريرة يقول: من تأدب من الكتاب صحف الكلام، ومن تفقه من الكتاب غيّر الأحكام، ومن تنجّم من الكتاب أخطأ الأيام، ومن تطبب من الكتاب قتل الأنام. وكان يقال: علم لا يعبر معك الوادي لا يعمر بك النادي. وينشد في معناه:
إني لأكره علماً لا يكون معي ... إذا خلوت به في جوف حمّام
وينشد فيه أيضاً:
ليس بعلم ما حوى القمطر ... ما العلم إلا ما حواه الصدر
وأنشدني الأمير صاحب الجيش أبو المظفر نصر بن ناصر الدين فذكرني ما نسيت منها:
صاحب الكتب تراه أبداً ... غير ذي فهم، ولكن ذا غلط
كلما فتشته عن علمه ... قال علمي يا خليلي في سفط
في كراريس جياد أحكمت ... وبخط، أي خط، أي خط
فإذا قلت له: هات إذاً ... حك لحييه جميعاً، وامتخط
وأنشد الجاحظ لمحمد بن بشير، وهو أحسن ما قيل في معناه:
أما لو أعي كل ما أسمع ... وأحفظ من ذاك ما أجمع
ولم استفد غير ما قد جمع ... ت، لقيل هو العالم المقنع
ولكن نفسي إلى كل شيء ... من العلم تسمعه تنزع
فلا أنا أحفظ ما قد جمع ... ت، ولا أنا من جمعه أشبع
وأحضر بالعي في مجلسي ... وعلمي في البيت مستودع
ومن يك في علمه هكذا ... يكن، دهره، القهقرى يرجع
إذا لم تكن حافظاً واعياً ... فجمعك للكتب لا ينفع
وأنشد يونس النحوي لبعضهم:
استودع العلم قرطاساً فضيعه ... فبئس مستودع العلم القراطيس
فقال: قاتله الله ما أحسن صيانته للعلم وأشد صبابته به.
ولأبي بكر الخوارزمي رسالة في آفات الكتب، جمع نكتها بعض تلامذته، في قوله:
عليك بالحفظ دون الجمع في كتب ... فإن للكتب آفات تفرقها
الماء يغرقها، والنار تحرقها ... والفأر يخرقها، واللص يسرقها
يتبع ....
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 07 - 2007, 10:35 ص]ـ
*تقبيح الخط والقلم
نظر المأمون يوماً في خط أحمد بن يوسف، وهو يكتب بين يديه، فقال: وهو ينتفس الصعداء: يا أحمد أود لو أن خطك لي بنصف ملكي. فقال: يا أمير المؤمنين لو أن في الخط فضيلة لما حرمه الله أعز خلقه وأجل رسله محمداً صلى الله عليه وسلم. فقال: قد سليتني مما كنت أجد يا أحمد.
وكان أبو عيسى بن الرشيد يقول: الخط صناعة باليد، ولا تحسن بالملوك وأولادهم.
¥